الكتابة الإبداعية تعني عملية التوحد التام مع الورق، بحيث يكون القلم هو الوسيط الروحي بينك وبين قلبك، وبهذه الطريقة تتدفق الحياة في الكلمات وتصبح كائنات حية!
وحتى تكون الكتابة جيدة لا بد من أن تكون نابعة من العمق، وعادة ما تتطلب الكتابة نوعاً من الإلهام الذي يسرقك من اللحظة ويحبسك في حدود الورقة، إلا أن الالتزام بالكتابة -دون وجود إلهام - قد أثبت جدواه لدى أعظم الكتاب والأدباء حول العالم؛ فالحياة وفق نمط معين من الروتين يبقي شغف الكتابة متقداً في دواخلهم بشكل دائم ومستمر.
فمثلاً، اعتاد فيكتور هوغو صاحب «البؤساء» أن يبدأ الكتابة بعد تناول إفطاره ويستمر على قيد الكتابة حتى الحادية عشرة صباحاً، ويعود بعدها إلى مكتبه بعد أخذ استراحة يقضيها في قضاء أموره الحياتية. فحتى الدقائق التي يقضيها على المائدة لم يكن يترك فيها الكتابة على قصاصاته الورقية.
أما تولستوي مؤلف «الحرب والسلام» فكان يؤمن بمبدأ الالتزام بصرامة بروتين الكتابة حتى لو لم يكن ما يكتبه ذا جودة، وكان يشرع في الكتابة بعد تناول إفطاره في التاسعة ثم يعود إلى مكتبه للكتابة حتى الخامسة مساء.
وأما دان براون الذي ألف «شيفرة دافينشي» فيكان يكتب يومياً من الرابعة حتى السابعة مساءً كل يوم مع الحرص على البقاء بعيداً عن الملهيات.
أما الياباني هاروكي موراكامي أكثر الأدباء الأحياء تأثيراً حول العالم فيقضي ما يقارب خمس ساعات من الكتابة الصباحية، وذلك بعد الجري مسافة 10 كيلومترات فجراً.
إن تدريب النفس على الالتزام بنمط معين من الحياة يسهل العمل على العقل، حيث يجعله أكثر انضباطاً وغزارة في الإنتاج.
إن مفاتيح النجاح واضحة بين أيديكم، وما عليكم سوى تطبيقها والحصول على سحر النتيجة.
اميرة صليبيخ