لا تكن سبباً في نشر خبر مزيف أو المساهمة في الترويج لأمر كاذب، أو المساهمة في جمع معلومات لأحد المواقع، أو الترويج لسلعة بناء على كذبة، فعلينا جميعاً أن نتحرى الدقة في كل ما يصل إلينا عن طريق التواصل الاجتماعي أو الواتس أب، ودائماً ما نسأل أنفسنا عن منطقية ما يصل إلينا من أخبار أو عروض، ففي دراسة لمجموعة باحثين من جامعة أكسفورد أثبتت أن انتشار الأخبار الخاطئة أو المضللة قد تصل إلى خمسين في المئة مما يصل إلى الجمهور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه في أحيان كثيرة يكون مروج الخبر ليس لديه أي نية لتضليل الرأي العام، بل يكون هو ضحية مضللة.
فمؤخراً أصبحت بعض المواقع تقوم باستغلال بعض الأشخاص من أجل تحفيزهم للترويج لهم أو لجمع معلومات وتكوين قاعدة بيانات يستطيعون استخدامها لاحقاً والاستفادة منها لترويج سلعة أو فكرة، والحيل كثيرة فما بين استبيانات مزيفة، أو جوائز ليس لها أي علاقة بالواقع، فعليك أن تسأل نفسك كيف لشركة أن تمنحك جائزة لمجرد أنك أرسلت الرسالة الترويجية الخاصة بها إلى عشرة أشخاص عن طريق الواتس أب من خلال الرابط الذي سترسله لك؟!!!
عزيزي القارئ عليك أن تكون قادراً على اكتشاف الحقيقة من الكذب باتباع بضع خطوات بسيطة، وأن تجعل مواقع التواصل وجوجل يعملون لصالحك بدلاً أن يكونوا سبباً في خداعك، فكل شركة لديها موقعها الإلكتروني الخاص بها، وبالدخول إلى الموقع الأصلي للشركة ستكتشف زيف ما يصل إليك، وإذا وصلتك رسالة من صديق موثوق فعليك أن تجعله يفتح عينيه على الخدعة التي وقع فيها، فبمجرد أن تسأله هل تحققت من المعلومة التي أرسلتها لي؟! سيجد نفسه يشعر بالخدعة التي وقع فيها، فيجب دائماً وأبداً أن نحكم ميزة الشك في مثل هذه الأمور، فدائما ما نسأل عن أصل الخبر، وأن نسأل عن المصداقية، ودائماً أبداً السؤال الأهم من المستفيد؟!! بالإضافة إلى التحقق من الموقع الذي يروج للفكرة وهل هو موقع موثوق. والمشكلة الكبرى إذا وقعت في دائرة مواقع النصب والاحتيال من أجل الاستيلاء على مدخراتك، فيجب ألا تهمل الرسائل التحذيرية القادمة من الحكومة والبنوك، فغالباً ما تكون هذه الرسائل بناءً على رصد حالات احتيال، ويقوم هؤلاء المتصيدون باستخدام شعارات شركات عالمية لكي يوهموا ضحاياهم بمصداقيتهم، فأحياناً يدعون عن جائزة وهمية ضلت طريقها أو طرد قادم من البريد أو تحديث بيانات بنكية لظروف استثنائية، والحل يكمن في عدم اعطاء أي معلومات لأي متصل أو موقع، والرجوع للبنك الخاص بك أو الشركة التي يتحدثون باسمها ولا توجد شركة عالمية إلا ولها وكيل لدينا ودائماً ستجد لديهم الخبر اليقين، فيجب أن نحترس مما يصل إلينا وأن نتحرى الصدق وألا نستسهل البحث عن الحقيقية حتى نسلم من كل أذى.
هدى عبدالحميد