بقلم - د. عبداللطيف الحمادة
منذ أن افتتح مستشفى سلوان للطب النفسي أبوابه وضع على عاتقه أهمية نشر الوعي الصحي حول الأمراض النفسية وسط المجتمع وتغيير النظرة السلبية والوصمة التي تلاحق المرض النفسي. ومن هنا ومن إحساس المستشفى بالمسؤولية الاجتماعية ودوره في مساندة القطاع الحكومي للقضاء على الوصمة التي تلاحق المرضى النفسيين جاءت هذه الحملة التوعوية تحت اسم "ترى عادي3" والتي بدأت منذ العام 2018م حين كان سلوان مركزاً واستمر بحمل هذه المسؤولية حتى بعد تحوله لمستشفى في وقت قريب.
جاءت فكرة الحملة انطلاقاً من كون المجتمعات العربية والخليجية تتسم بالتحفظ والنظرة السلبية إلى الأمراض النفسية والطب النفسي. وتعتبر الأمراض النفسية وصمة اجتماعية لذلك لا يستطيع المريض النفسي في هذه البلدان أن يصرح بمرضه النفسي لأهله أو عمله أو أي جهة في المجتمع وذلك خوفاً من الوصمة الاجتماعية التي تتضمن نظرة المجتمع الدونية لهذا الشخص والتي قد تنطوي على مشكلات اجتماعية وعائلية مثل الطلاق أو الانفصال أو الزواج الثاني أو الشجار الدائم أو ترك العمل أو الطرد من العمل وكل ذلك يجعل المريض النفسي يعاني معاناة كبيرة ليس بسبب المرض النفسي بحد ذاته وإنما بسبب عدم قدرته على تحدي الوصمة الاجتماعية والذهاب إلى الطبيب النفسي بغرض العلاج وذلك خوفا من الوصمة الاجتماعية.
فالمرضى النفسيون في تلك البلدان أو أولئك الذين يعانون من مشكلات حياتية مثل المشاكل الوظيفية والزواجية والعائلية والدراسية يفكرون ألف مرة قبل دخول عيادة الطبيب النفسي. فهنالك من يعارض استشارة الطبيب النفسي أصلاً، وهنالك من يتنكر باسم أو بشكل مستعار ليتمكن من دخول عيادة الطبيب النفسي؛ وهنالك من يختار أوقات خاصة لا تناسبه أصلاً للذهاب للطبيب النفسي حتى لا يراه أحد، وهنالك من يطلب الاستشارة عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني حتى لا يعرفه أحد بما في ذلك الطبيب الذي يتحدث معه. وهناك الزوج الذي يتعالج بالسر دون أن يخبر شريكة حياته بمرضه أو بالعكس، وغيرهم الكثير.
من هنا جاء تبني مستشفى سلوان للطب النفسي لهذه الحملة التوعوية لتخفيف الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي والطب النفسي، خاصة بعد ما لحق بهما من ضرر كبير وأذى من قبل المتطفلين على الطب النفسي ممن يعملون في اختصاصات بعيدة عن الطب النفسي ويدعون المرضى لمراجعتهم والابتعاد عن الطب النفسي؛ إضافة للصورة المشوهة والسلبية التي استخدمتها وسائل الإعلام التقليدية وخاصة المرئية منها (التلفزيون) في إظهار الطبيب النفسي بمظهر الشخص غير المتزن أو غير السوي وغيرها من صور أضرت بالطب النفسي على مدى سنوات طويلة وخاصة في بلداننا العربية والخليجية.
وجاء الوقت لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الطب النفسي والطبيب والمريض النفسي خدمة لأجيالنا المستقبلية وحفاظا على حيوية وصحة شعوبنا وإعطائها الفرصة للمشاركة في التنمية والتطور لمجتمعاتها بعيد عن الخوف من "الوصمة الاجتماعية".
لماذا "ترى عادي 3" ؟
حين وضع القائمون على مستشفى سلوان للطب النفسي على عاتقهم مسئولية حملة توعوية والمبادرة بتثقيف وتوعية المجتمع حول الأمراض النفسية مّر اسم الحملة بعدة مراحل حتى استقر على تسميتها "ترى عادي " حيث أن هذه التسمية تمثل تبني المستشفى لرؤية واضحة حول المرض النفسي وأهمية المساهمة في القضاء على "الوصمة" وأن المرض النفسي هو مرض "عادي" مثله مثل الأمراض العضوية الأخرى وأن التردد على الطبيب النفسي وطلب العلاج يجب ألا يشكل هاجساً أو تحدياً أو خوفاً لدى المرضى ومن هنا جاءت التسمية من قلب المجتمع البحريني والخليجي لتكون "ترى عادي" لتقول لجميع الناس ترى عادي: الذهاب للطبيب النفسي؛ وأن المرض النفسي ليس شيئاً نخجل منه؛ ترى عادي نكتشف المرض النفسي ونتحدث عنه بلا مواربة أو خوف، ترى عادي أتحدث عن مرضي النفسي ولا أخجل من تناول أدويتي؛ نعم أعاني مع شريكي... وأسرتي ووظيفتي.. ترى عادي أطلب المساعدة لأبنائي حتى ينشئوا في بيئة صحية وإيجابية. ترى المرض النفسي عادي.
أهداف الحملة:
* تغيير الصورة النمطية للمرض النفسي
* مساعدة الناس على طلب العلاج النفسي دون خوف أو تردد
* تخفيف "الوصمة الاجتماعية" عن المرض النفسي واعتباره مرض عادي مثله مثل المرض العضوي
* رفع وعي الناس حول الأمراض النفسية وأن المرض النفسي ليس عيباً.
* دعم المؤسسات الحكومية والخاصة وتشجيع موظفيها على زيارة الطبيب النفسي – إذا دعت الحاجة
- مكونات الحملة:
* اطلاق مسابقة لترجمة "ترى عادي 3" في قصص قصيرة لمختلف المراحل العمرية ليعبر المشاركون عن أهمية إزالة الوصمة عن المرض النفسي
* توعية وتثقيف حول الأمراض النفسية في وسائل الإعلام المختلفة عبر اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر التعاون مع مشاهير السوشال ميديا ونشر المعلومات التثقيفية والتوعوية حول الأمراض النفسية بشكل شبه يومي على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز
* تقديم سلسلة من الورش والمحاضرات في المدارس حول مختلف المواضيع النفسية.
لذا، فلتكن الانطلاقة من مملكة البحرين الغالية والسباقة دائماً في كل مجال، لنضع يدنا بيد بعض أفراداً ومؤسسات من مختلف الجهات الحكومية والخاصة لنخلق الوعي حول المرض النفسي وأهمية المصارحة وطلب العلاج المناسب بدون تردد وبأنه "ترى عادي".
* الرئيس التنفيذي لمستشفى سلوان للطب النفسي
منذ أن افتتح مستشفى سلوان للطب النفسي أبوابه وضع على عاتقه أهمية نشر الوعي الصحي حول الأمراض النفسية وسط المجتمع وتغيير النظرة السلبية والوصمة التي تلاحق المرض النفسي. ومن هنا ومن إحساس المستشفى بالمسؤولية الاجتماعية ودوره في مساندة القطاع الحكومي للقضاء على الوصمة التي تلاحق المرضى النفسيين جاءت هذه الحملة التوعوية تحت اسم "ترى عادي3" والتي بدأت منذ العام 2018م حين كان سلوان مركزاً واستمر بحمل هذه المسؤولية حتى بعد تحوله لمستشفى في وقت قريب.
جاءت فكرة الحملة انطلاقاً من كون المجتمعات العربية والخليجية تتسم بالتحفظ والنظرة السلبية إلى الأمراض النفسية والطب النفسي. وتعتبر الأمراض النفسية وصمة اجتماعية لذلك لا يستطيع المريض النفسي في هذه البلدان أن يصرح بمرضه النفسي لأهله أو عمله أو أي جهة في المجتمع وذلك خوفاً من الوصمة الاجتماعية التي تتضمن نظرة المجتمع الدونية لهذا الشخص والتي قد تنطوي على مشكلات اجتماعية وعائلية مثل الطلاق أو الانفصال أو الزواج الثاني أو الشجار الدائم أو ترك العمل أو الطرد من العمل وكل ذلك يجعل المريض النفسي يعاني معاناة كبيرة ليس بسبب المرض النفسي بحد ذاته وإنما بسبب عدم قدرته على تحدي الوصمة الاجتماعية والذهاب إلى الطبيب النفسي بغرض العلاج وذلك خوفا من الوصمة الاجتماعية.
فالمرضى النفسيون في تلك البلدان أو أولئك الذين يعانون من مشكلات حياتية مثل المشاكل الوظيفية والزواجية والعائلية والدراسية يفكرون ألف مرة قبل دخول عيادة الطبيب النفسي. فهنالك من يعارض استشارة الطبيب النفسي أصلاً، وهنالك من يتنكر باسم أو بشكل مستعار ليتمكن من دخول عيادة الطبيب النفسي؛ وهنالك من يختار أوقات خاصة لا تناسبه أصلاً للذهاب للطبيب النفسي حتى لا يراه أحد، وهنالك من يطلب الاستشارة عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني حتى لا يعرفه أحد بما في ذلك الطبيب الذي يتحدث معه. وهناك الزوج الذي يتعالج بالسر دون أن يخبر شريكة حياته بمرضه أو بالعكس، وغيرهم الكثير.
من هنا جاء تبني مستشفى سلوان للطب النفسي لهذه الحملة التوعوية لتخفيف الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي والطب النفسي، خاصة بعد ما لحق بهما من ضرر كبير وأذى من قبل المتطفلين على الطب النفسي ممن يعملون في اختصاصات بعيدة عن الطب النفسي ويدعون المرضى لمراجعتهم والابتعاد عن الطب النفسي؛ إضافة للصورة المشوهة والسلبية التي استخدمتها وسائل الإعلام التقليدية وخاصة المرئية منها (التلفزيون) في إظهار الطبيب النفسي بمظهر الشخص غير المتزن أو غير السوي وغيرها من صور أضرت بالطب النفسي على مدى سنوات طويلة وخاصة في بلداننا العربية والخليجية.
وجاء الوقت لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الطب النفسي والطبيب والمريض النفسي خدمة لأجيالنا المستقبلية وحفاظا على حيوية وصحة شعوبنا وإعطائها الفرصة للمشاركة في التنمية والتطور لمجتمعاتها بعيد عن الخوف من "الوصمة الاجتماعية".
لماذا "ترى عادي 3" ؟
حين وضع القائمون على مستشفى سلوان للطب النفسي على عاتقهم مسئولية حملة توعوية والمبادرة بتثقيف وتوعية المجتمع حول الأمراض النفسية مّر اسم الحملة بعدة مراحل حتى استقر على تسميتها "ترى عادي " حيث أن هذه التسمية تمثل تبني المستشفى لرؤية واضحة حول المرض النفسي وأهمية المساهمة في القضاء على "الوصمة" وأن المرض النفسي هو مرض "عادي" مثله مثل الأمراض العضوية الأخرى وأن التردد على الطبيب النفسي وطلب العلاج يجب ألا يشكل هاجساً أو تحدياً أو خوفاً لدى المرضى ومن هنا جاءت التسمية من قلب المجتمع البحريني والخليجي لتكون "ترى عادي" لتقول لجميع الناس ترى عادي: الذهاب للطبيب النفسي؛ وأن المرض النفسي ليس شيئاً نخجل منه؛ ترى عادي نكتشف المرض النفسي ونتحدث عنه بلا مواربة أو خوف، ترى عادي أتحدث عن مرضي النفسي ولا أخجل من تناول أدويتي؛ نعم أعاني مع شريكي... وأسرتي ووظيفتي.. ترى عادي أطلب المساعدة لأبنائي حتى ينشئوا في بيئة صحية وإيجابية. ترى المرض النفسي عادي.
أهداف الحملة:
* تغيير الصورة النمطية للمرض النفسي
* مساعدة الناس على طلب العلاج النفسي دون خوف أو تردد
* تخفيف "الوصمة الاجتماعية" عن المرض النفسي واعتباره مرض عادي مثله مثل المرض العضوي
* رفع وعي الناس حول الأمراض النفسية وأن المرض النفسي ليس عيباً.
* دعم المؤسسات الحكومية والخاصة وتشجيع موظفيها على زيارة الطبيب النفسي – إذا دعت الحاجة
- مكونات الحملة:
* اطلاق مسابقة لترجمة "ترى عادي 3" في قصص قصيرة لمختلف المراحل العمرية ليعبر المشاركون عن أهمية إزالة الوصمة عن المرض النفسي
* توعية وتثقيف حول الأمراض النفسية في وسائل الإعلام المختلفة عبر اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر التعاون مع مشاهير السوشال ميديا ونشر المعلومات التثقيفية والتوعوية حول الأمراض النفسية بشكل شبه يومي على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز
* تقديم سلسلة من الورش والمحاضرات في المدارس حول مختلف المواضيع النفسية.
لذا، فلتكن الانطلاقة من مملكة البحرين الغالية والسباقة دائماً في كل مجال، لنضع يدنا بيد بعض أفراداً ومؤسسات من مختلف الجهات الحكومية والخاصة لنخلق الوعي حول المرض النفسي وأهمية المصارحة وطلب العلاج المناسب بدون تردد وبأنه "ترى عادي".
* الرئيس التنفيذي لمستشفى سلوان للطب النفسي