أميرة صليبيخ
كانت الطفلة آذر نفيسي محظوظة بما فيه الكفاية ليكون والدها محباً للثقافة والأدب، إذ تعود أن يصحبها قبل النوم من خلال القراءة إلى العوالم السحرية للقصص، لاغياً بذلك الفوارق الموجودة بين الحقيقة والخيال، صانعاً عالمهما السري المنسوج من الحكايات الدافئة، فأصبحت هذه العادة ممتدة طيلة ساعات الليل ثم النهار، فقد كانت تلك اللحظات تفتح في ذهن آذر أبواباً من الدهشة ومزيداً من الترقب لكل ما هو جديد وخارج عن المألوف.
لم تكن آذر الطفلة تعلم أنها بعد سنوات ستصبح أستاذة للأدب اﻹنجليزي في الولايات المتحدة الأمريكية، وستكون روائية تتصدر مؤلفاتها قوائم صحيفة نيويورك تايمز للكتب اﻷكثر مبيعاً، وستنال جوائز أدبية تمنحها مكانتها اللائقة بين الأدباء!! وبالطبع فإن كل هذا كان نتيجة متوقعة وأكيدة لمن غُرس في عقله حب القراءة منذ الصغر.
تشير الدراسات إلى أن القراءة للأطفال تعزز لديهم مهارات الاتصال اللفظي وتترك تأثيراً إيجابياً على مهاراتهم الكتابية وتجعلهم ينضجون بشكل مستقل، ويحققون نجاحات في حياتهم على المدى البعيد. كما أنها تحفز التفكير النقدي لديهم، وتقيم روابط بين الكتاب والحياة الحقيقية، وتعتبر تمريناً لتقوية الدماغ. ليس هذا فحسب، فالقراءة وسيلة مهمة لتوثيق العلاقة بين الطفل وأبويه.
إن الأساس القوي الذي نشأت عليه آذر نفيسي بفضل حكايات والدها مكنّـتها لاحقاً من مجابهة العالم وتكالبه عليها. وعن والدها تقول: "علمني أبي أن أستعيد رباطة جأشي عبر السفر إلى العالم الآخر الذي لا يقدر أحد أن يأخذني منه". وهكذا بدأت في سرد ذكرياتها في شكل روايات تعتبر سيرة ذاتية توثق حياتها، ونشرت (أن تقرأ لوليتا في طهران) ثم رواية (أشياء كنت ساكتة عنها) وكتاب (مملكة الخيال) وفيهم وثقت يومياتها وحواراتها مع والديها وأصدقائها وطلبتها، وما مرت به خلال زواجها الأول والثاني، وظروف سجن والدها، والحرب العراقية الإيرانية، وتنقلاتها بين إيران وأمريكا وأوروبا، إذ قدمت وصفاً لمحيطها قبل وبعد (الثورة الإسلامية) بأسلوب سحري وثراء لغوي يجمع بين السيرة الذاتية والتحليل الواقعي لأحداث حياتها الصعبة التي لم تكن ستنجو منها لو لا إبحارها في عوالم القراءة والكتابة. لذا من لا يزال يشكّك في قدرة القراءة على تغيير العالم أقول له: عندما سئل المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير عمن سيقود الجنس البشري، أجاب (الذين يعرفون كيف يقرؤون) وبالتأكيد فولتير لم يخطئ.
كانت الطفلة آذر نفيسي محظوظة بما فيه الكفاية ليكون والدها محباً للثقافة والأدب، إذ تعود أن يصحبها قبل النوم من خلال القراءة إلى العوالم السحرية للقصص، لاغياً بذلك الفوارق الموجودة بين الحقيقة والخيال، صانعاً عالمهما السري المنسوج من الحكايات الدافئة، فأصبحت هذه العادة ممتدة طيلة ساعات الليل ثم النهار، فقد كانت تلك اللحظات تفتح في ذهن آذر أبواباً من الدهشة ومزيداً من الترقب لكل ما هو جديد وخارج عن المألوف.
لم تكن آذر الطفلة تعلم أنها بعد سنوات ستصبح أستاذة للأدب اﻹنجليزي في الولايات المتحدة الأمريكية، وستكون روائية تتصدر مؤلفاتها قوائم صحيفة نيويورك تايمز للكتب اﻷكثر مبيعاً، وستنال جوائز أدبية تمنحها مكانتها اللائقة بين الأدباء!! وبالطبع فإن كل هذا كان نتيجة متوقعة وأكيدة لمن غُرس في عقله حب القراءة منذ الصغر.
تشير الدراسات إلى أن القراءة للأطفال تعزز لديهم مهارات الاتصال اللفظي وتترك تأثيراً إيجابياً على مهاراتهم الكتابية وتجعلهم ينضجون بشكل مستقل، ويحققون نجاحات في حياتهم على المدى البعيد. كما أنها تحفز التفكير النقدي لديهم، وتقيم روابط بين الكتاب والحياة الحقيقية، وتعتبر تمريناً لتقوية الدماغ. ليس هذا فحسب، فالقراءة وسيلة مهمة لتوثيق العلاقة بين الطفل وأبويه.
إن الأساس القوي الذي نشأت عليه آذر نفيسي بفضل حكايات والدها مكنّـتها لاحقاً من مجابهة العالم وتكالبه عليها. وعن والدها تقول: "علمني أبي أن أستعيد رباطة جأشي عبر السفر إلى العالم الآخر الذي لا يقدر أحد أن يأخذني منه". وهكذا بدأت في سرد ذكرياتها في شكل روايات تعتبر سيرة ذاتية توثق حياتها، ونشرت (أن تقرأ لوليتا في طهران) ثم رواية (أشياء كنت ساكتة عنها) وكتاب (مملكة الخيال) وفيهم وثقت يومياتها وحواراتها مع والديها وأصدقائها وطلبتها، وما مرت به خلال زواجها الأول والثاني، وظروف سجن والدها، والحرب العراقية الإيرانية، وتنقلاتها بين إيران وأمريكا وأوروبا، إذ قدمت وصفاً لمحيطها قبل وبعد (الثورة الإسلامية) بأسلوب سحري وثراء لغوي يجمع بين السيرة الذاتية والتحليل الواقعي لأحداث حياتها الصعبة التي لم تكن ستنجو منها لو لا إبحارها في عوالم القراءة والكتابة. لذا من لا يزال يشكّك في قدرة القراءة على تغيير العالم أقول له: عندما سئل المفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير عمن سيقود الجنس البشري، أجاب (الذين يعرفون كيف يقرؤون) وبالتأكيد فولتير لم يخطئ.