هدى عبدالحميد

أكد أخصائي التربية الخاصة هاني لاشين، أن «بعض نوبات الغضب لدى الأطفال قد تكون حيلة يستخدمها الأطفال مع الآباء لتنفيذ كل طلباتهم»، لافتاً إلى أن «الآباء أحياناً يشعرون أنها قد تكون متعمدة لذا يتفق الأطباء المتخصصون في سلوك الأطفال على أن نوبات الغضب قد تكون ما يُعرف باسم «السلوك المكتسب» وهذا يعني أن الأطفال يتعلمون أن حدوث نوبة غضب تمنحهم النتيجة التي يريدونها».

وأوضح أن «الطفل الذي يكافح من أجل السيطرة على عواطفه قد لا يحسب نوبات غضبه بوعي، فقد يلجأ إليها لأنه لم يتعلم طريقة أفضل لحل المشكلات أو توصيل احتياجاته وتحقيق رغباته». وغالباً ما يستجيب الآباء ذوو النوايا الحسنة لنوبات الغضب من خلال محاولة إصلاح كل ما يسبب المشكلة -عن طريق إرضاء الطفل أو إعطائه كل ما يطلبه- ولكن لسوء الحظ هذا يعزز سلوك نوبة الغضب، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للاستمرار في نوبات الغضب.

وأشار إلى أنه «غالباً ما تكون نوبات الغضب وأنواع أخرى من التمثيل جزءاً طبيعياً وحتى صحياً من الطفولة، وإنها علامة على أن الطفل أصبح أكثر استقلالية وهي مؤشرات على أن الطفل يختبر الحدود ويطور المهارات والآراء ويستكشف العالم من حوله، ولكن عندما ينتهج الطفل الغضب كثيراً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقة بين الوالدين والطفل»، مشدداً على «ضرورة عدم استسلام الوالدين وإنهاء نوبة غضب طفلك بإعطائه ما يريد»، ناصحاً «الوالدين بالهدوء لأن الاستجابات القاسية أو العاطفية تؤدي إلى تصعيد عدوانية الطفل».

وأضاف: «يجب على الوالدين مراعاة ما يمر به الطفل من الجوع، والتعب، والقلق، أو المشتتات فقد تكون أحد أسباب الغضب، وعندما يحين وقت الواجب المنزلي، على سبيل المثال، على الوالدين إزالة عوامل التشتيت مثل الشاشات والألعاب، وتقديم وجبات خفيفة، وإنشاء مكان منظم للعمل للأطفال، والتأكد من تحديد بعض فترات الراحة»، مشيراً إلى أن «المكافآت طريقة ملموسة لمنح الأطفال ملاحظات إيجابية للسلوكيات المرغوبة، حيث إن المكافآت تكون أكثر تحفيزاً عندما يتمكن الأطفال من الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الأشياء المرغوبة».