أيمن شكل
المرحلة أحوج للتحقق قبل النشر.. وترك الأمر إلى أهل الاختصاص.. مشايخ
نقل «شائعات كورونا» والأخبار الكاذبة محرم شرعاً
«كورونا» تتطلب طمأنة الناس ليتمكن المجتمع من تجاوز ها
أكد مشايخ أن نقل الأخبار والشائعات الكاذبة محرم شرعاً ويدخل في باب الإرجاف والأعمال الخبيثة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار.
ولفتوا إلى أن المرحلة الحالية أحوج أن يكون فيها المجتمع أقرب للتحقق والتحري وسماع التوجيهات من أهلها والمتخصصين فيها؛ لأن أي معلومة تصدر عن أهل الاختصاص ولو كان فيها إثم، فلا إثم على صاحبها لأن القصد منها التوعية.
وأكد خطيب جامع علي كانو بالحد الشيخ عبدالناصر عبدالله أن الشائعات مذمومة ومحرمة، وخاصة إن كانت مكذوبة ومزورة لأن الكذب يهدي للفجور والفجور يهدي إلى النار، مشدداً على أن الكذب خصلة من خصال النفاق، ولو كانت المعلومة صحيحة واقعة، ولكن في إذاعتها مفسدة وأذى فنقلها محرم أيضاً بقوله تعالى: «لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ».
وقال: «إن الأمر يزداد سوءاً إذا كانت الشائعات تطلق ويكون لها أثر على الدين أو الأعراض أو الأوطان وسلامة الناس وأمنهم، وتدخل في باب الإرجاف الذي وضعه الله تعالى في مصافّ الأعمال الخبيثة، مثل النفاق ومرض القلب والبعد عن الله وكما قال تعالى: «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً»».
وأوضح أن الإرجاف هو الخبر المثير للفتن والاضطراب وإشاعة كل ما يضعف المعنويات من الكذب والباطل، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
وشدد على الحاجة لتذكير المسلم بهذه الأمور وخاصة مع وجود جائحة كورونا، التي تتطلب تهدئة النفوس وطمأنة القلوب ليتمكن المجتمع من تجاوز المرحلة بإذن الله تعالى.
واستنكر الشيخ عبدالناصر أن يتكلم الإنسان فيما لا يعنيه وينظِّر فيما ليس له به علم مستذكراً قول الله تعالى: «وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً».
وقال:«حين يأتي المرجفون بمعلومات كاذبة أو أخبار لا أساس لها من الصحة أو يشككون في القدرات وتثبيط العزائم، يبدأ الاضطراب يدب في نفوس الناس ويصدق بعضهم تلك الأراجيف، وتزداد الخطورة على المجتمع، منوهاً إلى قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع» وكذلك من يعتمد مصدر «كما يقولون» أو «قيل لي» أو «العهدة على الراوي»، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس مطية الرجل عندما يقول زعموا».
وأشار إلى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء القول على عواهنه دون التثبت والتيقن من صحته ودون النظر في مآلاته وعواقبه، في قوله: «إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ».
وقال: «إن المرحلة الحالية أحوج أن يكون فيها المجتمع أقرب للتحقق والتحري وسماع التوجيهات من أهلها والمتخصصين فيها، منوهاً إلى قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» وقوله تعالى: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ».
من جانبه، أكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة البحرين الدكتور عبدالستار الهيتي وجوب تأكد الإنسان من صحة الخبر المنقول، منوهاً إلى الحديث الشريف القائل: «إنّ العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفًا»، وقال إن نقل الخبر الكاذب والمعلومة غير الصحيحة يعتبر محرماً شرعاً.
وأشار إلى قوله تعالى في سورة الحجرات: «يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا» والتي جاءت في قراءات أخرى «فتثبتوا»، موضحاً أن اختيار كلمة فاسق دون كلمة مخبر القصد منها هو الذي تحدث بفسق ويعلم أنه خبر غير مؤكد وسيحدث بلبلة في المجتمع، ولذلك لا يجوز نقل الأخبار إلا بعد التثبت منها لما لها من أثر سلبي على المجتمع.
ونوه الهيتي إلى حديث معاذ بن جبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ، قال: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!».
وأضاف ً: «من الناحية الشرعية ربما نعطي العذر لمن لا يعلم، ومع ذلك ينبغي عليه التثبت، أما من الناحية المجتمعية، فقد تحدث الكلمة فتنة بين قوم وإرباك داخل مجتمع فتثير فتنة مذهبية أو أخلاقية بسبب نقل خبر غير صحيح، وقد يدان فيها البريء ويبرأ المتهم».
وحول من يحتج في نقل الإشاعة بأن «ناقل الكفر ليس بكافر» أكد الهيتي عدم صحة تلك المقولة، قال: ناقل الكفر بعد التثبت منه ليس بكافر، أما اتهام الإنسان بالكفر فهذا إثم عظيم، ولذلك فأي معلومة تصدر من أهل الاختصاص ولو كان فيها إثم، فلا إثم على صاحبها؛ لأنها معلومة يقصد بها توعية الناس وإبلاغهم بالخطر، وقد ركز القرآن الكريم على الفاسق المتمرد على المعلومة والخبر.
ونصح الهيتي المجتمع بضرورة التثبت لأكثر مرة، في ظل كثافة الأخبار المتقاطعة والمتناثرة هنا وهناك، وقال الأخبار تنقسم إلى 3 أنواع، أخبار متأكد منها تماماً ويجوز نقلها بهدف التوعية، وأخبار غير متأكد من صحتها بنسبة متساوية وتلك تستوجب التيقن قبل النقل، والأخبار التي يغلب عليها الظن بأنها غير صحيحة، يأثم من ينقلها، فغلبة الظن بمنزلة اليقين من حيث الإثم.
من جانبه أشار الشيخ إبراهيم البراهيم إلى أن أكثر الشائعات تخرج من أشخاص حاقدين سواء على أشخاص آخرين أو على بلد أو مجتمع، منوهاً إلى قوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وفي قراءة صحيحة (فتثبتوا)، وقال إن القرآن الكريم وصف ناقل النبأ دون التبين والتثبت من صحته بالفاسق.
وأكد الشيخ البراهيم أن نقل الشائعة يعتبر هزيمة للقلب وفقداناً للذات وخسارة في العقل، والسلاح الرخيص لسهولة نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتمد على المبالغة في الكذب، وخاصة عندما ينقل الشخص الخبر ولا يذكر اسمه عليه.
ولفت إلى الدول التي وضعت قوانين رادعة لناقل الشائعات، وخاصة في مثل أوضاع جائحة كورونا، مشيداً بالقوانين الوطنية التي كافحت تلك الآفة المجتمعية، وبجهود وزارة الداخلية في كشف مروجي الشائعات، ودعا إلى استقاء الأخبار من مصادرها، وقال:» إن الفريق الوطني الطبي غير مقصر في الإجابة عن كافة الأسئلة التي ترد إليهم سواء في المؤتمرات الصحفية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما لا يدع مجالاً للجوء إلى مصادر مجهولة».
المرحلة أحوج للتحقق قبل النشر.. وترك الأمر إلى أهل الاختصاص.. مشايخ
نقل «شائعات كورونا» والأخبار الكاذبة محرم شرعاً
«كورونا» تتطلب طمأنة الناس ليتمكن المجتمع من تجاوز ها
أكد مشايخ أن نقل الأخبار والشائعات الكاذبة محرم شرعاً ويدخل في باب الإرجاف والأعمال الخبيثة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار.
ولفتوا إلى أن المرحلة الحالية أحوج أن يكون فيها المجتمع أقرب للتحقق والتحري وسماع التوجيهات من أهلها والمتخصصين فيها؛ لأن أي معلومة تصدر عن أهل الاختصاص ولو كان فيها إثم، فلا إثم على صاحبها لأن القصد منها التوعية.
وأكد خطيب جامع علي كانو بالحد الشيخ عبدالناصر عبدالله أن الشائعات مذمومة ومحرمة، وخاصة إن كانت مكذوبة ومزورة لأن الكذب يهدي للفجور والفجور يهدي إلى النار، مشدداً على أن الكذب خصلة من خصال النفاق، ولو كانت المعلومة صحيحة واقعة، ولكن في إذاعتها مفسدة وأذى فنقلها محرم أيضاً بقوله تعالى: «لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ».
وقال: «إن الأمر يزداد سوءاً إذا كانت الشائعات تطلق ويكون لها أثر على الدين أو الأعراض أو الأوطان وسلامة الناس وأمنهم، وتدخل في باب الإرجاف الذي وضعه الله تعالى في مصافّ الأعمال الخبيثة، مثل النفاق ومرض القلب والبعد عن الله وكما قال تعالى: «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً»».
وأوضح أن الإرجاف هو الخبر المثير للفتن والاضطراب وإشاعة كل ما يضعف المعنويات من الكذب والباطل، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
وشدد على الحاجة لتذكير المسلم بهذه الأمور وخاصة مع وجود جائحة كورونا، التي تتطلب تهدئة النفوس وطمأنة القلوب ليتمكن المجتمع من تجاوز المرحلة بإذن الله تعالى.
واستنكر الشيخ عبدالناصر أن يتكلم الإنسان فيما لا يعنيه وينظِّر فيما ليس له به علم مستذكراً قول الله تعالى: «وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً».
وقال:«حين يأتي المرجفون بمعلومات كاذبة أو أخبار لا أساس لها من الصحة أو يشككون في القدرات وتثبيط العزائم، يبدأ الاضطراب يدب في نفوس الناس ويصدق بعضهم تلك الأراجيف، وتزداد الخطورة على المجتمع، منوهاً إلى قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع» وكذلك من يعتمد مصدر «كما يقولون» أو «قيل لي» أو «العهدة على الراوي»، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس مطية الرجل عندما يقول زعموا».
وأشار إلى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء القول على عواهنه دون التثبت والتيقن من صحته ودون النظر في مآلاته وعواقبه، في قوله: «إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ».
وقال: «إن المرحلة الحالية أحوج أن يكون فيها المجتمع أقرب للتحقق والتحري وسماع التوجيهات من أهلها والمتخصصين فيها، منوهاً إلى قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» وقوله تعالى: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ».
من جانبه، أكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة البحرين الدكتور عبدالستار الهيتي وجوب تأكد الإنسان من صحة الخبر المنقول، منوهاً إلى الحديث الشريف القائل: «إنّ العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفًا»، وقال إن نقل الخبر الكاذب والمعلومة غير الصحيحة يعتبر محرماً شرعاً.
وأشار إلى قوله تعالى في سورة الحجرات: «يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا» والتي جاءت في قراءات أخرى «فتثبتوا»، موضحاً أن اختيار كلمة فاسق دون كلمة مخبر القصد منها هو الذي تحدث بفسق ويعلم أنه خبر غير مؤكد وسيحدث بلبلة في المجتمع، ولذلك لا يجوز نقل الأخبار إلا بعد التثبت منها لما لها من أثر سلبي على المجتمع.
ونوه الهيتي إلى حديث معاذ بن جبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ، قال: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!».
وأضاف ً: «من الناحية الشرعية ربما نعطي العذر لمن لا يعلم، ومع ذلك ينبغي عليه التثبت، أما من الناحية المجتمعية، فقد تحدث الكلمة فتنة بين قوم وإرباك داخل مجتمع فتثير فتنة مذهبية أو أخلاقية بسبب نقل خبر غير صحيح، وقد يدان فيها البريء ويبرأ المتهم».
وحول من يحتج في نقل الإشاعة بأن «ناقل الكفر ليس بكافر» أكد الهيتي عدم صحة تلك المقولة، قال: ناقل الكفر بعد التثبت منه ليس بكافر، أما اتهام الإنسان بالكفر فهذا إثم عظيم، ولذلك فأي معلومة تصدر من أهل الاختصاص ولو كان فيها إثم، فلا إثم على صاحبها؛ لأنها معلومة يقصد بها توعية الناس وإبلاغهم بالخطر، وقد ركز القرآن الكريم على الفاسق المتمرد على المعلومة والخبر.
ونصح الهيتي المجتمع بضرورة التثبت لأكثر مرة، في ظل كثافة الأخبار المتقاطعة والمتناثرة هنا وهناك، وقال الأخبار تنقسم إلى 3 أنواع، أخبار متأكد منها تماماً ويجوز نقلها بهدف التوعية، وأخبار غير متأكد من صحتها بنسبة متساوية وتلك تستوجب التيقن قبل النقل، والأخبار التي يغلب عليها الظن بأنها غير صحيحة، يأثم من ينقلها، فغلبة الظن بمنزلة اليقين من حيث الإثم.
من جانبه أشار الشيخ إبراهيم البراهيم إلى أن أكثر الشائعات تخرج من أشخاص حاقدين سواء على أشخاص آخرين أو على بلد أو مجتمع، منوهاً إلى قوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وفي قراءة صحيحة (فتثبتوا)، وقال إن القرآن الكريم وصف ناقل النبأ دون التبين والتثبت من صحته بالفاسق.
وأكد الشيخ البراهيم أن نقل الشائعة يعتبر هزيمة للقلب وفقداناً للذات وخسارة في العقل، والسلاح الرخيص لسهولة نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتمد على المبالغة في الكذب، وخاصة عندما ينقل الشخص الخبر ولا يذكر اسمه عليه.
ولفت إلى الدول التي وضعت قوانين رادعة لناقل الشائعات، وخاصة في مثل أوضاع جائحة كورونا، مشيداً بالقوانين الوطنية التي كافحت تلك الآفة المجتمعية، وبجهود وزارة الداخلية في كشف مروجي الشائعات، ودعا إلى استقاء الأخبار من مصادرها، وقال:» إن الفريق الوطني الطبي غير مقصر في الإجابة عن كافة الأسئلة التي ترد إليهم سواء في المؤتمرات الصحفية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما لا يدع مجالاً للجوء إلى مصادر مجهولة».