شهر رمضان الكريم له منزلة جليلة في نفوسنا منذ القدم، فهو شهر الطاعة لله تعالى، وطاعة له في كل ما أمر ونهي. والمسلمون يحتفلون بعيدين في السنة، عيد الفطر وعيد الأضحى أو العيد الكبير. ولشهر رمضان مقدمات، يستعد بها أهل البحرين للاحتفاء بهِ، فمؤونة «ماجلة» رمضان تختلف عن باقي أيام السنة.

فترى رب الأسرة يكثر من شراء الرز وحب الهريس وطحين اللقيمات وطحين الكباب وطحين خبز الرقاق وطحين العصيدة والخبيصة، والبحرينيون بعامة يفضلون خبز الرقاق الذي تحضرهُ ربة البيت بنفسها للثريد، ومرقة الثريد المفضلة هي مرقة اللحم الطري «لم يكن في البحرين قديماً وحتى أواخر الأربعينيات ثلاجات لحفظ اللحم والخضار التي من أهمها القرع واليقطين «بوبر» والباذنجان «البيديان» والبامية والبطاطس «الالو»، ولم نكن نعرف الكوسا وأخواتها، فمرقة الثريد تتكون من لحم طازج، وجميع الخضار كذلك، فللمرق طعم ونكهة لذيذة وفائدتها الغذائية كبيرة، وكذلك لحم الهريس، ويفضل الأهالي للهريس لحم العجول، ولا بد من أن تكون اللحمة خالية من العظام وقليلة الشحوم «هبره»، ولا تجيد طبخة الهريس وضربها إلا الجدة أو الأم، أما الكنات الصغيرات والأخوات الصغيرات، فلا طاقة لهن بطبخ الهريس وضربه، فقط قد يستعان بالصبي القوي للمساعدة حين ضربها. وللحديث بقية.