انتهى عام وبدأ عام جديد وأتمنى أن يكون هذا العام أفضل علينا جميعاً من العام السابق.

الأعوام تبدأ وتنتهي ويحتفل الناس ويفرحون ببداية عام جديد. جميل أن نفرح ونستبشر ببداية العام الجديد ونحاول أن نتفاءل وننسى ما مر بنا والعالم من أزمات منها أزمة جائحة كورونا، والكل على أمل أن تنتهي الجائحة كما انتهت غيرها وتبقى ماضياً لا نحب أن تتذكره؛ لأن بعض الناس خسروا أحبتهم جراء إصابتهم بجائحة كورونا.

ومع بداية العام الجديد يجب أن نتفاءل بها والأهم أن كل شخص يغير من نفسه من داخله ليس فقط يفكر ويخطط، فما يُخطط ولا يعمل به يعتبر لا شيء، إذن يجب أن نغير من أنفسنا من بداية العام ونضع خططاً وأهدافاً جديدة لنا، طبعاً كل شخص أو فرد ومخططاته لنفسه تختلف حتى على مستوى الأعمال عامة، والأعمال التجارية يجب أن تكون فيها خطط مدروسة وأهداف والأهم أن تتحقق ويعمل بها لا أن تبقى حبيسة جهاز الحاسوب أو الهاتف أو الأدراج، وما لم نحققه العام الماضي أو الذي قبله فلنحققه الآن، ولكن قبل ذلك يجب أن نعيد صياغة الخطط والأهداف ودراستها بشكل جيد لكي تتماشى مع وضعنا حالياً، كل شخص بحسب وضعه طبعاً.

ويجب أن يكون لدى كل شخص منا دافع وإصرار على تحقيق أهدافه؛ فالإرادة القوية لا تقهر أبداً وبالإصرار والاستمرار أيضاً؛ لأن الاستمرار والمحاولة هما من يوصلاننا للنجاح.

والعالم مليء من أجيال وعصور بقصص إخفاق ونجاح، هناك علماء أخفقوا في بداية حياتهم لكن لم ييأسوا وواصلوا والآن نحن من نتمتع باختراعاتهم، أيضاً المعلمون والمثقفون والكتاب والرسامون وجميل أن نقرأ ونعلم الأطفال قصص النجاح ونعلمهم الإصرار والمواصلة والتفكير المتقن المؤثر لأنه لا شيء سينجح ويؤتي ثماره بدون إصرار ومواصلة، وقبله قبول تام من أنفسنا بالتغيير الداخلي أولاً والاقتناع أننا سنتغير وندرس خطواتنا وخططنا؛ لأنه إذا لم نرد ولم نقتنع أن نتغير داخلياً بأنفسنا فلن نتغير أو نعرف أخطاءنا ولماذا أخفقنا قبل ذلك، ومهم أن نعرف كل هذا على سبيل المثال المتعب نفسياً الطبيب النفسي (لا يستطيع معالجته إذا هو من الداخل لا يريد الشفاء ولا المساعدة) وقلت متعب نفسياً لأني لا أحب كلمة مريض نفسياً شخصياً؛ لأنه بنظري كل منا لديه تعب نفسي جراء أحداث تحصل لنا بحياتنا أياً كانت، فبعضنا يستطيع المقاومة والتخطي والبعض الآخر لا وهذا يعود طبعا إلى عوامل نفسية وبدنية وبيئية.

إذن تغييرنا ينبع من داخلنا وليس من أحد آخر، والأهم ألا نرتكز في التغيير على شخص أو فرد أو أفراد ننتظرهم لكي يغيرونا. فلنبدا بأنفسنا ومع أنفسنا ولا مانع من الاستشارة، لكن يجب أن ينبع التغيير من داخلنا وبإصرار وقوة إرادة حتى لو أحسسنا بقليل من الإحباط فلا نجعله يوقفنا عن تحقيق التغيير وأهدافنا، وعندي قناعة إلى الآن هي نبراس حياتي أنه إذا أقفل باب فلنبحث عن باب آخر مفتوح أو نفتحه فليست كل الأبواب مغلقة.

والأهم عندما نصل إلى أهدافنا ونحقق خططنا ألا يتملكنا الغرور؛ لأن الغرور مقبرة النجاح وأيضاً الوقوف عند نقطة معينة ولا نتغير، لا بل حتى إن وصلنا إلى أهدافنا فيجب أن نواصل بدون توقف أو تقاعس وأن نكون إيجابيين للآخرين ونعلمهم من تجاربنا.

أحبتي قرائي، في ختام مقالي أتمنى لكم عاماً مليئاً بالنجاح والتألق وتذكروا أن التغيير يبدأ من داخلكم وقوتكم الداخلية فاستعينوا بها.

امل الحربي