أيها الآباء الكرام
حدثوا أبناءكم في الصغر يحدثونكم في الكبر،
أنصتوا لأبنائكم في الصغر ينصتون إليكم في الكبر،
اجعلوا لكم ذكريات معهم تتذكرونها معهم بعدما يكبرون،
استمتعوا بأبنائكم في طفولتهم ولا تنظرون إليهم كأنهم الهموم أو الألم الذي تريدون التخلص منه، ولكن لتكن نظرتكم إليهم نظرة حب ومتعة فحينها ستستمتعون بهم ومعهم، وهؤلاء الآباء الذين يحصون أنفاس أبنائهم وما على لسانهم إلا بس يا ولد، بس يا بنت، لا تقفز، لا تجري، وإذا تكلم لا تتكلم، وإذا سكت لماذا لا تتكلم؟ فلا شيىء يرضيهم منهم، ودائماً نقد.
نقد على كل شيء وأي شيء لا يعجبهم شيء من الطفل، فماذا يحدث للطفل؟ الطفل يتحير ولا يدرى ماذا يفعل، إذا أراد أن يفعل شيئاً ما.. تردد وخاف أن يسممه أحد الأبوين بالسم اللفظي أو أن يطلق عليه صاروخاً من الصواريخ اللفظية التي تشل حركته وتدمر نفسيته وشخصيته، والغريب والعجيب والمؤسف والمحزن أن تجد هؤلاء الآباء يريدون أن يسكتوا أبناءهم ويوقفوهم عن الحركة واللعب فيعطونهم مدمرات كلية مثل تليفوناتهم المحمولة ليلعبوا في ألعابها، أو يؤتون لهم بالألعاب الإلكترونية، لماذا يفعلون كل هذا؟ ليجلس الطفل كالجماد لا يتحرك وعينيه على الموبايل أو شاشة الألعاب الإلكترونية هذا غاية ما يريد هؤلاء الآباء وهو أن يجلس فلا يتحرك فيفرحون بذلك ويستأنسون به ولم يدرون أنهم بهذه الأفعال يدمرون الطفل تدميراً كاملاً شاملاً، كل شيئ في الطفل تدمره هذه الألعاب الإلكترونية فلا تترك له روحاً ولا عقلاً ولا شخصية ولا بدنا. إلى غير ذلك.
فهذه الألعاب الإلكترونية تدمر العقل، وأما الشخصية فينشأ طفلاً ضعيف الشخصية متردداً لا يقدر على اتخاذ أي قرار، انطوائياً لا يريد أن يرى أحداً ولا أن يتعامل مع أي أحد، كل ما يريده هو أن يبقى في غرفة وحده أمام هذه الشاشات، ولا يريد أن يخرج خارج حدود تلك الغرفة ويكون خجولاً ولا يحب الناس ولا يحب الاجتماعية، لا يستطيع أن يأخذ حقه ولا يستطيع الكلام ببلاغة ولا يعرف كيف يتكلم مع الناس، وتدمر كل ما في الطفل.
أقول لهؤلاء الآباء ستندمون على هذا ندماً شديداً حين يكبر هؤلاء الأطفال ويرحلون عن البيت إلى بيوتهم الخاصة وساعتها سيصير البيت لا صوت فيه ولا حركة فلا طفل يقفز ولا طفل يتكلم كما كنتم تتمنون في الماضى، ألستم من كنتم تسكتون أطفالكم بحجة أنهم يزعجونكم ؟!!!، ستندمون حينما يرحلون عنكم ولا تجدون من يتكلم معكم في الوقت الذي تتمنون فيه منهم أن يتكلمون ويتحدثون معكم وتستأنسون بوجودهم، لن تجدوهم حينها فأنتم الذين الذين عودتموهم على ذلك ونشأتموهم على هذا الأمر لذلك أقول لهؤلاء الآباء:
حدثوا أبناءكم في الصغر يحدثونكم في الكبر،
أنصتوا لأبنائكم في الصغر ينصتون إليكم في الكبر،
اجعلوا لكم ذكريات معهم تتذكرونها معهم بعدما يكبرون،
وهذا ما صدرت به حديثي.
- العبوا مع أطفالكم اتركوهم يمارسون طفولتهم الجميلة، لا تحرموهم من طفولتهم، فأنتم كنتم مثلهم حينما كنتم في مثل عمرهم أم أنتم ولدتم كباراً؟
ضعوا أنفسكم مكانهم ماذا ستفعلون؟ هل ستلعبون أم ستجلسون كأي جماد في البيت؟
أنتم كنتم كذلك من قبل وإلا فاسألوا آباءكم عنكم عندما كنتم في مثل سنهم وفي مثل أعمارهم ماذا كنتم تفعلون، أحبابنا هذه طبيعة الطفولة الجميلة البريئة فلا تحرموهم منها وأعطوهم الفرصة ليعيشوا مرحلتهم بكل خصائصها وأشكالها فهم ليسوا مثلكم لن يجلسوا كما تجلسون، ولن يفعلوا كما تفعلون فلا تعاملوهم كما تعاملون أنفسكم فطبيعتكم ليست كطبيعتهم وعقولهم ليست كعقولكم.
تكلموا مع أطفالكم، امرحوا واركضوا وألعبوا معهم، سابقوهم، شاركوهم الألعاب، استعيدوا معهم أيام طفولتكم، عيشوها معهم، اقضوا أسعد أوقاتكم معهم، استمتعوا معهم، اصنعوا معهم ذكريات جميلة، ومواقف راقية تفخرون وتعتزون بها حينما تتذكرونها معهم.
أريد منكم أيها الآباء الكرام أن تنتبهوا لتلك القصيدة، أعيروني أسماعكم واستمعوا بقلوبكم إلى قول هذا الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري من ديوانه «أب».
في هذه القصيدة حاول الشاعر أن يرسم طفولة أولاده في صور غير مصطنعة وكأنه يجسد تلك اللحظات وتلك المواقف التي مرت ويعيد شريط الذكريات مع أطفاله.
أريد من الآباء أن يقرأوا هذه الكلمات جيداً بتمعن وتركيز وأن يتخيلوها ويجسدوها وكأنها واقعهم وأن يتخيلوا أطفالهم، وكأنك أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الفاضلة تتخيل أطفالك ومواقفك معهم في تلك الكلمات فترجع بالذاكرة إلى الوراء فتتذكر مواقف أطفالك وهم يلعبون ويجرون هنا وهناك ويصيحون ويضحكون ويتسابقون معك ويجلسون معك وينادونك أبي وتنظر إلى كل ركن في البيت وتتذكر فيه مواقف لهم. ذكريات وذكريات مع الأبناء وإذا بك تفيق وتستيقظ من هذا الحلم فتجد نفسك وحيداً في البيت بعدما كان مملوءاً بالأطفال وكنت ساعتها تتضجر من أصواتهم وصياحهم ولعبهم والآن وقد خيم السكون على المكان وأصبح البيت لا نبض فيه ولا حراك، فاسمعوا وأنتوا لهم وفقكم الله لكل خير.
يقول الشاعر:
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرضٍ
أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في الوقت معاً، والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي
شغفاً إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي
فأوصيكم ونفسي بالملائكة الصغار فهم روح ونبض هذه الحياة. حفظ الله أطفالنا جميعاً من كل مكروه وسوء.
{{ article.visit_count }}
حدثوا أبناءكم في الصغر يحدثونكم في الكبر،
أنصتوا لأبنائكم في الصغر ينصتون إليكم في الكبر،
اجعلوا لكم ذكريات معهم تتذكرونها معهم بعدما يكبرون،
استمتعوا بأبنائكم في طفولتهم ولا تنظرون إليهم كأنهم الهموم أو الألم الذي تريدون التخلص منه، ولكن لتكن نظرتكم إليهم نظرة حب ومتعة فحينها ستستمتعون بهم ومعهم، وهؤلاء الآباء الذين يحصون أنفاس أبنائهم وما على لسانهم إلا بس يا ولد، بس يا بنت، لا تقفز، لا تجري، وإذا تكلم لا تتكلم، وإذا سكت لماذا لا تتكلم؟ فلا شيىء يرضيهم منهم، ودائماً نقد.
نقد على كل شيء وأي شيء لا يعجبهم شيء من الطفل، فماذا يحدث للطفل؟ الطفل يتحير ولا يدرى ماذا يفعل، إذا أراد أن يفعل شيئاً ما.. تردد وخاف أن يسممه أحد الأبوين بالسم اللفظي أو أن يطلق عليه صاروخاً من الصواريخ اللفظية التي تشل حركته وتدمر نفسيته وشخصيته، والغريب والعجيب والمؤسف والمحزن أن تجد هؤلاء الآباء يريدون أن يسكتوا أبناءهم ويوقفوهم عن الحركة واللعب فيعطونهم مدمرات كلية مثل تليفوناتهم المحمولة ليلعبوا في ألعابها، أو يؤتون لهم بالألعاب الإلكترونية، لماذا يفعلون كل هذا؟ ليجلس الطفل كالجماد لا يتحرك وعينيه على الموبايل أو شاشة الألعاب الإلكترونية هذا غاية ما يريد هؤلاء الآباء وهو أن يجلس فلا يتحرك فيفرحون بذلك ويستأنسون به ولم يدرون أنهم بهذه الأفعال يدمرون الطفل تدميراً كاملاً شاملاً، كل شيئ في الطفل تدمره هذه الألعاب الإلكترونية فلا تترك له روحاً ولا عقلاً ولا شخصية ولا بدنا. إلى غير ذلك.
فهذه الألعاب الإلكترونية تدمر العقل، وأما الشخصية فينشأ طفلاً ضعيف الشخصية متردداً لا يقدر على اتخاذ أي قرار، انطوائياً لا يريد أن يرى أحداً ولا أن يتعامل مع أي أحد، كل ما يريده هو أن يبقى في غرفة وحده أمام هذه الشاشات، ولا يريد أن يخرج خارج حدود تلك الغرفة ويكون خجولاً ولا يحب الناس ولا يحب الاجتماعية، لا يستطيع أن يأخذ حقه ولا يستطيع الكلام ببلاغة ولا يعرف كيف يتكلم مع الناس، وتدمر كل ما في الطفل.
أقول لهؤلاء الآباء ستندمون على هذا ندماً شديداً حين يكبر هؤلاء الأطفال ويرحلون عن البيت إلى بيوتهم الخاصة وساعتها سيصير البيت لا صوت فيه ولا حركة فلا طفل يقفز ولا طفل يتكلم كما كنتم تتمنون في الماضى، ألستم من كنتم تسكتون أطفالكم بحجة أنهم يزعجونكم ؟!!!، ستندمون حينما يرحلون عنكم ولا تجدون من يتكلم معكم في الوقت الذي تتمنون فيه منهم أن يتكلمون ويتحدثون معكم وتستأنسون بوجودهم، لن تجدوهم حينها فأنتم الذين الذين عودتموهم على ذلك ونشأتموهم على هذا الأمر لذلك أقول لهؤلاء الآباء:
حدثوا أبناءكم في الصغر يحدثونكم في الكبر،
أنصتوا لأبنائكم في الصغر ينصتون إليكم في الكبر،
اجعلوا لكم ذكريات معهم تتذكرونها معهم بعدما يكبرون،
وهذا ما صدرت به حديثي.
- العبوا مع أطفالكم اتركوهم يمارسون طفولتهم الجميلة، لا تحرموهم من طفولتهم، فأنتم كنتم مثلهم حينما كنتم في مثل عمرهم أم أنتم ولدتم كباراً؟
ضعوا أنفسكم مكانهم ماذا ستفعلون؟ هل ستلعبون أم ستجلسون كأي جماد في البيت؟
أنتم كنتم كذلك من قبل وإلا فاسألوا آباءكم عنكم عندما كنتم في مثل سنهم وفي مثل أعمارهم ماذا كنتم تفعلون، أحبابنا هذه طبيعة الطفولة الجميلة البريئة فلا تحرموهم منها وأعطوهم الفرصة ليعيشوا مرحلتهم بكل خصائصها وأشكالها فهم ليسوا مثلكم لن يجلسوا كما تجلسون، ولن يفعلوا كما تفعلون فلا تعاملوهم كما تعاملون أنفسكم فطبيعتكم ليست كطبيعتهم وعقولهم ليست كعقولكم.
تكلموا مع أطفالكم، امرحوا واركضوا وألعبوا معهم، سابقوهم، شاركوهم الألعاب، استعيدوا معهم أيام طفولتكم، عيشوها معهم، اقضوا أسعد أوقاتكم معهم، استمتعوا معهم، اصنعوا معهم ذكريات جميلة، ومواقف راقية تفخرون وتعتزون بها حينما تتذكرونها معهم.
أريد منكم أيها الآباء الكرام أن تنتبهوا لتلك القصيدة، أعيروني أسماعكم واستمعوا بقلوبكم إلى قول هذا الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري من ديوانه «أب».
في هذه القصيدة حاول الشاعر أن يرسم طفولة أولاده في صور غير مصطنعة وكأنه يجسد تلك اللحظات وتلك المواقف التي مرت ويعيد شريط الذكريات مع أطفاله.
أريد من الآباء أن يقرأوا هذه الكلمات جيداً بتمعن وتركيز وأن يتخيلوها ويجسدوها وكأنها واقعهم وأن يتخيلوا أطفالهم، وكأنك أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الفاضلة تتخيل أطفالك ومواقفك معهم في تلك الكلمات فترجع بالذاكرة إلى الوراء فتتذكر مواقف أطفالك وهم يلعبون ويجرون هنا وهناك ويصيحون ويضحكون ويتسابقون معك ويجلسون معك وينادونك أبي وتنظر إلى كل ركن في البيت وتتذكر فيه مواقف لهم. ذكريات وذكريات مع الأبناء وإذا بك تفيق وتستيقظ من هذا الحلم فتجد نفسك وحيداً في البيت بعدما كان مملوءاً بالأطفال وكنت ساعتها تتضجر من أصواتهم وصياحهم ولعبهم والآن وقد خيم السكون على المكان وأصبح البيت لا نبض فيه ولا حراك، فاسمعوا وأنتوا لهم وفقكم الله لكل خير.
يقول الشاعر:
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرضٍ
أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في الوقت معاً، والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي
شغفاً إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي
فأوصيكم ونفسي بالملائكة الصغار فهم روح ونبض هذه الحياة. حفظ الله أطفالنا جميعاً من كل مكروه وسوء.