سلمان إبراهيم الحوطي

باحث أكاديمي


الروتين أو الدأب أو الديدن هو تكرار نفس العمل يومياً، وقد يؤدي هذا إلى خلق حالة من الملل، ولهذا يُنصح أن يكسر الروتين سواء كان بالسفر أو أخذ عطلة أو تغيير بعض العادات الروتينية المملة. لذلك فإن الروتين من أبرز الأشياء التي تجعل حياة الفرد فيها ملل وتعب بشكل متواصل إذا استمر بها من دون تغيير! فكل فرد يشعر بأن حياته فيها روتين فإنه لا يجد في الحياة متعة ولا يشعر بتغيير حقيقي وإيجابي فيهـا ابداً. لذلك السؤال الأهم في بالنسبة إلينا جميعاً هو كيف نغير من روتين حياتنا؟ في خطوات سريعة ومختصرة للإجابة عن السؤال إن كنت بالفعل تريد أن تغير ولديك الإرادة أن تغير من روتين حياتك الممل؛ فالتغيير يبدأ بوجود قناعة فعلية بداخلك تساعدك بشكل حقيقي على أن تصبح في تغيير فعلي، وتجعلك تتغلب على مشكلة الروتين بشكل أسرع، ولكي تغير روتين حياتك أبدأ بعمل الآتي:

تحديد الأهداف يغير من روتين الحياة

لكي تستطيع العيش بمنتهى السعادة عليك القيام بتحديد أهدافك في الحياة والتأكد أيضاً من سعيك الحقيقي لتحقيق كل ما تريد من أهدافك، فمن يعيش بشكل طبيعي في الحياة بدون أن يهتم بالأهداف التي في باله فإنه في نهاية الأمر لا يستطيع أن يخرج من دائرة الروتين الممل بشكل سلس وبسيط، على عكس من يمتلك القدرة على تحديد أهدافه في الحياة؛ لأنه سيحققها يوماً ما ولن يصل به الأمر إلى الملل أو حتى إلى إطلاق مسمى الروتين في حياته. عندما تمتلك أهدافاً واضحة في حياتك فهذا يعني أنك شخص تعرف كيف تحمي نفسك من أي روتين، بل تعرف كيف تصلح من نفسك وتكون الأفضل وفي تقدم مستمر ووجود دافع لتغيير الروتين، فمن يريد تغيير روتين حياته سيفعل ذلك ومن لا يريد لن يتمكن من التغيير. إذاً المسألة منتهية حيث إنها تعتمد بدرجة كبيرة على الدافع الموجـود في كل فرد منا، فإذا كان لديك دافع قوي في إجراء التغيير الروتيني في حياتك فهذا يعني أن باقي الأمور سهل وسوف تتمكن بالفعل من التغيير. اسأل نفسك عن وجود الدوافع للتغيير، ثم بعد إيجادك إياها ابدأ التنفيذ وتخلص من الأعمال الروتينية التي تجعلك في شعور من الملل، بالإضافة إلى العزم على تحديث حياتك بنفسك من وقت إلى آخر والتحديث يعني أن تقوم بعمل تجديد في حياتك بشكل مستمر، وحتى لو كان التجديد طفيفاً فهو عامل مهم لمنع الملل الروتيني.

التخلص من الطاقة السلبية:

هناك مواقف عديدة جداً نمر بها في هذه الحياة وبدورها كلما كانت سيئة تجعلنا نشعر بطاقة سلبية في حياتنا وبالتالي لا بد من التخلص من جميع المواقف السلبية التي نمر بها في هذه الدنيا؛ حتى نتمكن من العبور بسلام في حياتنا ونغير من الروتين الذي يوجد في حياتنا بالكامل، فأفضل حل هو الابتعاد بالكامل عن الأشخاص الذين يشكلون طاقة سلبية في حياتنا واستبدالهم بأشخاص يحملون طاقة إيجابية تساعد على القضاء على الروتين.

قـم بإسعاد من حولك:

حاول أن تغير حياتك عن طريق تغيير حياة من حولك من الناس، فلو قمت بتغيير حياة غيرك فحتماً سيعمل هذا على القضاء على الروتين الذي يشعرك بالملل وعدم الرغبة في السعادة بسبب ما يسيطر عليك من أفكار روتينية لا يوجد فيها تجديد. عليك أن تنظر فيمن حولك وتعرف ما الذي سيفرحون به عند عمله وما هي المتطلبات من أجل القيام بعمل ما يحبونه؟ وعقبها تقوم بفعله وسترى أن هناك تغييراً حقيقياً في حياتك بل فعلي، وبالتالي سترى أن حياتك بعيدة عن الروتين الممل.

كن دقيقاً في اختيار من حولك:

من جاور السعيد أصبح سعيداً والعكس صحيح، هي مقولة معروفة بحقيقتها وأنها بالفعل مقولة لها معنى لا يمكن تجاهله، فكل شخص يحزن في حياته وفي طريقة سيرها عندما يكون مصاحباً أو عندما تكون رفقته فيها كثير من الأشخاص السيئين، فمن المهـم لكل شخص أن يختار أصدقاءه بعناية وألا يترك الأمر بدون تصرف؛ لأن الأصحاب السيئين يجعلونك سيئاً والجيدون حتماً ستأخذ الخير منهم وتكون جيداً، ولكي تعرف من هم الأحق بمصاحبتك عليك أن تنظر في أفعالهم وتتعرف أكثر على طبائعهم وعلى شخصياتهم عن قرب، وعندما تشعر بأنهم غير ملائمين ليكونوا أصدقاءك ابتعد عنهم.

أخيـراً.. استمر على القراءة لتغير روتين حياتك: إن القــراءة من أكثر العادات التي تقضي تماماً على الروتين؛ لأنها تجدد عقلك نحو الثقافة والآفاق الجديدة بالحياة والآن حان موعد تغيير روتين حياتك.