أغلبنا إن لم يكن كلنا عانينا ومازلنا نعاني من النفاق، فما هو النفاق بداية؟: هو محاباة غيرشريفة لشخص أو لشيء لمصلحة ما لدى المنافق، والنفاق له عدة أشكال منها النفاق الاجتماعي والأسري أو العملي أو الشخصي، فعلى المستوى الأسري يكون النفاق العائلي في نطاق الأسرة الواحدة أو العائلة بأشكال مختلفة، كأن يكون تحابياً لشخص أو لأشخاص لمصلحة اجتماعية أو مالية أو عقارية أو حتى نفسية، وهذا يخلق نوعاً من التنافر بين العائلة ويؤثر على الأطفال فتنشأ بينهم الصراعات وتكبر معهم مع تقدمهم في العمر، وتؤدي أحياناً إلى الانفصال وقطع رحم يصل إلى سنين ويتواصل أجيالاً عدة من العائلة فينمون الحقد والضغينة لأبنائهم جيلا بعد جيل؛ فالأبناء يقلدون من هم أكبر سناً منهم لأنهم يرونهم قدوة، أما النفاق العملي بالعمل فالبعض ينافق مديره أو رب العمل لمصالحة وأيضاً مرات تصل لتشكيل مجموعات في نطاق العمل وكل مجموعة تحارب مجموعة أخرى لمصالح عدة، ومن لم يكن بمجموعة بالعمل يعد منبوذاً بالعمل أو من زملائه، ولذلك يضطرالبعض إلى الانخراط بمجموعة لكي لا يستبعد حتى لو أن ذلك يتنافى مع مبادئه وهذا جو غير صحي لجو العمل؛ فالتنافس الشريف جميل ويجعل الزملاء مبدعين ويزدهرالعمل وطبعاً المدير أو الشخص المسؤول يكون غيرمحابٍ بل يشجع على التقدم بالعمل والتنافس الشريف ومكافأة المبدعين أو القائمين بأعمالهم بشكل جيد حتى لو كان الموظف لديه أخطاء يتم إخطاره أولاً، ثم إعادة تأهيله عملياً بطريقة جميلة بمساعدة زملائه؛ لكي يكون لديهم حس التعاون وجميل أن يكون المسؤول بالعمل أو رئيس الفريق لديه حب التشجيع وسماع كل الآراء على اختلافها وتناقضها، وهناك نوع آخر من النفاق هو النفاق النفسي الذي يعني الشخص مع نفسه ينافق نفسه يعني الصراع الداخلي مع نفسه وينافق للآخرين ويتملق لهم كثيراً وينافق على حساب نفسه ونفسيته؛ فهو صراع بينه وبين نفسه وبين مبادئه؛ لأنه لا يستطيع مقاومة نفاقه وكبحه كمرض السرقة، شخص لديه كل ما يتمنى لكن لا يستطيع مقاومة السرقة ودائماً ما يكون هذا الشخص لافتاً للنظر بملابسه وأناقته وكلامه والكل يتأثر بما يقوله ويفعله، والآن السؤال المهم إلى متى يستمر النفاق وإلى أين؟