خلال فترة رئاستي لجمعية كلنا نقرأ كان أول ما فعلته بعد الانطلاقة الجديدة للجمعية هو وضع بوصلة الطريق لما نحاول نشره من رؤية ثقافية عبر إضافة رؤيتنا التي لخصتها بالعبارة الآتية: (لأن القراءة أصل الحضارة .. كلنا نقرأ ومعاً نقرأ). وقد كانت هذه رؤيتي ومازالت حتى بعد الاستقالة؛ لإيماني التام بأن النجاح في أي مجال لا يمكن أن يتم دون قراءة، فالقراءة قوة. ومن يملك القوة يملك العالم.
كتبتُ ذات مرة "لا تكن فارغاً أبداً؛ فأي شخص قد يغريه إعادة تعبئتك بالتفاهة" وهو أمر يرعبني حقاً وأجاهد لئلا يستشري بين الشباب. فلا يزال الكثيرون يستخفون بقدرة القراءة على صناعة مجتمع واع يرفض أن يكون إمعة، حيث إن الغالبية لا تزال تلهث في مواقع التواصل الإجتماعي بحثاً عن آخر محتوى لا يقدم سوى التفاهة، فتضيع الدقائق والساعات في الهراء المحض، ويضيع العمر مهدوراً بلا إنتاج.
ومنذ أن حلّت علينا كورونا ضيفاً ثقيلاً غير مرحّب به، أُجبرنا على الجلوس في عزلة مؤقتة نواجه فيها أنفسنا التي طالما تهربنا منها، فأصبح لدينا الوقت الذي كنا نتمناه سابقاً لنحقق فيه الأحلام المؤجلة، لكن قلة هم الذين استفادوا حقاً من هذه المحنة وعرفوا كيف يستثمرون أعمارهم في شيء مفيد حقاً.
وبالنظر إلى حياة أكثر الناجحين حول العالم نجد أن القراءة هي عامل أساسي في تغييرهم ونجاحهم غير المسبوق. قد تطول هذه الأزمة ويبقى السؤال معلقاً دائماً أمام أعيننا: كيف ننوي الاستفادة من القراءة لصناعة الواقع الذي نتمناه وكيف ستغير القراءة حياتك؟ عليك أن تقرأ دائماً بوجود نية واضحة وهي المتعة ثم التعلم ومشاركة المعلومات، حتى تبقى المعلومات حاضرة في ذهنك مدة أطول؛ فالقراءة بحسب الدراسات أثبتت أنها "تجعلك تتمتع بمهارات إدراكية أعلى، وتهبك ما تحتاجه من الإلهام والإبداع".
كما أشارت إلى أن القّراء "أقل إجهاداً واكتئاباً، ويتمتعون بقدر أكبر من احترام الذات والقدرة على التعامل مع التحديات" كما أنها تحمي من "التدهور العقلي بنسبة 32 %، وتقلل احتمال حدوث مرض الزهايمر". هذا وتشير الأبحاث إلى أن "الذين خصصوا 30 دقيقة من يومهم للقراءة زاد متوسط أعمارهم بـ23 شهراً عن الأشخاص الذين لم يقرؤوا"، "كما أن القراءة تجلب السعادة وتخفض التوتر". ولا تزال الأبحاث مطولة والفوائد لا حصر لها؛ لذا أخبرني .. متى ستبدأ في القراءة الجادة؟
{{ article.visit_count }}
كتبتُ ذات مرة "لا تكن فارغاً أبداً؛ فأي شخص قد يغريه إعادة تعبئتك بالتفاهة" وهو أمر يرعبني حقاً وأجاهد لئلا يستشري بين الشباب. فلا يزال الكثيرون يستخفون بقدرة القراءة على صناعة مجتمع واع يرفض أن يكون إمعة، حيث إن الغالبية لا تزال تلهث في مواقع التواصل الإجتماعي بحثاً عن آخر محتوى لا يقدم سوى التفاهة، فتضيع الدقائق والساعات في الهراء المحض، ويضيع العمر مهدوراً بلا إنتاج.
ومنذ أن حلّت علينا كورونا ضيفاً ثقيلاً غير مرحّب به، أُجبرنا على الجلوس في عزلة مؤقتة نواجه فيها أنفسنا التي طالما تهربنا منها، فأصبح لدينا الوقت الذي كنا نتمناه سابقاً لنحقق فيه الأحلام المؤجلة، لكن قلة هم الذين استفادوا حقاً من هذه المحنة وعرفوا كيف يستثمرون أعمارهم في شيء مفيد حقاً.
وبالنظر إلى حياة أكثر الناجحين حول العالم نجد أن القراءة هي عامل أساسي في تغييرهم ونجاحهم غير المسبوق. قد تطول هذه الأزمة ويبقى السؤال معلقاً دائماً أمام أعيننا: كيف ننوي الاستفادة من القراءة لصناعة الواقع الذي نتمناه وكيف ستغير القراءة حياتك؟ عليك أن تقرأ دائماً بوجود نية واضحة وهي المتعة ثم التعلم ومشاركة المعلومات، حتى تبقى المعلومات حاضرة في ذهنك مدة أطول؛ فالقراءة بحسب الدراسات أثبتت أنها "تجعلك تتمتع بمهارات إدراكية أعلى، وتهبك ما تحتاجه من الإلهام والإبداع".
كما أشارت إلى أن القّراء "أقل إجهاداً واكتئاباً، ويتمتعون بقدر أكبر من احترام الذات والقدرة على التعامل مع التحديات" كما أنها تحمي من "التدهور العقلي بنسبة 32 %، وتقلل احتمال حدوث مرض الزهايمر". هذا وتشير الأبحاث إلى أن "الذين خصصوا 30 دقيقة من يومهم للقراءة زاد متوسط أعمارهم بـ23 شهراً عن الأشخاص الذين لم يقرؤوا"، "كما أن القراءة تجلب السعادة وتخفض التوتر". ولا تزال الأبحاث مطولة والفوائد لا حصر لها؛ لذا أخبرني .. متى ستبدأ في القراءة الجادة؟