لطالما كان الروائي والرسام الأمريكي هنري ميللر مثيراً للجدل بأسلوبه الكتابي والمعيشي، ولا عجب أن يتبنى أفكاراً وقناعات مثيرة للجدل أيضاً؛ فهو الروائي الوحيد الذي نادى بالحاجة لتقليص الكتب في حياتنا وأنه "على المرء أن يقرأ أقل فأقل وليس أكثر فأكثر"! ويقصد هنري بهذه المقولة أن تكون واعياً ودقيقاً في انتقائك ما تقرؤه، فلا تضيع وقتك في قراءة "العلف الرخيص"! بل ركز على الكتب "الثورية" ويقصد الكتب المـُلهية التي تغذيك وتغيّرك.
إن حيازة الكتب الكثيرة لا يعني أي شيء ما لم تقرأها، كما أنها لن تجعلك مثقفاً أو أكثر حكمة بمجرد قراءتها، بل عليك أن تتشّرب ما بها، وإلا ستبقى القراءة مجرد فعل روتيني يشبه قيامك بقيادة السيارة أو تغيير المحطات التلفزيونية!
ويؤمن هنري أن ما يُبقي الكتب حيّة "التوصية المحبة التي يُقدمها قارئ إلى آخر" "فكلما كان الإنسان راقياً يتشارك بشكل أسهل بمقتنياته العزيزة". فالكتب المرصوصة على الأرفف هي "ذخيرة ضائعةٌ سدى". وهي كالمال يجب أن تكون في حالة تداول دائمة.
أدرك هنري بعد قراءته خمسة آلاف كتاب وإبقائه على مئة منها فقط أنه لم يكن في حاجة لقراءة حتى عُشر ما قرأ، فبالرغم من الإثارة التي تبعثها عملية شراء وجمع الكتب، فإن النصيحة الأهم هي ضرورة مقاومة الدوافع الباعثة لقراءة كتاب ما! الأمر يشبه مقاومة رغبتنا العارمة في شراء الملابس أو أي قطعة أخرى. عليك التريث حتى تتحقق من صدق رغبتك. فأغلب الحاجات تكون وليدة اللحظة فقط، وتتبخر ما أن تشيح بنظرك عنها.
القراءة بحسب ميللر هي عملية تفاعلية تتم من خلال مشاركة الكتب ومشاركة الآراء، فما إن يشرع في قراءة كتاب جيد، حتى يبدأ في نسخ الاقتباسات وتعليقها على بابه ليقرأها الجميع، كما يقوم بالكتابة لأصدقائه وللناشر والمؤلف أحياناً، فلا يحتفظ بهذه النفائس لنفسه فقط وبذلك تصبح القراءة عملاً إبداعياً مؤثراً وهو الغاية منها.
احتاج ميللر المولود عام (1891- 1980) لقراءة 5 آلاف كتاب وأكثر من 80 عاماً حتى يدرك الكتب التي تستحق القراءة. أما اليوم فمع وجود المواقع المختصة بالقراءة وتقييم الكتب، ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت القراءة أكثر متعة وتشويقاً.
كل ما تحتاجه هو رغبة صادقة، وكبسة زر واحدة لتحمل مكتبات كاملة على سطح جهازك. هذه هي الذخيرة الحقيقية.
[email protected]
إن حيازة الكتب الكثيرة لا يعني أي شيء ما لم تقرأها، كما أنها لن تجعلك مثقفاً أو أكثر حكمة بمجرد قراءتها، بل عليك أن تتشّرب ما بها، وإلا ستبقى القراءة مجرد فعل روتيني يشبه قيامك بقيادة السيارة أو تغيير المحطات التلفزيونية!
ويؤمن هنري أن ما يُبقي الكتب حيّة "التوصية المحبة التي يُقدمها قارئ إلى آخر" "فكلما كان الإنسان راقياً يتشارك بشكل أسهل بمقتنياته العزيزة". فالكتب المرصوصة على الأرفف هي "ذخيرة ضائعةٌ سدى". وهي كالمال يجب أن تكون في حالة تداول دائمة.
أدرك هنري بعد قراءته خمسة آلاف كتاب وإبقائه على مئة منها فقط أنه لم يكن في حاجة لقراءة حتى عُشر ما قرأ، فبالرغم من الإثارة التي تبعثها عملية شراء وجمع الكتب، فإن النصيحة الأهم هي ضرورة مقاومة الدوافع الباعثة لقراءة كتاب ما! الأمر يشبه مقاومة رغبتنا العارمة في شراء الملابس أو أي قطعة أخرى. عليك التريث حتى تتحقق من صدق رغبتك. فأغلب الحاجات تكون وليدة اللحظة فقط، وتتبخر ما أن تشيح بنظرك عنها.
القراءة بحسب ميللر هي عملية تفاعلية تتم من خلال مشاركة الكتب ومشاركة الآراء، فما إن يشرع في قراءة كتاب جيد، حتى يبدأ في نسخ الاقتباسات وتعليقها على بابه ليقرأها الجميع، كما يقوم بالكتابة لأصدقائه وللناشر والمؤلف أحياناً، فلا يحتفظ بهذه النفائس لنفسه فقط وبذلك تصبح القراءة عملاً إبداعياً مؤثراً وهو الغاية منها.
احتاج ميللر المولود عام (1891- 1980) لقراءة 5 آلاف كتاب وأكثر من 80 عاماً حتى يدرك الكتب التي تستحق القراءة. أما اليوم فمع وجود المواقع المختصة بالقراءة وتقييم الكتب، ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت القراءة أكثر متعة وتشويقاً.
كل ما تحتاجه هو رغبة صادقة، وكبسة زر واحدة لتحمل مكتبات كاملة على سطح جهازك. هذه هي الذخيرة الحقيقية.
[email protected]