نتفق على أن مسؤولية أولياء الأمور تجاه أبنائهم لا تقتصر على توفير الحياة الكريمة للأبناء بل تتعدى ذلك، فمن مسؤوليتهم التربية بمفهومها الأشمل الذي يعني تربية الأبناء تربية جيدة وتعليمهم الأخلاق الكريمة وحسن السلوك داخل المنزل وخارجه.

والأهم هو تعاون الأب مع الأم لكي يتم غرس بذور السلوكات الصحيحة والمفاهيم الأساسية التي ترسم لهم الحدود.

ولا ننسى أن الكبار هم القدوة والمثل الأعلى، فلا يمكن أبداً أن تنجح العملية التربوية من غير قدوة وأمثلة تجسد المعاني النظرية لواقع ملموس. فإذا كان الآباء والأمهات يقومون بسلوكيات تخالف ما يحثون عليه أبناءهم فلا يمكن توقع نجاح العملية التربوية بل على العكس هم يخلقون نسخاً مطابقة لهم شكلاً ومضموناً.

إن الطفل يحتاج إلى التوجية والنصح بصورة دائمة وكذلك يحتاج لتقويم وتصويب عندما يحيد عن الطريق الذي يرسمه له والداه من احترام للقوانين الخاصة بالمنزل، وكذلك القوانين الخاصة بالمجتمع من حوله والتي تنظمه وتنظم الحياة العامة فيه.

قوانين مثل قوانين المرور والسير وكذلك القوانين المتعلقة باحترام الخصوصية والملكية الخاصة والعامة، وكذلك قوانين المدرسة وغيرها من القوانين.

وللأسف الشديد هناك فئة من الآباء والأمهات يتنصلون من مسؤولياتهم تجاه تربية وتنشئة أبنائهم التنشئة الصحيحة المنضبطة، ويتعذرون بضيق الوقت أو كثرة التحديات متناسين أن التقصير في أداء دورهم هذا سينتج عنه انحراف في السلوك ومشكلات مستقبلية سيصعب التعامل معها.

مشكلات مثل عدم الالتزام بالقواعد والقوانين وانتهاك الحقوق والشعور بعدم المسؤولية تجاه الآخرين وتجاه المجتمع ومن ثم نسيان معنى حب الوطن والمحافظة عليه.

إن التهاون في غرس مفاهيم الاحترام للقوانين والأنظمة عن طريق التربية والتعليم في عقول الصغار جريمة في حقهم وظلم لهم ولوطنهم. ولا بد أن نتذكر أن تعليم وتثقيف الصغار حول احترام القواعد والقوانين يصب في سياق تعليمهم احترام وحب الوطن.

إن الحفاظ على مجتمع منظم يسوده السلام مسؤولية الجميع صغاراً وكباراً، وتعزيز الولاء والانتماء ما هما إلا ثمار إدراك كيفية المحافظة على الوطن.

رؤى الحايكي