لاحظنا بأن للجائحة تأثيراً كبيراً على عادات وممارسات الناس المتعلقة بالتسوق والشراء على الرغم من اختلاف القدرة الشرائية. فمثلاً لاحظنا بأن هناك فئة من الأسر ركزت اهتمامها بشكل أكبر على التسوق كنوع من صرف الانتباه عما تسببه لهم الجائحة من ملل وضيق بسبب الحجر، غير مبالين بالمبالغ المصروفة والبضائع التي تم شراؤها. بضائع ومشتريات هم في غنى عنها. وفي المقابل هناك من تعلم التوفير والتدبير بعد مروره بتجربة استثنائية.
تجربة تعلم منها البعض كيف يخطط لعمليات الشراء ويوفر ويدّخر للأيام العجاف.
كما لاحظنا أيضاً زيادة في التوجه للتسوق عبر الإنترنت وعبر التطبيقات الإلكترونية المختلفة خلال فترة الحجر واستمرار ذلك حتى يومنا هذا. فقد خلقت فترة الحجر فرصاً وأفكاراً وعادات جديدة استمرت رغم نهاية فترة الحجر. لقد تغير السلوك البشري المتعلق بالكيفية التي تتخذ على أساسها قرارات الشراء. وبحسب تقرير أجرته صحيفة الرؤية الإماراتية عن تصدر عمليات الشراء الإلكترونية، قال المدير العام لشركة سويس لوج الشرق الأوسط آلان قدوم: «وصلت التجارة الإلكترونية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فقد شهدنا تسارعاً مطرداً في تبني التجارة الإلكترونية في الأشهر القليلة الماضية من عام 2020 بما يعادل 10 سنوات على الأقل، إذ أجبرت إجراءات العزلة والتباعد الاجتماعي وحظر السفر، المستهلكين على التوجه إلى الإنترنت، ما ساهم بتحويل عقلية التسوق أونلاين من تجربة تهدف إلى الراحة إلى أنها ضرورة لابد منها، وأدى الوباء إلى مضاعفة رغبة المستهلكين في الراحة والحصول على نتائج فورية، وبالتالي ارتفعت عمليات شراء السلع أونلاين عبر فئات مختلفة مثل البقالة والصحة والنظافة ومستلزمات المنازل في جميع أنحاء العالم».
من المهم جداً أن نستوعب كيف تغيّرت سلوكياتنا الشرائية ولماذا تغيّرت.
والأهم من ذلك أن نقيم هذه السلوكيات من ناحية جدواها الاقتصادية للفرد وحقيقة احتياجنا لبعض السلع والخدمات وهل يمكن الاستغناء عن بعضها؟. لابد من اليقظة والحذر وعدم الانسياق خلف عمليات شرائية لا يحتاجها الفرد. كما أن الكلفة المادية لبعض المعروضات على المنصات الإلكترونية مرتفعة مقارنة بهذه البضائع في المحلات التجارية وهذا يعد تبذيراً للمال.
إن الراحة والتعود على السرعة أثناء ممارسة عمليات الشراء الإلكترونية تؤدي لاتخاذ قرارات متسرعة ومكلفة للفرد لن يعي حقيقتها إلا بعد حين.
رؤى الحايكي