الإنسان بطبعه اجتماعي وبفطرته يحب الحرية.والحرية من معناها أن يكون الإنسان يتمتع بحرية دون قيود بمحض إرادته التي كفلها له ديننا الإسلامي الحنيف، والحرية جميلة في معناها إذا استخدمت بشكل لائق ومفيد للفرد وأسرته ومجتمعه، لكن للأسف بعض الأشخاص من منطلق الحرية الممنوحة له بالمجتمع أو بالمنزل يستعملها بشكل مفرط أو خاطئ وبدون حدود، وطبعاً لا شيء في الدنيا ليس له حدود؛ فحدود الحرية تنتهي عند الإضرار بفرد أو بمجتمع وبالأسرة أو بعدم الالتزام بمعايير الحرية الممنوحة للفرد أو صعوبة تقبل وتفهم العادات والتقاليد المجتمعية.
والحرية مفهومها في الإسلام ألا يضر الفرد بدولته وقيادته وقوانينها وبالمجتمع حتى مع جيرانه، ولا يحد من حرية الآخرين كالتدخل بحياة الآخرين الشخصية فيحترم حريته وحرية الآخرين.
والآن في الوقت الراهن للأسف بعض الأشخاص لا يحترم معايير الحرية التي أعطتها له دولته ولا يحترم العادات والتقاليد ويستخدم حريته بشكل مخالف لقوانين الدولة والمجتمع والدين وتناسى أن هناك ضوابط للحرية، وتعطي بعض التصرفات المخالفة للعادات والتقاليد صورة خاطئة عن مجتمع الفرد؛ لأنه نسي أنه فرد من المجتمع فيجب عليه أن يراعي تصرفاته وآراءه ولباسه.
والأسرة هي أول مدرسة للطفل فجميل أن تربي أبناءها على التعامل بحرية الرأي والتعبير في محيط الأسرة؛ مثلاً تعطيه حرية باختيار ملابسه تحت إشرافهم وحرية اختيار أصدقائه طبعاً مع مراعاة مراقبة الأبناء بطريقة غير مباشرة، وبعد الأسرة يأتي دور المدرسة التي تصقل تربية العائلة لتكفل للطفل أو الابن ثقافة مجتمعية صحية ومنيرة وتزرع فيه حب المجتمع والحرية المنيرة كما أسميها من وجهة نظري الحرية التي تفتح الآفاق.
وأخيراً يجب أن نتذكر أننا كأفراد مرآة المجتمع بكل معاييره فجميل أن نعكس حريتنا وآراءنا بشكل عصري مع مراعاة كل معايير الدين والمجتمع.
امل الحربي