ما أجمل الأجواء هذه الأيام في البحرين حيث تزدان الأبنية باللونين الأحمر والأبيض، وتملأ سماءها الألعاب النارية احتفالاً بالأعياد الوطنية إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله مقاليد الحكم هذه المناسبة الغالية على قلوب جميع المواطنين والمقيمين.
فرأينا أعلام البحرين ترفف عالياً، والأطفال يلبسون اللباس الشعبي وهم يتغنون بالنشيد الوطني والأهازيج ويلقون الشعر في حب الوطن، ولم يقتصر الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة داخل المملكة فقط بل شهدنا الاحتفالات في عدة دول لتتلون أهم المعالم فيهاها بألوان علم البحرين، ما يدل على مكانة البحرين.
تحتفل البحرين بعيدها الخمسين في ظل العديد من الإنجازات والنهضة الحديثة في مملكة البحرين التي بلغت ذروتها في العهد الزاهر لجلالة الملك حفظه الله ورعاه؛ فقد حققت البحرين العديد من الإنجازات فنشهد اليوم نقلة نوعية في المجالات كافة، كما حققت العديد من الإنجازات في العديد من المحافل المحلية والإقليمية والعالمية، وإن ذلك يرجع للرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة.
وحققت البحرين هذا العام العديد من الإنجازات ولعل من أهمها ما وصلنا إليه من أمان صحي بفضل فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، وبجهود الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19)، تحت إشراف وتوجيهات ومتابعة من سموه، حيث استطاعت البحرين أن تسيطر على الوضع وأصبحت البحرين في المركز الأول في نسبة التعافي من الفيروس.
وجاء التقدير الملكي السامي متزامناً مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية بمنح وسام الأمير «سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي» لـ15811 من العاملين في الصفوف الأمامية والجهات المساندة لهم من مختلف الجهات والمواقع تقديراً لعملهم الدؤوب والمتواصل في مختلف مراحل جائحة فيروس كورونا، التي سطروا بها أروع قصص العطاء من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الجميع.
إن هذا التكريم أبلغ دليل على اهتمام ومتابعة جلالته المستمرة لكافة الجهود التي بذلها الجميع ورعاية جلالته الكريمة لجميع أبنائه ومنهم الأطباء ومن هم في الصفوف الأولى وتقدير جلالته لعطائهم وإخلاصهم لقيادتهم ووطنهم.
إن ما قدمه الأطباء ومن هم في الصفوف الأولى والجهات المساندة لهم أبلغ درس في المواطنة الحقة والذي يجب أن يغرس في نفوس الأجيال الجديدة ليتعلموا منه معنى حب الوطن والتفاني من أجله، وكيف يخدم المواطن الصالح بلده ومجتمعه، وأتمنى أن يدرج ما حققته البحرين خلال جائحة كورونا ضمن دروس المواطنة.
هدى عبدالحميد