رؤى الحايكي
قرأت خبراً منذ حوالي أسبوع عن عودة التعليم الحضوري العام القادم في كل مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا القرار كان تماشياً مع توجيهات الدولة بالعودة إلى الحياة الطبيعية مع العلم أنه سيكون هناك بروتوكول لحفظ سلامة الطلبة والكادر التعليمي والإداري. خلال عام ونصف، مر التعليم بوعكة صحية شديدة جراء الجائحة، فعلى الرغم من كون التعليم عن بعد كان فعالاً وأدى الغرض، بل أنقذ الجيل من نكسة حقيقية تتمثل في تداعي مستوى التحصيل، فإن التعليم عن بعد يبقى بكل ما قدمه لنا محدوداً ومحصوراً في نطاق يبعد أشواطاً عن التفاعل الحقيقي والتأثير المباشر وقياس الأثر بجودة عالية.
إن وجود الطلبة في المدارس بمرافقها المختلفة واستشعارهم التجربة التعليمية بكل حيثياتها والأهم التفاعل المباشر مع المدرسين والأقران يشكل ركيزة أساسية في العملية التعليمية ولا يمكن الاستغناء عنها. وبرغم كل هذه المزايا، ليس من السهل أبداً أن يقرر كل الآباء قبول عودة أبنائهم إلى المدارس للدراسة في ظل استمرار الجائحة. فلكل فرد قناعاته وأولوياته وظروفه الخاصة. كنا ولا نزال في حيرة من أمرنا بين المهم والأهم، فالمسؤولية على عاتق الآباء ثقيلة ومضاعفة؛ لأن الصحة تتقدم على التعليم في الأهمية، ولكننا لا ننكر أن الالتزام بالحفاظ على السلامة مع وجود التحصين وإجراءات التباعد أثبتت جدواها. صحيح أن هناك ثغرات ومفاجآت فالعملية لا يمكن لها أن تكون كاملة أو مثالية ولا يمكن بأي شكل من الأشكال ضمان السلامة الكاملة في أي مكان؛ فنحن في بيئة مفتوحة واحتمال السهو أو الخطأ وحتى التقصير احتمال قائم.
ويبقى أن نسأل السؤال المهم، هل نعيد التعليم إلى مقره الرئيسي في المدارس؟ أم علينا أن نتمهل؟ هل نهيئ أبناءنا على الرغم من ضبابية الموقف في عقولنا وخاصة أن القرار الرسمي في هذا الشأن لم يصدر إلى الآن؟ الحقيقة أنا نفسي في حيرة من أمري. حيرة لا أبديها أمام الصغار أبداً: فهم بحاجة للشعور بالأمان. عن نفسي سأبدأ عملية التهيئة النفسية لهم وإن كنت لا أعلم كيف ستؤول إليه الأمور. من وجهة نظري، لا بد من أن نكون على استعداد نفسي لخوض غمار الحياة بشكلها الجديد بكل شجاعة، ولكن بحرص شديد. صحيح أننا ننتظر القرارات الرسمية والخيارات المتاحة ولكننا مستعدون بكل ثقة لاختيار الأنسب لنا، ونحن متوكلون على الله غير متواكلين عليه؛ فالتوكل هو الثقة بالله والاعتماد عليه مع الأخذ بالاعتبار كل الأسباب، أما التواكل فهو ادعاء التوكل مع الاستسلام بحجة التوكل.
{{ article.visit_count }}
قرأت خبراً منذ حوالي أسبوع عن عودة التعليم الحضوري العام القادم في كل مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا القرار كان تماشياً مع توجيهات الدولة بالعودة إلى الحياة الطبيعية مع العلم أنه سيكون هناك بروتوكول لحفظ سلامة الطلبة والكادر التعليمي والإداري. خلال عام ونصف، مر التعليم بوعكة صحية شديدة جراء الجائحة، فعلى الرغم من كون التعليم عن بعد كان فعالاً وأدى الغرض، بل أنقذ الجيل من نكسة حقيقية تتمثل في تداعي مستوى التحصيل، فإن التعليم عن بعد يبقى بكل ما قدمه لنا محدوداً ومحصوراً في نطاق يبعد أشواطاً عن التفاعل الحقيقي والتأثير المباشر وقياس الأثر بجودة عالية.
إن وجود الطلبة في المدارس بمرافقها المختلفة واستشعارهم التجربة التعليمية بكل حيثياتها والأهم التفاعل المباشر مع المدرسين والأقران يشكل ركيزة أساسية في العملية التعليمية ولا يمكن الاستغناء عنها. وبرغم كل هذه المزايا، ليس من السهل أبداً أن يقرر كل الآباء قبول عودة أبنائهم إلى المدارس للدراسة في ظل استمرار الجائحة. فلكل فرد قناعاته وأولوياته وظروفه الخاصة. كنا ولا نزال في حيرة من أمرنا بين المهم والأهم، فالمسؤولية على عاتق الآباء ثقيلة ومضاعفة؛ لأن الصحة تتقدم على التعليم في الأهمية، ولكننا لا ننكر أن الالتزام بالحفاظ على السلامة مع وجود التحصين وإجراءات التباعد أثبتت جدواها. صحيح أن هناك ثغرات ومفاجآت فالعملية لا يمكن لها أن تكون كاملة أو مثالية ولا يمكن بأي شكل من الأشكال ضمان السلامة الكاملة في أي مكان؛ فنحن في بيئة مفتوحة واحتمال السهو أو الخطأ وحتى التقصير احتمال قائم.
ويبقى أن نسأل السؤال المهم، هل نعيد التعليم إلى مقره الرئيسي في المدارس؟ أم علينا أن نتمهل؟ هل نهيئ أبناءنا على الرغم من ضبابية الموقف في عقولنا وخاصة أن القرار الرسمي في هذا الشأن لم يصدر إلى الآن؟ الحقيقة أنا نفسي في حيرة من أمري. حيرة لا أبديها أمام الصغار أبداً: فهم بحاجة للشعور بالأمان. عن نفسي سأبدأ عملية التهيئة النفسية لهم وإن كنت لا أعلم كيف ستؤول إليه الأمور. من وجهة نظري، لا بد من أن نكون على استعداد نفسي لخوض غمار الحياة بشكلها الجديد بكل شجاعة، ولكن بحرص شديد. صحيح أننا ننتظر القرارات الرسمية والخيارات المتاحة ولكننا مستعدون بكل ثقة لاختيار الأنسب لنا، ونحن متوكلون على الله غير متواكلين عليه؛ فالتوكل هو الثقة بالله والاعتماد عليه مع الأخذ بالاعتبار كل الأسباب، أما التواكل فهو ادعاء التوكل مع الاستسلام بحجة التوكل.