مريم بوجيري

الفرق في الخبرات والسنوات والثقافة قد يحدث صراعاً وفجوة بين الأجيال وقد يحدث فراغاً كبيراً في الفهم بينهم، فهل يجد الأهل صعوبة في التعامل مع أبنائهم من الجيل الجديد؟ وكيف يرى جيل «الثمانينيات والتسعينيات» نفسه كجيل معاصر؟

بسام عبدالله من مواليد الثمانينيات، عاصر الأيام الذهبية لكرة القدم والألعاب البلاستيكية وقصص الأطفال ما قبل النوم، ويعد معاصراً للتطور التكنولوجي الجديد ومواكباً له، يقول إنه يلقى صعوبة في بعض الأحيان في تعريف أبنائه على الامتيازات التي كان يتمتع بها أبناء جيله، وفي بعض الأحيان يعاني الأمرّين في إيصال فكرة معينة أو إقناعهم بها، معتبراً أن التطور التكنولوجي هو السبب في خلق فجوة بين الأجيال، لكنه مازال مع والدتهم يحاولان تثقيف أنفسهم للوصول إلى عقلية أبناء جيل «الألفية» والتي اعتبرها عقلية متطورة وذكية بشكل ملحوظ.

أما ليلى أحمد من مواليد نهاية الثمانينيات فترى أن فرقاً أكبر بين الجيل الحالي والسابق، حيث إن جيل الثمانينيات والتسعينات عاصر كثيراً من الأمور والأحداث، وكان يعاني في الحصول على المعلومة، أما الجيل الجديد فقفز قفزة كبيرة وأصبح كل شيء متاحاً له من وسائل للمعلومات، واختلفت اهتماماته عن الجيل السابق، معتبرة أن ذلك خلق فجوة واسعة بين الجيلين يمكن أن تزيد مستقبلاً إذا لم تلق الدعم والتوعية المناسبة، وخصوصاً مع عدم تقبل أفراد الجيل الجديد النصيحة والنقد من الجيل السابق، واعتبرت أنها يمكن أن تقدم بطرائق جديدة تتلاءم مع التطور التكنولوجي.

بينما اعتبرت فريدة علي أنه في حالات كثيرة تحتاج لطرائق معينة في إيصال وجهات النظر، حيث إن التربية لا تختلف عن السابق لكن نحن بحاجة إلى توعيتهم أكثر بسبب وجود انفتاح غير مسبوق ويتم مخاطبتهم بالطرائق الجديدة التي تتناسب مع مستوى الوعي والتفكير لديهم. وتقول سهام خالد «أم محمد» معاصرة من جيل الستينيات إنها تجد صعوبة بالغة في التواصل مع أحفادها على سبيل المثال؛ فهم يتكلمون لغة لا تستوعبها أحياناً واهتماماتهم تفوق عصرها وزمانها وكأنهم مولودون من عالم آخر على حد تعبيرها، وإنها تحاول بصعوبة أن تواكب التطور التكنولوجي الحاصل في الوقت الحالي من خلال تقليص الفجوة بينها وبين أبنائها وأحفادها باستجدائهم لتعليمها على مختلف وسائل التواصل الحديثة لتكون «في الصورة» ومعهم على خط متوازٍ.

بينما توافقها إلهام عبدالله «أم عبدالرحمن» ذات الرأي، حيث شاطرتها التفكير وترى أنها تحاول بشتى الطرائق والوسائل الوصول إلى التأقلم مع «الجو الجديد» للجيل الحالي، وتقول إنه لا توجد مشكلة في التواصل مع أبناء جيلي الثمانينيات والتسعينيات؛ فهم يعتبرون «جيلاً ذهبياً» عاصر الحياة بدون تكنولوجيا وتأقلم معها كلياً عند دخولها في الألفية الجديدة، لكن يبقى الصراع بين الأجيال الأكبر سناً والتي يحاول الجميع فيها إيجاد حلول مختلفة لتقليص تلك الفجوة.