الكتابة منذ عصور وهي مترجم لحضارات اندثرت وأيضاً لقرون سابقة، فإذا وجدتَ نقوشاً بأماكن أثرية فهذه كتابة تعتبر. ليست فقط الكتب كتابة، أيضاً النقوش الجدارية وغيرها من النقوش الأثرية كتابة، ومن خلالها عرف العلماء عصر وماهية هذه النقوش، أيضاً علماء العرب والمسلمين وكتبهم ومؤلفاتهم عن الطب وعن العلوم المختلفة، وأيضاً الكتب السماوية وآخرها القرآن الكريم وفيه حكم ومعانٍ، وقصص الأنبياء وقصص أمم قبلنا، وعلوم الآن العلم اكتشفها في عصرنا الحالي قد كتبت بالقرآن الكريم قبل ملايين السنين.
إذن الكتابة حافظ ومصدر لكل المعلومات لأجيال سابقة وعصور، وتاريخ نتعلم منه ونثقف أنفسنا في عصرنا الحالي ونعلم أبناءنا وطلابنا، والكتابة بحر وعلم لا ينتهي، الكتابة متنفس للأحاسيس ككتابة الشعر أو الخواطر، فبعض الكتّاب يكتب من إحساسه وبإحساسه، كشعر أو خاطرة أو موضوع أو من أحداث مر بها أو مر بها غيره يترجمها بالكتابة، وعلى قدر إحساس الكاتب بما يكتب وصدقه تصلنا أحاسيسه ونتأثر بها، وبعض الأشخاص اكتشف أن عنده ملَكة وموهبة الكتابة، هي موجودة، لكنه لم يفسح لها ولا لنفسه المجال لكي يصفي ذهنه ويعطي لنفسه وقتاً بهدوء ليكتب، أيضاً كمية وكيفية إيصال معلومة معينة تحتاج قراءة لكي يكتب الكاتب وهو على علم ودراية بما يكتب ودراية بصدق المعلومة، والقراءة والكتابة هما معاً صديقتان، فالقراءة تجعل عقل الشخص أو الكاتب مستنيراً وإدراكه قوياً ومطّلعاً.
حتى بكتابة القصص والسيناريو والحبكة الدرامية أو أياً كانت الحبكة، هذه أدوات مهمة لإيصال فكرة وحدث معين يترجم كقصة وسيناريو، فالمسلسل يبدأ بقصة مكتوبة تترجم كأداء ممثلين وتعاون فريق كامل.
أيضا المونولوجست اختفى الآن، كان فناً وترجمة بطريقة جاذبة عن طريق أداء المونولجست وطريقته بالتعبير وترجمة أفكاره.
القاص كان في ما مضى القصصي أو «الحكواتي» يجلس أمام الناس ويحكي لهم قصة بطريقة تجذبهم لسماعه، هو استقاها من كتب وقصص وحكاها بطريقته ولكنه ترجمها بصوته وأدائه.
إذن الكتابة مهمة لإدراكنا ووعينا وتفتح آفاقاً للمعرفة على اختلافها، تاريخية أو قصصية أو مقالات أو طبية كانت، وهي كتابة لإيصال معلومة أو حدث أو فكرة أو للتنفيس عن مكنونات النفس.
حتى بعض علماء النفس أوصوا بالكتابة عما بداخلنا على ورق لأن ما يكتب على الورق يخرج الطاقة السلبية أو الشحنات السلبية الكامنة بعقولنا وأنفسنا، فجميل أن ينفس الشخص عما بداخله على ورق ويسترسل ويكتب ما بداخلة، بعدها سيرتاح لأنه فرغ ما يحس بداخله وشعوره وأفكاره. والأهم ماذا نكتب وكيف سنوصل معلومة أو قصة للآخرين أو حدثاً للآخرين.
وأنا أترجم أفكاري ورؤاي بكتابة المقال، الكتابة فن كالرسم وبعض الرسومات مجرد خطوط وألوان لكن لها فكرة ومغزى وحدثاً وقصة، ولا ننسى الخط العربي وهو فن الكتابة وله أنواع مختلفة.
وأرى حتى الكتابة جميل أن تعطى بـ»كورسات» أو ورش عملية للأطفال والشباب ولكل فئات المجتمع كوسيلة للتعبير ووسيلة للتعلم والتثقف.
فلنبدأ اليوم ونكتب على المستوى الشخصي كل يوم أحداثنا اليومية أو أفكارنا أو مشاريعنا كمدونة لنا، والكتابة متعة كبيرة وجميلة.
امل الحربي