لقد كتبت في مقال سابق عن الخوف والقلق، وأعتبر تكرار التطرق لهذا الموضوع على درجة من الأهمية كوننا في صراع لا ينتهي مع هذا الشعور.
ذكرت سابقاً بأن ما يمنعنا من عيش اللحظة هو شعور القلق الذي يغمر أيامنا وحياتنا بسبب ضغوطات الحياة وتحدياتها وطموحاتنا التي لا تنتهي. ومن المهم أن نميز بين القلق الطبيعي والعابر وبين القلق الشديد المرضي.
ولاستيعاب فكرة القلق المرضي يمكننا أن نصفه بأنه «تفكير بعيد عن الواقع نشعر معه بالخوف من فقدان الحلول بخصوص مشكلة ما وبالتالي فقدان السيطرة على مجريات حياتنا، الأمر الذي يدفعنا كنتيجة للتفكير بسلبية وتخيل كل الأمور السيئة التي يمكنها أن تحدث لنا بسبب ذلك».
بعدها يشعر الإنسان بفقدان القدرة على التفكير السليم ويبدأ بخلق مشكلات لم تكن موجودة في حياته.
بمعنى أن كل ما يحدث هنا هو القلق فقط وتجمد العقل مكانه، وهو غير قادر على التفكير. ولابد أيضاً من استيعاب أن بعض المشكلات لا يمكن حلها ولابد من التوكل فيها على الله تعالى توكل القلب والعقل معاً مثل المشكلات الصحية الطارئة أو اضطرابات الأوضاع الاقتصادية السيئة أو فقدان شخص عزيز أو فقدان عمل وغيرها.
حينها يكون من الصعب تجنب إحساس القلق العميق والمتواصل ولكن ذلك ليس بالأمر المستحيل. فمن المهم أن نتعلم كيف نطرد القلق ونعيش اللحظة في كل لحظة من حياتنا.
باختصار نستطيع أن نبدأ ذلك بقضاء دقائق لا نفعل فيها شيئاً سوى أن نكون جالسين مع أنفسنا في صمت، ويمكننا فيها أيضاً أن نناجي الله ونستشعر قربه، الأمر الذي سيمنحنا شعوراً بالسلام. لابد من تدريب النفس والعقل على ذلك، حتى يمكننا أن نعيش لحظاتنا بسعادة ورضا على الرغم من تلك المشكلات والتحديات المحيطة بنا.
وفي تقرير مهم قامت به العين الإخبارية عن «أسباب الشعور بالخوف والقلق وكيفية التغلب عليهما» غطى نقاطاً مهمة ذكر فيه بأن الشعور بالخوف والقلق والتوتر يمكن أن يكون وراثياً كما أن الجينات لها دور في نقل الخوف والقلق بحسب ما أثبتته الدراسات.
ونجد أحياناً أن أكثر من يعانون من القلق والخوف الزائد قد مروا في طفولتهم بالعديد من المشكلات بالإضافة لعدم التنشئة النفسية السليمة أثناء الطفولة، والتي تؤثر على الإنسان في مراحل العمر المختلفة، مما يجعله يصاب بالخوف والقلق المستمرين تجاه أي من الأمور وحتى لو كانت بسيطة.
وذكر التقرير أيضاً بأن الصدمات النفسية والتفكك الأسري يؤديان إلى الشعور بالخوف والقلق المزمن.
أما بالنسبة لطرق التغلب على الخوف والقلق فقد ذكر التقرير بأن ممارسة الرياضة وتحديد الأهداف وتغيير التفكير والتركيز على الإيجابية والأمل من أهم النقاط التي تساهم في التغلب على شعور الخوف والقلق.
رؤى الحايكي