الإعلامية أمل الحربي[email protected]لما لهذا الموضوع من أهمية أوليته أولوية؛ فقد كان في فكري موضوع آخر، ولكن أجلته إلى المقال القادم، الطفل هو المستقبل بشتى الميادين، فلا بد من صقله من صغرة فبعد الأحداث التي مررنا بها نحن تأثرنا نفسياً وجسدياً وبالتالي الأطفال تأثروا أيضاً؛ لأنهم جزء مهم من الأسرة، وهذا جعلهم يتعرضون لمشاكل نفسية وجسدية؛ لأن تعب النفس هو ما يؤثر على الجسد، فالجسد يعطينا مؤشرات نفسية أولاً وإن لم تعالج فستؤثر على الصحة الجسدية لاحقاً، فبعض من الأمهات والآباء تراخوا في المسؤولية، فمسؤولية التربية تقع على الاثنين معاً؛ لأن كلا منهما له دور في تربية الأبناء وفي الأسرة ككل لكن البعض تراخى، وخصوصاً بالدراسة فبعض الأسر للأسف تحضر دروساً مدرسية بدل أبنائها، وتحل واجباتهم وهم نائمون لسبب أن الأطفال أصبحو كسالى فلا تستطيع الأم والأب التحكم بهم وإدارة وقتهم، والأحداث التي مرت علينا مرت على كل العالم والبعض خرج منها سليماً قويا وبدروس تعلمها لمستقبله، والبعض خرج منها متعباً نفسياً وجسدياً، وهذا يختلف على حسب قوة وتحمل الشخص بالتالي تأثر الأطفال بتأثر الأسرة، ولكن لدينا الوقت للإصلاح أو تفادي المشاكل النفسية للأطفال، لا شيء مستحيلا بالإرادة، فكل أب وأم جميلٌ أن تكون بينهما وبين أطفالهما لغة حوار يعاملان الطفل كشخص فاهم؛ فالطفل عندما يناقش بأسلوب هادئ سلس بابتسامة سيتفهم حتى لو كان عنيداً جداً، سمة العناد لدى كل الأطفال لكن تختلف حدتها من طفل إلى آخر والأهم إعطاء الطفل الثقة بنفسه وإعطاؤه مساحة من الحرية بأن ننمي هواياته ونصقلها ونجعل وقتاً من اليوم للتحدث للطفل عن يومه وماذا فعل؟ نستمع فقط، لا نملي أوامر عليه لكن نوصلها إليه بطريقة جميلة بابتسامة وكلمات سلسة مثلاً: "يا حبذا لو فعلت كذا"، ونخصص زاوية من المنزل "منطقة نشاطات" فيها ركن قراءة وركن ألعاب وركن ترفيه، رسم أو أي هواية يحبها الطفل، ساعة باليوم مع المراقبة والإشراف، ويا حبذا أحد أفراد الأسرة كل يوم لو حدد وقتاً لقراءة كتاب للأطفال وبعدها سؤالهم حول القصة أو الكتاب، هذا سيعمل نوعاً من التنافس بين الأطفال، وتنافساً جميلاً يفتح مداركهم، أتوقع البعض سيقول صعب عمل هذه الزاوية، لا ليس صعباً حتى لو كانت زاوية صغيرة المساحة يتم ترتيبها حتى لو بأدوات بسيطة، المهم كيف تدار من قبل الأم والأب فهما جزء لا يتجزأ من تربية وصقل الأبناء قبل المدرسة؛ فالطفل يتعلم أولا بالمنزل ثم ينخرط بالمجتمع ويتأثر فيه، لكن إن كانت تربيته بالمنزل فيها تفاهم وحب وحنان لاحقاً فلن يتأثر إلا بالجيد من ناحية الرفقة والمجتمع عموماً، أطفالنا وأبناؤنا هم حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل الوطن، فبالحب والحنان والتفاهم نعد جيلاً قوياً للمستقبل.