من السلوكيات التي يتسم بها بعض التوحديين سلوك الهروب من البيت، حيث إن ذلك راجع لطبيعة الاضطراب، فهم لا يملكون مهارات التواصل الصحيحة، خصوصاً غير الناطقين ، إذ لا يمكنهم التعبير عن رغباتهم في تغير الحيز الذي يحتويهم ما يتسبب لهم بالضيق وإن كان مكانهم المعتاد وزاويتهم اليومية، فقد يهرب ذلك الطفل دون سابق إنذار، إذ لا يدرك أهمية أو آلية الاستئذان للخروج من المكان.

قد يشعر هذا الطفل بالضيق أو الملل، أو ربما التوتر من المكان نفسه، فيدفعه ذلك لإيجاد مساحة أخرى تحتويه بعيدة بعض الأحيان.

وهذا السلوك ليس بالأمر الهين، والذي لا يحتاج لتقويم فقط، بل يحتاج للحذر، فبعض حالات الهروب انتهت بحوادث طرق مميتة، أو تحرشات، أو حتى غرق.

لذا فإن الوقوف على أسباب هذا السلوك هو البداية في طريق علاجه وتهذيبه، فيجب في البداية تدريبه من خلال الصور على الخطر والتصرفات الخاطئة، يمكن أيضاً زيادة الوعي بين أفراد الأسرة والجيران بطبيعة الحالة، حتى يمكنهم التعاون مع الأهل، كما لا يمكننا إغفال إغلاق كل الأبواب والمخارج، وأخذ احتياطات السلامة على النوافذ، أضف إلى ذلك يمكن وضع اسم الطفل في جزء من ملابسه بحيث يسهل التعرف عليه وعلى أرقام التواصل مع والديه.

أيضاً بالإمكان وضع جهاز تعقب يمكن متابعته عن طريق الهاتف المحمول، ومحاولة شغل وقت فراغ التوحدي بأنشطة داخل وخارج البيت بحيث يصبح متشبعاً ومرهقاً ولا يحبذ الهروب.

ولأنه لا يمكن إيجاد حل لأي مشكلة منذ الوهلة الأولى، لذا فإن أي مشكلة قد تبدو صغيرة، وقد تعثر على ابنك مملوءاً بالتراب، أو بملابس متسخة، أو ممزقة ولكن عليك الحفاظ عليه قبل حدوث أي ضرر.

زينب أحمد جاسم

أم لطفل توحدي