بقلم: رؤى الحايكي
إن الموت هو أحد أكبر الظواهر المبهمة، وهو الحقيقة الغير القابلة للإنكار، كما أن فكرة الموت ورهبته والخوف منه أمر طبيعي ومشترك بين بني البشر، ولو أخذنا بعين الاعتبار أن أخبار الموت هذه الأيام تحيط بنا، بل أصبحت تحاصرنا حصاراً لا يمكن الفرار منه، ولو حتى لبرهة من الزمن، إذن فمسألة تهيئة النفس والعقل أمر حتمي، وخاصة أننا مسؤولون عن إجابة أي تساؤل يطرحه صغارنا بخصوص الموضوع، فعندما يسألنا أطفالنا أسئلة كثيرة عن الموت، وماذا يعني؟ ولماذا يحدث؟ كيف يمكننا تحديداً أن نجيب عن هذه الأسئلة؟
عندما يسأل الطفل الصغير (أقل من خمس سنوات) ماذا يعني أن جدتي ماتت؟ لا بد من إجابته بواقعية، ومن غير الجيد أبداً تركه فريسة سهلة لمخيلته، فيمكننا أن نخبره أننا لن نتمكن من زيارتها أو رؤيتها مرة أخرى، وذلك لأنها كانت مريضة جداً وجسمها لم يتحمل الألم أو المرض، وإذا سأل الطفل أكثر عن الموت كسؤاله: ماذا يعني الموت؟ وهل سأموت أنا أيضاً؟ يمكننا أن نخبره حقيقة أن كل الناس سيموتون إذا كبروا في السن، ولكن البعض يموتون في سن أصغر بسبب المرض أو الحوادث. من المهم أن تكون الإجابات واقعية وبسيطة جداً، وأيضاً مرتبطة بأمور حياتية يمكن أن يفهمها الطفل بحسب عقليته، وعلينا أن نعي أن مشاركة الحزن مع أطفالنا أمر مهم، تماماً كمشاركتهم الفرح. إن البكاء مريح جداً للنفس ويقربنا منهم، لذلك من المهم أن نشرح شعورنا ونتكلم بوضوح وبساطة معهم، ولكن الأهم هو توازن المشاعر وعدم الانسياق العاطفي، وضروري جداً أن يعيش الطفل التجربة معنا ويفهمها بطريقته، بعد حصوله على الإجابات التي تشبع فضوله.
كما يجب ألا ننسى أهمية أن يشعر الطفل بالاطمئنان، ولا بد من أن نشرح له أن الحياة سوف تستمر، وأن الموت مرحلة صعبة فقط سيتجاوزها مع الوقت. لا بد من تشجيعه على مواصلة روتين حياته وخاصة أنه من المعروف أن الأطفال يصابون بسهولة بالقلق والخوف ويبحثون دائماً عن إحساس الأمان، وفي حال سألنا الطفل السؤال الأهم وهو: ماذا سيحدث بعد الموت؟ أو إلى أين ذهبت جدتي؟ فالجواب سيعتمد على تقديرنا الشخصي للموقف وكيف سنبسط المعتقد الديني للطفل بطريقة يمكنه من خلالها أن يستوعب الحقائق. إن الجدير بالذكر أن التربويين والمتخصصين في المجال النفسي استفادوا كثيراً من أدب الأطفال (القصص) في التعامل مع موضوع الموت وما بعده عند التعامل مع الأطفال؛ لذلك فإن اطلاع الطفل على الكتب المخصصة لعمره والتي تتناول هذا الجانب تعتبر أمراً مساعداً ومهماً مع وجود الإشراف المطلوب من الأبوين لتوضيح بعض الأفكار في حال سأل الطفل عنها وهو يقرأ القصص.
الخلاصة، مؤكد أن وفاة شخص قريب وعزيز علينا تشكل صدمة لنا وتعد مصدر حزن عميق قد يدوم سنين أو حتى مدى الحياة، ولكننا قد نجد أنفسنا أمام موقف أصعب وهو عندما يسأل أطفالنا حينها عن الموت، ما يمكننا فعله وقتها هو أن نضع أحزاننا جانباً ونستجمع شتات أنفسنا ونجيب عن تلك الأسئلة البريئة بكل صدق وبساطة وحنان.
{{ article.visit_count }}
إن الموت هو أحد أكبر الظواهر المبهمة، وهو الحقيقة الغير القابلة للإنكار، كما أن فكرة الموت ورهبته والخوف منه أمر طبيعي ومشترك بين بني البشر، ولو أخذنا بعين الاعتبار أن أخبار الموت هذه الأيام تحيط بنا، بل أصبحت تحاصرنا حصاراً لا يمكن الفرار منه، ولو حتى لبرهة من الزمن، إذن فمسألة تهيئة النفس والعقل أمر حتمي، وخاصة أننا مسؤولون عن إجابة أي تساؤل يطرحه صغارنا بخصوص الموضوع، فعندما يسألنا أطفالنا أسئلة كثيرة عن الموت، وماذا يعني؟ ولماذا يحدث؟ كيف يمكننا تحديداً أن نجيب عن هذه الأسئلة؟
عندما يسأل الطفل الصغير (أقل من خمس سنوات) ماذا يعني أن جدتي ماتت؟ لا بد من إجابته بواقعية، ومن غير الجيد أبداً تركه فريسة سهلة لمخيلته، فيمكننا أن نخبره أننا لن نتمكن من زيارتها أو رؤيتها مرة أخرى، وذلك لأنها كانت مريضة جداً وجسمها لم يتحمل الألم أو المرض، وإذا سأل الطفل أكثر عن الموت كسؤاله: ماذا يعني الموت؟ وهل سأموت أنا أيضاً؟ يمكننا أن نخبره حقيقة أن كل الناس سيموتون إذا كبروا في السن، ولكن البعض يموتون في سن أصغر بسبب المرض أو الحوادث. من المهم أن تكون الإجابات واقعية وبسيطة جداً، وأيضاً مرتبطة بأمور حياتية يمكن أن يفهمها الطفل بحسب عقليته، وعلينا أن نعي أن مشاركة الحزن مع أطفالنا أمر مهم، تماماً كمشاركتهم الفرح. إن البكاء مريح جداً للنفس ويقربنا منهم، لذلك من المهم أن نشرح شعورنا ونتكلم بوضوح وبساطة معهم، ولكن الأهم هو توازن المشاعر وعدم الانسياق العاطفي، وضروري جداً أن يعيش الطفل التجربة معنا ويفهمها بطريقته، بعد حصوله على الإجابات التي تشبع فضوله.
كما يجب ألا ننسى أهمية أن يشعر الطفل بالاطمئنان، ولا بد من أن نشرح له أن الحياة سوف تستمر، وأن الموت مرحلة صعبة فقط سيتجاوزها مع الوقت. لا بد من تشجيعه على مواصلة روتين حياته وخاصة أنه من المعروف أن الأطفال يصابون بسهولة بالقلق والخوف ويبحثون دائماً عن إحساس الأمان، وفي حال سألنا الطفل السؤال الأهم وهو: ماذا سيحدث بعد الموت؟ أو إلى أين ذهبت جدتي؟ فالجواب سيعتمد على تقديرنا الشخصي للموقف وكيف سنبسط المعتقد الديني للطفل بطريقة يمكنه من خلالها أن يستوعب الحقائق. إن الجدير بالذكر أن التربويين والمتخصصين في المجال النفسي استفادوا كثيراً من أدب الأطفال (القصص) في التعامل مع موضوع الموت وما بعده عند التعامل مع الأطفال؛ لذلك فإن اطلاع الطفل على الكتب المخصصة لعمره والتي تتناول هذا الجانب تعتبر أمراً مساعداً ومهماً مع وجود الإشراف المطلوب من الأبوين لتوضيح بعض الأفكار في حال سأل الطفل عنها وهو يقرأ القصص.
الخلاصة، مؤكد أن وفاة شخص قريب وعزيز علينا تشكل صدمة لنا وتعد مصدر حزن عميق قد يدوم سنين أو حتى مدى الحياة، ولكننا قد نجد أنفسنا أمام موقف أصعب وهو عندما يسأل أطفالنا حينها عن الموت، ما يمكننا فعله وقتها هو أن نضع أحزاننا جانباً ونستجمع شتات أنفسنا ونجيب عن تلك الأسئلة البريئة بكل صدق وبساطة وحنان.