خلق الله لنا العلاقات الإنسانية للمودة والرحمة والحنان والاطمئنان. عند رجوعنا لديننا الإسلامي، واتباع ما به عن العلاقات نعرف كم يحثنا على كل ما هو جميل، ويجعل الحياة جميلة، ليتنا نفهم أن جميع العلاقات خُلقت للراحة والرحمة والسعادة.
فعندما نتحدث عن علاقة الأخ بأخته وأخيه يقول رب العالمين: «سَنشُد عضُدَكَ بأخيك» أي هو قوتك وأمانك في هذه الدنيا.
وعندما نذهب لعلاقة الصديق بصديقه يقول رب العزة الكريم: «إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن» أي من لنا غير الصاحب والصديق الذي يخفف ويهون ويربط بقلبه صاحبه وصديقه بعد الله عز وجل.
وعندما تحدث عن العلاقة الزوجية يقول رب العرش الكريم: «وجعلَ بينكم مودةً ورحمة»، فأين يجد الزوج أو الزوجة ما يسرّ به عينه، ويسعد قلبه وفؤاده، ويقوي علاقتهما حتى تصل للمودة والرحمة اللتين من صفات الله عز وجل الودود الرحيم، أي علاقة أقوى من ذلك وأكبر من ذلك وصفاً لعلاقة تمتد من الشباب للمشيب؟
نقول دائماً لنا الظاهر والله يتولى السرائر. نعم حتى نستطيع العيش في هدوء وسلام ولو نفسياً، لم نُخلَق لإثبات حسن النوايا، أو لنسعى لننتصر على بعضنا في أوقات الخلاف، لم نخلق لنستنزف أيامنا في علاقات صعبة ولا لننفق أعمارنا محشورين في زوايا الهدم، بل خلقنا لنعمر وننتج ونكون معمرين في الصلاح في الأرض.
كلمة صادِقة كفيلة بإنهاء الخلاف. فكما وصفها الرسول الكريم فهي صدقة. تبسمك صدقة، سلامك صدقة، نظرة أمان ستنزع الخوف من القلوب صدقة.
الحياة تركض بشكل مُفزع، ومن يرحل لن يعود فدعونا نترك الأثر الطيب وحسن الخاتمة، والعلاقات وُجِدت لتكون بمثابة استراحة ومتّكأ للقلوب لا تعباً ومشقة لها، قالوا قديماً: كن اللطف أينما حللت ودع من يلتقيك مرة يتمنى أن يلتقيك ألف مرة».
وقالوا أيضاً اجعل من رآك يدعو لمن رباك.
أميرة البيطار