كإجابة أدبية عن السؤال الذي يقول: مم يتكوّن البشر؟ أستطيع القول إننا مخلوقون من: طين وماء.. وكثير كثير من الكلمات! نعم ! الكلمات تدخل في تكويننا وما نحن إلا خزانة هائلة لكل الكلمات التي نعرفها منذ بداية مولدنا؛ فهي التي تعيد وضعنا في إطارات تتناسب مع ما نحويه من معانٍ لها في داخلنا.

الكلمات كائنات حية! تولد في دواخلنا أولاً. ثم تعيش فترة فينا. يتشّربها عقلنا الباطن ومن ثم تتجسد في واقعنا وتصبح حقيقة؛ فحلمك بأن تكون طبيباً أو مهندساً.. ألم يبدأ بكلمة أُلقيت عليك: ستكون مهندساً يا ابني؟ ثم آمنت وتشبهّت بها. حتى تماثَلَت حقيقة أمام عينيك! و... كنت!

لا تستهن بقدرة الكلمات أبداً؛ فالكلمات لها قدرة سحرية هائلة على إعادة تشكيل العالم الخارجي لنا. ووضعه ضمن أطر جديدة..فقط غير مفاهيمك وأعد استخدام الكلمات بطريقة تخدمك.

الكلمة هي التي تسّيرنا. تخيل ! كلمة مثل "الإنجاز" هي التي تقودك وتهش بعصاها على أحلامك وأهدافك لتستمر في مواصلة العمل لتحقيق هذه الكلمة!

والكلمات عندما نقولها تكشف كثيراً عن شخصيتنا.. ثقافتنا.. قراءتنا.. حتى عن أصحابنا الذين نجالسهم.. وأيضاً طريقة ترتيبك للكلمات.. انتقائك لها.. كلها تفصحُ عن دواخلك الدفينة؛ فأنت كائن غير مرئي حتى تبدأ في الكلام مستخدماً الكلمات، حينها سيبدأ الآخرون رؤيتك وملاحظتك! أنا أتكلم إذا أنا موجود!

الكلمة صنارة نصطاد بها الآخرين أيضاً.. الكلمة محام جيد للدفاع. ترتّب المشهد وتطوّعه لصالحنا. نحن عالم من الكلمات يزداد منه رصيدنا يوماً بعد آخر. وكل ما عليك فعله في هذه الحياة هو معرفة كيف تختار ما يناسبك منها.

بالكلمات قد ننجو، وبها قد نموت.

فاختر كلماتك جيداً، فلا تدري بأي كلمة ستصنع واقعك!

أميرة صليبيخ