أمل الحربي

مع بداية العام الدراسي بعد انقطاع لفترة طويلة وبعض الدول فتحت الدراسة وأقفلتها عدة مرات نظراً إلى جائحة كورونا، جميعنا تأثرنا نفسياً وجسدياً وأيضاً عملياً، وبالتالي تأثرنا أثر على أبنائنا أيضاً نفسياً أولاً وجسدياً ثانياً؛ فهم يتأثرون بشكل مباشر بما يحدث مع الآباء والأمهات من اختلافات بينهم وما يحدث عامة بالعائلة، فهذا الانقطاع أثر على الأبناء؛ فبعضهم مثلاً اعتاد على الكسل والتراجع دراسياً؛ لأنه طبعاً الحضور عن بعد يؤثر على الأبناء من ناحية التركيز، ولكن بعضهم اعتاد وتكيف على التعلم عن بعد وبعضهم لا، والأم والأب دائماً يحاولون أن يوفروا بيئة مناسبة دراسية في حين التعلم عن بعد، ولكن بعض الطلبة عندهم مشكلة في الاستيعاب دراسياً والحضور أيضاً، وبعض الأطفال لديهم مشاكل في التعلم كصعوبات التعلم من فرط الحركة ومن عدم التركيز والتوحد وغيرهم ممن يعانون صعوبات تعلم مختلفة، هؤلاء يحتاجون دعماً أكبر وتعليماً بطريقة معينة، وطبعاً يحتاجون دعماً من العائلة أولاً والمدرسة ثانياً كاهتمام من المرشد النفسي بالمدرسة وتأهيلهم للدراسة ودمجهم مع الطلبة الآخرين وتهيئة البيئة المناسبة لهم للدراسة والمناقشة مع الأهل على كيفية دعمهم نفسياً ومعنوياً وتهيئتهم للعام الدراسي؛ لأن دور الأهل مهم أولاً والمدرسة ثانياً، فهما من تهيئان الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة من صعوبات تعلم بالاندماج بالمدرسة مع زملائهم، أيضاً الطلاب الآخرون هم بحاجة إلى دعم نفسي ومعنوي لكي يبدؤوا عاماً دراسياً جميلاً مفعماً بالنشاط والعطاء، ودور المرشد النفسي بالمدرسة لا يقل أهمية عن دور المدرسين؛ حيث إنه يجب وضع برامج نفسية للطلبة عموماً ذوي الاحتياجات الخاصة وأيضاً الطلاب الآخرون، مثل جلسات نفسية مع الطلبة ومع العائلة وكيف يتم تهيئتهم للعام الدراسي الجديد بدون أي عراقيل، حيث إن الانقطاع عن الحضور أثر على الطلبة نفسياً وجسدياً، حيث أحدث كسلاً لدى الطالب عن الحضور أو عدم حب استكمال الدراسة أو عدم الاندماج مع زملائه الطلبة، وبعضهم أحدث الانقطاع عن الحضور للمدرسة حب الوحدة والعزلة وأيضاً مشكلة في التركيز وعدم الاستيعاب، لذلك وجب على العائلة والمدرسة من مدرسين وفريق النشاطات بالمدرسة والمرشد النفسي التكاتف ووضع برامج معينة نفسية وثقافية وحركية واجتماعية لكي يبدأ الطالب عامه بنشاط وعطاء، وكذلك وضع برامج خاصة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والحرص على دمجهم مع الطلبة الآخرين؛ لأن هذا يخلق بيئة دراسية ونفسية جميلة تحببهم في الحضور إلى المدرسة أو الجهة التعليمية، وهناك كثير من البرامج منها القراءة والبرامج الحركية الهادفة كالمسرح والإذاعة المدرسية، حيث إن الإذاعة المدرسية تكسر حاجز الخوف لدى الطالب وتزيد ثقته بنفسه وتجعله يفكر ويبتكر كل يوم مادة جديدة يقدمها لزملائه، أيضاً الرحلات المدرسية تحفز على الاندماج بين الطلبة بمختلف المراحل، وهذا جيد مستقبلاً للطالب؛ ليكون بعد ذلك أكثر تأقلماً مع الآخرين حين يكبر ويعمل، وهناك كثير من النشاطات الأخرى لا يسعني التحدث عنها.

في نهاية مقالي أتمنى التوفيق لجميع الطلبة وأتمنى لهم عاماً دراسياً ملئياً بالنجاح وعاماً دراسياً جميلاً بالحب والعطاء.