هدى عبدالحميد
لا أحد ينكر أن ميزانية الأسر تعاني من موجة غلاء بعض السلع خصوصاً أن بعضه غير مبرر، وهذا الغلاء شكّل أعباء ليس لها محل من الإعراب في الوقت الحالي، ومع الظروف الصعبة التي طرأت على معظم البيوت، يجب أن تكون هناك تحركات ورقابة شعبية تجاه بعض الشركات والمطاعم.
إن بعض الأسر تكون مضطرة للجوء للمطاعم خصوصاً عندما يكون الأب والأم يعملان من أجل مجابهة ظروف الحياة، فلماذا نثقل عليهم؟!!! هل من المعقول أن يصل سعر سندويتش الفلافل في أحد المطاعم العادية إلى 600 فلس أو يصل سعر سندويتش الشاورما الصغير إلى 750 فلساً، أو يصل سعر الدجاجة لأكثر من ثلاثة دنانير، وهذا مثال بسيط، ولكن العديد من المطاعم زادت أسعارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، فماذا حدث في الأسواق وهل توجد قفزة في الرواتب تساوي هذه الزيادات؟!!!!
إن تعليق أسباب الزيادة من بعض التجار على زيادة كلفة الشحن الدولي أو الضريبة المضافة لا يتناسب مع الزيادة التي لمستها العديد من الأسر، وليس مقبولاً أن ينتهز البعض فرصة وجود زيادة عالمية ليضيف عبئاً آخر على المستهلكين.
إن العروض الترويجية التي يقوم بها بعض التجار المسؤولين تدل وتشير إلى جشع فريق آخر، فلن يقوم أحد بتقديم عروض يتكبّد بها خسارة، ولن نستطيع أن نلقي باللوم على الأجهزة الرقابية وسط سوق مفتوح يخضع للعرض والطلب ولكن توجد إجراءات أخرى تستطيع الأسر أن تقوم بها تجاه بعض الجشعين مثل المقاطعة.
وسلاح المقاطعة سلاح فعال، ونجح في العديد من المناسبات، ولا يوجد دليل على نجاحه غير بعض المحال التي أقفلت أبوابها نتيجة مقاطعة منتجاتهم عطفاً على زيادة الأسعار أو التقليل من مستوى الخدمة أملاً في تحقيق أرباح أفضل فانعكست الآية عليهم، واجتنبهم الجمهور مما أدى لإغلاق أبوابهم.
وبعض التجار يلجؤون إلى حيل لزيادة الأسعار تدريجياً فيجب أن ينتبه لها الجمهور، فمنهم من يقوم بتقديم عرض وهمي من خلال بيع كمية من سلعته وعليها كمية يدّعون بأنها مجاناً ولكن في الأساس هذه الكمية المجانية ما هي إلا استكمال للسعر القديم، وبعدها يقومون بعرض السلعة دون الكمية الإضافية ليصلون إلى زيادة السعر تدريجياً، وفي هذه الحالة يجب مقاطعة المنتج حتى يعود للسعر القديم.
على رب الأسرة أو المسؤول عن شراء احتياجاتها أن يراقب الأسعار جيداً وذلك من خلال ملاحظة السعر في أكثر من متجر، فأحياناً تكون السلع في متجر عليها عروض دون الآخر، وقد أصبحت هذه العملية أسهل مع عروض الأسعار على الشبكة العنكبوتية ولكنها تحتاج لبعض الجهد من أجل التخفيف من أعباء الحياة.
إننا على مشارف شهر كريم، وتكون فزعة الخير فيه أكبر من أي وقت، ويمكن تنظيم أسواق يدعمها أهل الخير لتخفيف الأعباء عن الأسر وخصوصاً المتعففة منها، فلا يقبل الجميع المساعدة المباشرة ولكن يمكن تقديم مساعدة أكبر من خلال التعاون بين التجار وبعض أهل الخير لدعم بعض السلع لتخفيف حدة زيادة الأسعار.