أقدس الأفكار والقوة العظيمة التي تنام فيها بوداعة.. فكل فكرة هي معدومة القوة حتى تمنحها أنت المعنى بنفسك، وتمنحها بذلك المفاتيح السرية للتحكم بك.
عندما نؤمن بفكرة ما فإننا نحرسها. نربّـيـها في دواخلنا. نشّكلها. ومع الوقت تشّكلنا. نبدأ في التماثل معها وبالتالي -بلا وعي منا- نسلمها رقابنا دون مقاومة، فنصبح لعبة سهلة بين يديها، وكلما زاد إيمانك بها ما زادت قدرتها على تولي شؤون حياتك وإدارتها.. تخيل!
نحن البشر مصنوعون من أفكارنا، كل فكرة تلعب دورها المقدّر لها في حياتنا؛ فإيمانك بفكرة أن الصحة تضعف كلما تقدمت في السن فهذا أمر كاف حتى تسّرع إصابتك بالأمراض، فقط لأنك آمنت، وعندما تسيطر عليك فكرة أنك قائد ناجح وتعمل بالتالي على تطوير ذاتك، فإن هذه الفكرة الإيجابية ستلُقي سحرها عليك وتبدأ قوتها في الظهور من خلال تغيير شخصيتك وتفكيرك وتصرفاتك. ستتشابه مع هذه الفكرة وتكون أنت هي!
فكل الأمور تبدأ بفكرة، وكلما كانت فكرتك مشحونة بالمشاعر سواء كانت إيجابية أو سلبية فإنها بلا شك ستجد طريقها إلى الممرات السرية من عقلك الباطن لتعشعش هناك. ومن هنا تأتي ضرورة مراجعة القناعات والأفكار التي تتبناها، والتنقيب عميقاً عن تلك التي زُرعت فيك كبرمجة خفية دون إدراك منك؛ فالمصابون بالخوف من الأماكن المظلمة على سبيل المثال إنما هم ضحايا فكرة غُرست فيهم من قبل الآباء، أو نتيجة تعرضهم لموقف مشحون بالمشاعر فتخزنت في اللاوعي وبدأت في السيطرة على حياتهم وتحويلها إلى جحيم لا يطاق.
أنت نتاج أفكارك.. ومن العدالة أن الله منحنا القدرة على الاختيار ولم يمنحها لأي مخلوق آخر، يقول تعالى "فألهمها فجورها وتقواها"، فقدرتك على اختيار أفكارك تعني قدرتك على اختيار أقدارك. فمن اختار أن يبقى في وضع بائس دون سعي لعلاج المشكلة فهو بذلك يحكم على نفسه بأن يعيش طيلة عمره في هذه المعاناة. لقد اختار القفص بنفسه رغم أن الباب مفتوح والاختيارات واسعة لا نهائية.
إن تنقية الأفكار وتصفيتها تحتاجان من الشخص الراغب في التغيير حقاً أن يواجه هذه الأفكار ويعود إلى جذورها ويحولها إلى فكرة تخدمه إما عن طريق الكتابة وإما جلسات التأمل أو عن طريق أحد المختصين. فأنت كإنسان مجرد تابع للفكرة ومنفذ لها. وليس العكس.
وتذكر دائماً أن الفكرة هي سيدة العقل، وهي الطريق، كل الطريق الذي ستقطعه في حياتك، فاختر الفكرة التي تريد أن تكونها!
أميرة صليبيخ