هدى عبدالحميد

مع اقتراب إعلان النتائج يطمح كل طالب في الحصول على درجة مرتفعة، وينتج لدى الطالب العديد من المشاعر المختلفة.

وأوضح التربوي ومدرب مهارات الحياة الإنسانية عباس العكري لـ"الوطن" كيفية التعامل مع مشاعر الخوف والقلق قبل ظهور النتيجة قائلاً: "يمكن للطّالب أن يتخيّل نفسه أنّه قد نال شهادة التفوق بدرجة امتياز مع مرتبة الشّرف، وأنّ الأهل والمعارف قد أقاموا له حفلاً بهذه المناسبة الجميلة، ويمكنه أن يتذّكر موقفاً لزملائه الذين فشلوا وكيف تعامل الأهل معهم بمحبة وتعاطف، كما أنّ المباراة قد انتهت، وقد حان موعد إعلان النتيجة، والجماهير الوفيّة واثقة بأداء فريقها، والقلق لن يغير النتائج".

وتطرق إلى كيفية التغلب على الشعور بالفشل في حال الإخفاق: "الحياة رحلة سفر ممتعة من التجارب والاكتشافات، والفشل محطة تتبعها محطات نجاح، فقد تتأخر الطائرات عن الإقلاع أو تلغى تلك الرحلات، فإنّ للمسافر خيارات عدة لإكمال رحلته، وأنت أيها الطالب حتماً ستصل إلى التفوّق وتكمل رحلتك السعيدة، باكتسابك خبرة جديدة، واستعدادك مرة أخرى بتذكرة من المراجعات والاستعداد المبكر الجيد لذلك الإخفاق والتّحدي الجديد الذي نجح فيه غيرك وأنت جدير به مثلهم، فالرمي والتصويب بالسهام يحتاج للسهم أن يرجع للخلف كي ينطلق للأمام، وحتماً ستصيب هدفك في الحياة الدراسية".

وأجاب حول سؤال هل تعد النتيجة تقديراً لدرجة ذكاء الطالب: "إنّ نتيجة التقدير سواء كانت في ارتفاع أو انخفاض لا يمكن من خلالها إصدار حكم على معدل ذكاء الطالب؛ فالنتيجة لها علاقة بمقدار اكتسابه المحتوى المعرفي، وما تم اختباره فيه، أو مدى استعداده المبكر للمادة، وكل امتحان له منهجية في التقييم، وأمّا الذكاء فمهارات حياتية وعقلية قد لا يحويها الامتحان ليمكننا من الحكم على ارتفاع أو انخفاض مستوى ذكاء الطالب، أو قدرة الأداء العقلي من تخطيط وحل للمشكلات؛ فالذكاء له مؤثرات ومقاييس خاصة".

وفيما يتعلق بتعنيف الأهل وكونه يعد من أهم الأسباب التي تؤرق الطالب أكد أنه "يمكن للأهل الاتفاق مع الطالب على مكافأته بما يحبه، وتحفيزه بما يناسب قدراته، مع زرع الثقة به، وزيادة مستوى الدافعية لديه، والتحدث معه عن طموحه بعد اجتياز هذه المرحلة الدراسية، وعلى الطالب أن يشعر بالحنان دون شرط مسبق؛ فالمحبة من الوالدين والأهل واحتضان الطالب والثناء عليه وتشجيعه ليشعر باطمئنان ليست سلوكات مشروطة بنجاح وتفوق.

وأضاف: "كما أنّ التعنيف والضرب والركل والصفع والصراخ والحرمان من الخروج، ومنع امتيازات سابقة وما شاكل، كل ذلك حالة انفعالية آنية لها نتائج وخيمة على المدى الطويل، من انعزال وشعور بالذنب وقلق وخجل ثمّ تجاهل ورفض ونقاش حاد لوالديه وعدوانية واندفاع وتهوّر ثم تدنٍ في المستوى الدراسي، وعليه لا بد من استبدال العنف ببرنامج دراسي مخطط له، وحتماً لا بد من أن تثمر الشجرة الطيبة فاكهة ناضجة".