منذ الصباح الباكر، وبكل حب وشغف للعلم والتعليم، تتواجد الطالبة الكفيفة فرح أحمد في صفها بمدرسة القيروان الإعدادية للبنات، لتنهل من نهر المعرفة، دون أن تُشكل ظروفها الصحية عائقاً أمام تميزها واجتهادها، بل أصبحت مصدر سعادة وإلهام وتفاؤل لدى زميلاتها وطاقم المدرسة أجمع، فهي اسم على مسمى "فرح تنشر الفرح".

لمعت فرح الطالبة بالصف الأول الإعدادي نجمةً ساطعةً، فأبهرت معلماتها وزميلاتها في الحصص الدراسية منذ بدء العام الدراسي، إذ أثبتت وجودها بالصف منذ أول يوم دراسي، متحديةً كل الظروف، بتشجيع من والدتها ومعلماتها، فكانت ضمن الطالبات المتفوقات للعام الدراسي السابق بنسبة قدرها 91%، فالظروف الصحية لم تشكل عجزاً بالنسبة لها ولم تمنعها من الاجتهاد والمثابرة في سبيل تحقيق رغباتها وأحلامها.

كما تستمر فرح في تطوير مهاراتها بشكل أكبر في اللغة العربية، وذلك من خلال القراءة والاستماع، لتنمي موهبتها بمجال كتابة القصص، إذ كتبت بعض القصص القصيرة مثل قصة (الدنيا صغيرة) وقصة (رد الجميل)، كما تتدرب على عمل مونتاج للفيديوهات وتركيب الأصوات عليها، وتطمح أن تتعلم البرمجة الرقمية، رغبةً في مواكبة التطور التكونولوجي الحالي.

ومن المواد الدراسية المحببة لدى فرح مادة الرياضيات، فهي معجبة بطريقة تدريس معلمتها الأستاذة إيمان الصفار التي تساعدها دوماً بأسلوبها التحفيزي في الحصة، كما أشادت معلمة اللغة العربية الأستاذة تهاني هلهول باجتهاد الطالبة فرح في القراءة وتميزها أثناء حصص التعبير، وكذلك أسلوبها الجميل في الإلقاء.

وعبرت فرح عن شكرها الجزيل لوزارة التربية والتعليم لتجربتها الرائدة في تطبيق سياسة دمج ذوي العزيمة في المدارس الحكومية، مع توفير كافة التسهيلات والمحفزات على النجاح والتفوق، في سياق توفير التعليم للجميع.

وتوفر الوزارة لذوي العزيمة بيئة الدمج بأفضل الوسائل والإمكانيات لتحقيق التكافؤ في فرص التعليم للجميع بمختلف المراحل التعليمية، في جو تأهيلي وتعليمي مناسب، إضافةً إلى توفيرها أفضل الكوادر التعليمية المؤهلة، وغيرها من سبل رفع المستوى الأكاديمي لهؤلاء الأبناء بمختلف فئاتهم مثل اضطرابات التوحد والإعاقة الذهنية والجسدية والبصرية والسمعية وغيرها.