سوسن فريدون
في برنامج تلفزيون الواقع «Tidying Up with Marie Kondo» (الترتيب مع ماري كوندو)، تقوم خبيرة التنظيم اليابانية في زياراتها المنزلية بمساعدة العائلات على مواجهة الفوضى في حياتهم والتخلص منها، حيث تستخدم مؤلفة منهج «كونماري» طريقتها الشهيرة في التنظيم، التي تحولت إلى منهج عالمي متداول، ولا سيما بعد تخطي مبيعات كتبها 10 ملايين نسخة في أكثر من 40 بلداً حول العالم.
عالمياً، بلغ حجم سوق صناعة «التنظيم المنزلي» ما يقارب 11.4 مليار دولار خلال العام الجاري. ومن المتوقع أن تزدهر هذه الصناعة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4% خلال الأعوام 2021 حتى 2025.
وبالعودة إلى عام 2015 قُدر حجم السوق لهذه الصناعة بمبلغ 8.55 مليارات دولار، ولم يزد هذا المبلغ إلا خلال السنوات القليلة الماضية.
ولا يبدو المجتمع البحريني في منأى عما سبق، مع ظهور عددٍ من الحسابات على منصة «إنستغرام» لشاباتٍ بحرينيات يقدمن خدمات تنظيم المساحات والبيوت، حيث زاد الإقبال عليها فترة جائحة «كوفيد 19» التي ألزمت الناس بالبقاء في منازلهم. راوية سيدة بحرينية أطلقت حساب (r2therescue@) والذي تقوم من خلاله بتقديم نصائح تساعد الأفراد على ترتيب منازلهم ومساحاتهم، إضافة إلى بيع منتجات تساعد على تنظيم الأغراض. وهي تقدم الزيارة المنزلية للسيدات والآنسات، والتي تبدأ باستشارة مجانية يتم من خلالها معرفة احتياجات العميلة، وبعد الاتفاق على المضي قدماً في الخدمة، يتم احتساب التكلفة وفقاً لعدد الساعات التي استغرقها ترتيب الغرفة، حيث تساعد راوية عميلاتها على تحويل منازلهن إلى مساحاتٍ رحبة للعيش بدلاً من تكديس الأغراض فيها.
قد تبدو خدمة ترتيب المنازل مفهوماً جديداً على المجتمع البحريني، خلافاً للمجتمعات الأجنبية، فقد لا يتقبل الناس هنا فكرة الاستعانة بمتخصص يساعدهم على تنظيم منازلهم لما في ذلك من كشف للخصوصية، مفضلين أن تكون عملية الترتيب خاصة بهم.
لكن راوية تؤكد أنها لاقت إقبالاً جيداً جداً على خدماتها، حتى إن عدداً من عميلاتها سمحن لها بتصوير الغرف قبل وبعد ترتيبها ونشر الصور على حسابها.
وتقول في حديثٍ مع «الوطن»: «تتم الاستعانة بخدماتي لترتيب المنزل إما لضيق وقت العميلة وإما لعدم معرفتها بأنظمة الترتيب المناسبة لاحتياجاتها ونمط حياتها، وبدوري أقوم بالترتيب معها وتدريبها على الطريقة الأمثل للمحافظة على ما أنجزناه، وإرجاع الأشياء إلى أماكنها الصحيحة بعد استخدامها».
وحول ما إذا كانت عميلاتها يجدن صعوبةً في الحفاظ على منازلهن مرتبة بعد إنجاز مهمة الترتيب، تعتقد راوية أن الأمر ليس صعباً: «من السهل الحفاظ على ذلك لأنني لا أجعل عملية الترتيب صعبة ومتعبة، بل أحرص أن تكون عملية الاستمرار في هذا الترتيب أمراً سهلاً لأصحاب المنزل». وتشدد راوية على أن النصائح تسبق الخدمات؛ فهي تنصح عميلاتها دائماً بعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد عندما يتعلق الأمر بترتيب منازلهن، والبدء بترتيب الأمور الصغيرة لكي تكون المهمة سهلة، فيما تصف الخدمات التي تقدمها بالبسيطة «فهي تتطلب فقط تخصيص الوقت والدافع للوصول إلى الهدف وهو الترتيب».
وتوضح: «نبدأ بكل غرفة على حدة، من المطبخ مروراً بغرف الأطفال وانتهاءً بغرف النوم، حيث أدرّب أصحاب المنزل على إزالة الأشياء المتراكمة من مكانها إلى المكان المناسب لها، أو الاستعانة بالأدراج والصناديق لتخصيص المكان المناسب للأغراض الموجودة مع مراعاة الجانب الجمالي. كما أدربهم أيضاً على التخلص من الأغراض الفائضة عن حاجتهم وليس لها فائدة في المنزل».
إذاً الخدمة تتطلب جهداً وعملاً من ناحية الاهتمام بكل غرفةٍ على حدة، لتحقيق الشعور بالراحة والرضا في نهاية المطاف، ولكن هل تجد راوية صعوبة في إقناع عميلاتها بالتخلص مما لم يعد يلزمهن؟
هنا تشير إلى وجود فئتين من الأشخاص، الأولى تقتنع بسهولة بالتخلص من الأغراض الفائضة عن الحاجة، أما الأخرى فهي تحتاج وقتاً لتقتنع. «أتفهم هذا الأمر وأسعى لإيجاد الطرق للفئة الثانية للتمهيد للتخلص من أغراضهن الزائدة، كوضعها في صندوق جانباً لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم العودة إليها لنرى إذا تم استخدام تلك الأغراض فعلاً. كما أطرح على عميلاتي أسئلة من قبيل متى تم استخدام الغرض آخر مرة، وهل هو مكرر في المنزل؟ وبالتالي لا حاجة له».
وتتابع: «في أثناء عملية الترتيب أخصص منطقة للأشياء التي لا نعرف ماذا سنفعل بها، وبعد الانتهاء من الترتيب نعود إليها وتكتشف العميلة بأنه بالإمكان الاستغناء عنها فعلاً».
علاوة على ما سبق، فهي لا تغفل الجانب النفسي والارتباط العاطفي لدى البعض بمقتنياتهم، وخاصة إن كانت تحمل ذكرى خاصة، فيما تؤكد أن هناك علاقة طردية بين العيش في منزل مرتب والصحة النفسية للفرد، حيث تشير دراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن نحو 80% من الإنفاق الطبي مرتبط بالتوتر مقارنة بالمسائل الصحية الأخرى.
في الجانب الآخر تواصلت «الوطن» مع «ويبكي»، وهي سيدة ألمانية تقيم وأسرتها في البحرين منذ 14 عاماً، وتقدم خدمات احترافية لتنظيم المنازل منذ عام 2019، بعد حصولها على شهادة معتمدة من خبيرة التنظيم اليابانية ماري كوندو.
وتشير «ويبكي» إلى أن 90% من عملائها هم من المواطنين البحرينيين، الذين يسعون للحصول على الدعم والمساعدة في تنظيم متعلقاتهم الشخصية وترتيب بعض الغرف في منازلهم. «غالباً ما يتصل بي عملائي عندما يصلون إلى نقطة في حياتهم يشعرون فيها بالإرهاق بسبب الكم الهائل لممتلكاتهم، وبدوري أفهم حاجتهم للحصول على ترتيبٍ خارجي للوصول إلى الهدوء الداخلي».
تشكل الإناث 99% من عملاء «ويبكي»، وتعزو ذلك إلى كونهن في الغالب مسؤولات عن إدارة الأسرة، فضلاً على ميلهن للتسوق أكثر من الرجال. لكنها في الوقت نفسه رأت رجالاً وأطفالاً ينضمون إلى عملية الترتيب بعد أن لمسوا مدى نجاح زوجاتهم أو أمهاتهم في التخلص من الفوضى، واصفةً الترتيب بالعدوى الإيجابية. على صعيد آخر، هي ترى أن الاختلاف بين عملائها المواطنين والمغتربين يكمن في حجم الأسرة، وأن البحرينيين أكثر اعتياداً على مفهوم العاملات المنزليات. «فلدى المغتربين في الغالب أسر صغيرة لأنهم لا يعرفون متى ينتقلون إلى بلدٍ آخر، كما أن مفهوم العاملة المنزلية ليس شائعاً جداً في مناطق مثل أوروبا». وهو ما يجعلها حريصة على أن توضح لعملائها قبل البدء بالعمل معهم أن العاملة المنزلية ليست لتنظيم متعلقاتهم في بادئ الأمر، بل لتنظيف المنزل والحفاظ عليه من خلال إعادة الأغراض إلى أماكنها المخصصة.
وتوضح: «مع ذلك، فإن عملية ترتيب ما يريد العميل الاحتفاظ به من ملابس أو أغراض أخرى هي مجرد قرار يتعين على العميل اتخاذه. وبمجرد اتخاذ القرارات، سيجد الغرض مكانه المخصص، وهذا هو الوقت الذي تستطيع فيه العاملة المنزلية الحفاظ على النظام».
وترى ويبكي أن «التخلص من الفوضى ينعكس بشكل إيجابي على ذهن الإنسان؛ فلا توجد فوضى تلهيه عن الأشياء الأهم كالسعي لمهنة جديدة أو ممارسة هواية أو الاستمتاع بمزيد من الوقت الخاص به».
وفي هذا السياق تبين مدربة التنمية الذاتية همسة جوهر أن ترتيب المحيط الخارجي هو من أحد العوامل التي تساعد الفرد في وضوح الرؤية وتعزيز القيم لديه. وتنصح الأشخاص الذين ينشدون وضوح الرؤية في حياتهم بالبدء بالأشياء التي يستطيعون تغييرها، مثل ترتيب المنزل والأغراض الشخصية والسيارة، وتصف ذلك بأنه «أمر سهل وخطوة أولى نحو تصفية الذهن والشعور بالراحة، مهما كان مستوى وعي الفرد». وحول ما إذا كانت الفوضى الخارجية هي انعكاس للفوضى الداخلية، تشير إلى أهمية أن يطرح الفرد على نفسه أسئلة من قبيل: «ما هي الرسالة التي علي فهمها من وراء هذه الفوضى؟ وأين توجد الفوضى في حياتي؟ فقد تكون في البيت أو العمل أو في الأفكار، مشددة على أهمية أن يعرف الفرد ما يحتاجه وما لا يحتاجه لدى تنظيم بيته».
في برنامج تلفزيون الواقع «Tidying Up with Marie Kondo» (الترتيب مع ماري كوندو)، تقوم خبيرة التنظيم اليابانية في زياراتها المنزلية بمساعدة العائلات على مواجهة الفوضى في حياتهم والتخلص منها، حيث تستخدم مؤلفة منهج «كونماري» طريقتها الشهيرة في التنظيم، التي تحولت إلى منهج عالمي متداول، ولا سيما بعد تخطي مبيعات كتبها 10 ملايين نسخة في أكثر من 40 بلداً حول العالم.
عالمياً، بلغ حجم سوق صناعة «التنظيم المنزلي» ما يقارب 11.4 مليار دولار خلال العام الجاري. ومن المتوقع أن تزدهر هذه الصناعة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4% خلال الأعوام 2021 حتى 2025.
وبالعودة إلى عام 2015 قُدر حجم السوق لهذه الصناعة بمبلغ 8.55 مليارات دولار، ولم يزد هذا المبلغ إلا خلال السنوات القليلة الماضية.
ولا يبدو المجتمع البحريني في منأى عما سبق، مع ظهور عددٍ من الحسابات على منصة «إنستغرام» لشاباتٍ بحرينيات يقدمن خدمات تنظيم المساحات والبيوت، حيث زاد الإقبال عليها فترة جائحة «كوفيد 19» التي ألزمت الناس بالبقاء في منازلهم. راوية سيدة بحرينية أطلقت حساب (r2therescue@) والذي تقوم من خلاله بتقديم نصائح تساعد الأفراد على ترتيب منازلهم ومساحاتهم، إضافة إلى بيع منتجات تساعد على تنظيم الأغراض. وهي تقدم الزيارة المنزلية للسيدات والآنسات، والتي تبدأ باستشارة مجانية يتم من خلالها معرفة احتياجات العميلة، وبعد الاتفاق على المضي قدماً في الخدمة، يتم احتساب التكلفة وفقاً لعدد الساعات التي استغرقها ترتيب الغرفة، حيث تساعد راوية عميلاتها على تحويل منازلهن إلى مساحاتٍ رحبة للعيش بدلاً من تكديس الأغراض فيها.
قد تبدو خدمة ترتيب المنازل مفهوماً جديداً على المجتمع البحريني، خلافاً للمجتمعات الأجنبية، فقد لا يتقبل الناس هنا فكرة الاستعانة بمتخصص يساعدهم على تنظيم منازلهم لما في ذلك من كشف للخصوصية، مفضلين أن تكون عملية الترتيب خاصة بهم.
لكن راوية تؤكد أنها لاقت إقبالاً جيداً جداً على خدماتها، حتى إن عدداً من عميلاتها سمحن لها بتصوير الغرف قبل وبعد ترتيبها ونشر الصور على حسابها.
وتقول في حديثٍ مع «الوطن»: «تتم الاستعانة بخدماتي لترتيب المنزل إما لضيق وقت العميلة وإما لعدم معرفتها بأنظمة الترتيب المناسبة لاحتياجاتها ونمط حياتها، وبدوري أقوم بالترتيب معها وتدريبها على الطريقة الأمثل للمحافظة على ما أنجزناه، وإرجاع الأشياء إلى أماكنها الصحيحة بعد استخدامها».
وحول ما إذا كانت عميلاتها يجدن صعوبةً في الحفاظ على منازلهن مرتبة بعد إنجاز مهمة الترتيب، تعتقد راوية أن الأمر ليس صعباً: «من السهل الحفاظ على ذلك لأنني لا أجعل عملية الترتيب صعبة ومتعبة، بل أحرص أن تكون عملية الاستمرار في هذا الترتيب أمراً سهلاً لأصحاب المنزل». وتشدد راوية على أن النصائح تسبق الخدمات؛ فهي تنصح عميلاتها دائماً بعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد عندما يتعلق الأمر بترتيب منازلهن، والبدء بترتيب الأمور الصغيرة لكي تكون المهمة سهلة، فيما تصف الخدمات التي تقدمها بالبسيطة «فهي تتطلب فقط تخصيص الوقت والدافع للوصول إلى الهدف وهو الترتيب».
وتوضح: «نبدأ بكل غرفة على حدة، من المطبخ مروراً بغرف الأطفال وانتهاءً بغرف النوم، حيث أدرّب أصحاب المنزل على إزالة الأشياء المتراكمة من مكانها إلى المكان المناسب لها، أو الاستعانة بالأدراج والصناديق لتخصيص المكان المناسب للأغراض الموجودة مع مراعاة الجانب الجمالي. كما أدربهم أيضاً على التخلص من الأغراض الفائضة عن حاجتهم وليس لها فائدة في المنزل».
إذاً الخدمة تتطلب جهداً وعملاً من ناحية الاهتمام بكل غرفةٍ على حدة، لتحقيق الشعور بالراحة والرضا في نهاية المطاف، ولكن هل تجد راوية صعوبة في إقناع عميلاتها بالتخلص مما لم يعد يلزمهن؟
هنا تشير إلى وجود فئتين من الأشخاص، الأولى تقتنع بسهولة بالتخلص من الأغراض الفائضة عن الحاجة، أما الأخرى فهي تحتاج وقتاً لتقتنع. «أتفهم هذا الأمر وأسعى لإيجاد الطرق للفئة الثانية للتمهيد للتخلص من أغراضهن الزائدة، كوضعها في صندوق جانباً لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم العودة إليها لنرى إذا تم استخدام تلك الأغراض فعلاً. كما أطرح على عميلاتي أسئلة من قبيل متى تم استخدام الغرض آخر مرة، وهل هو مكرر في المنزل؟ وبالتالي لا حاجة له».
وتتابع: «في أثناء عملية الترتيب أخصص منطقة للأشياء التي لا نعرف ماذا سنفعل بها، وبعد الانتهاء من الترتيب نعود إليها وتكتشف العميلة بأنه بالإمكان الاستغناء عنها فعلاً».
علاوة على ما سبق، فهي لا تغفل الجانب النفسي والارتباط العاطفي لدى البعض بمقتنياتهم، وخاصة إن كانت تحمل ذكرى خاصة، فيما تؤكد أن هناك علاقة طردية بين العيش في منزل مرتب والصحة النفسية للفرد، حيث تشير دراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن نحو 80% من الإنفاق الطبي مرتبط بالتوتر مقارنة بالمسائل الصحية الأخرى.
في الجانب الآخر تواصلت «الوطن» مع «ويبكي»، وهي سيدة ألمانية تقيم وأسرتها في البحرين منذ 14 عاماً، وتقدم خدمات احترافية لتنظيم المنازل منذ عام 2019، بعد حصولها على شهادة معتمدة من خبيرة التنظيم اليابانية ماري كوندو.
وتشير «ويبكي» إلى أن 90% من عملائها هم من المواطنين البحرينيين، الذين يسعون للحصول على الدعم والمساعدة في تنظيم متعلقاتهم الشخصية وترتيب بعض الغرف في منازلهم. «غالباً ما يتصل بي عملائي عندما يصلون إلى نقطة في حياتهم يشعرون فيها بالإرهاق بسبب الكم الهائل لممتلكاتهم، وبدوري أفهم حاجتهم للحصول على ترتيبٍ خارجي للوصول إلى الهدوء الداخلي».
تشكل الإناث 99% من عملاء «ويبكي»، وتعزو ذلك إلى كونهن في الغالب مسؤولات عن إدارة الأسرة، فضلاً على ميلهن للتسوق أكثر من الرجال. لكنها في الوقت نفسه رأت رجالاً وأطفالاً ينضمون إلى عملية الترتيب بعد أن لمسوا مدى نجاح زوجاتهم أو أمهاتهم في التخلص من الفوضى، واصفةً الترتيب بالعدوى الإيجابية. على صعيد آخر، هي ترى أن الاختلاف بين عملائها المواطنين والمغتربين يكمن في حجم الأسرة، وأن البحرينيين أكثر اعتياداً على مفهوم العاملات المنزليات. «فلدى المغتربين في الغالب أسر صغيرة لأنهم لا يعرفون متى ينتقلون إلى بلدٍ آخر، كما أن مفهوم العاملة المنزلية ليس شائعاً جداً في مناطق مثل أوروبا». وهو ما يجعلها حريصة على أن توضح لعملائها قبل البدء بالعمل معهم أن العاملة المنزلية ليست لتنظيم متعلقاتهم في بادئ الأمر، بل لتنظيف المنزل والحفاظ عليه من خلال إعادة الأغراض إلى أماكنها المخصصة.
وتوضح: «مع ذلك، فإن عملية ترتيب ما يريد العميل الاحتفاظ به من ملابس أو أغراض أخرى هي مجرد قرار يتعين على العميل اتخاذه. وبمجرد اتخاذ القرارات، سيجد الغرض مكانه المخصص، وهذا هو الوقت الذي تستطيع فيه العاملة المنزلية الحفاظ على النظام».
وترى ويبكي أن «التخلص من الفوضى ينعكس بشكل إيجابي على ذهن الإنسان؛ فلا توجد فوضى تلهيه عن الأشياء الأهم كالسعي لمهنة جديدة أو ممارسة هواية أو الاستمتاع بمزيد من الوقت الخاص به».
وفي هذا السياق تبين مدربة التنمية الذاتية همسة جوهر أن ترتيب المحيط الخارجي هو من أحد العوامل التي تساعد الفرد في وضوح الرؤية وتعزيز القيم لديه. وتنصح الأشخاص الذين ينشدون وضوح الرؤية في حياتهم بالبدء بالأشياء التي يستطيعون تغييرها، مثل ترتيب المنزل والأغراض الشخصية والسيارة، وتصف ذلك بأنه «أمر سهل وخطوة أولى نحو تصفية الذهن والشعور بالراحة، مهما كان مستوى وعي الفرد». وحول ما إذا كانت الفوضى الخارجية هي انعكاس للفوضى الداخلية، تشير إلى أهمية أن يطرح الفرد على نفسه أسئلة من قبيل: «ما هي الرسالة التي علي فهمها من وراء هذه الفوضى؟ وأين توجد الفوضى في حياتي؟ فقد تكون في البيت أو العمل أو في الأفكار، مشددة على أهمية أن يعرف الفرد ما يحتاجه وما لا يحتاجه لدى تنظيم بيته».