د. أمل الريس «أستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات - جامعة البحرين»
سرّعت جائحة كورونا (كوفيدـ19) التحول نحو الرقمنة عبر مختلف القطاعات وبالأخص القطاع التعليمي. فقد تم دفع المؤسسات التعليمية نحو رقمنة برامج التعلم من خلال الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة العامة في أرجاء العالم.
النظام التعليمي البحريني قبل المهمة العملاقة المتمثلة في رقمنة التعلم، فقد قامت إدارات المؤسسات التعليمية – إلى جانب مختلف القطاعات العامة والخاصة - بتمكين الأشخاص المعنيين من معلمين وطلاب وأولياء أمور وموظفين، للتأقلم مع الوضع الجديد. واستجابت المدارس والمؤسسات في القطاعين العام والخاص بنجاح لهذه الحاجة، وأنشأت برامج التعلم والتدريب الإلكتروني للحفاظ على الجداول الأكاديمية مستمرة. ومن ناحية أخرى، انتهزت منصات تكنولوجيا التعليم الفرصة لتوفير أدوات متخصصة للمساعدة في التعلم للطلاب على جميع المستويات مع وجود أكاديميين يتمتعون بقدرة عالية على مواصلة مشاركة المعرفة وتطوير برامج تعليمية جديدة.
مع مختلف الابتكارات التكنولوجية، أصبح نظام التعليم نظامًا بيئيًا يمزج بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة. فقد وفرت الأنظمة التقليدية قدرا أقل من المرونة والتنوع والاتصال الواقعي، ونطاقا صغيرا للدراسة المستقلة. وفي أعقاب ثورة تكنولوجيا التعليم تم تسخير التكنولوجيا لإصلاح التعليم التقليدي وجعل العملية التعليمية أكثر استدامة عند مواجهة مختلف الأزمات والبدء بالتعليم الهجين.
التعلم الهجين هو مزيج منهجي من التعلم المتزامن وغير المتزامن. فلنا أن نتخيل في التعلم المتزامن مدرسا يقدم تعليمات مباشرة في الفصل باستخدام شبكة الإنترنت على شكل محاضرات مباشرة باستخدام تقنية البث المباشر «الفيديو». وعند استخدام التعلم الهجين فصفوف المدرس نفسه سوف تشتمل على طرق تعلم غير متزامنة عبر الإنترنت «مثل المحاضرات المسجلة مسبقا ومنتديات المناقشة». في كل الحالات، في التعلم المتزامن أو غير المتزامن، وجب على المعلم إنشاء خطة تعليمية لتوجيه الطلاب وإرشادهم باستمرار. ويجدر بالذكر هنا أن هذا النوع من التعليم يوصى بتطبيقه وفق طبيعة البرامج والتخصصات ومتطلباتها حيث ما يتطلبه تخصص الهندسة لربما يختلف عن تخصص إدارة الأعمال. فقد أجريت دراسة حديثة في يونيو 2021 شملت المديرين التنفيذيين على مستوى الجامعات، ومديري تكنولوجيا المعلومات، والمدرسين والإداريين في القطاع التعليمي وأظهرت أن أكثر من 80% من المشاركين في الدراسة يعتقدون أن نموذج التعلّم الهجين سيحسن تجربة تعلّم الطلاب.
وبناء على مثل هذه النتائج أوصت الدراسة إلى زيادة الاستثمارات في مجال تطوير المهارات وأدوات الاتصال المستخدمة في القطاع التعليمي.
إن النهج الاستباقي والرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة في مملكة البحرين يساهم في توفير بنية تحتية تقنية متطورة تمكن مؤسسات التعليم سواء المدارس أو الجامعات من تطبيق خيارات متنوعة للتعليم. هذا كله ليس حلاً مؤقتاً لمواجهة الأزمات فقط، بل تحول جديد في مسيرة التعليم، حيث شكلت الأزمة الصحية العالمية الحالية مسرعا لحدوثه ووضع ضوابط وآليات لتطبيقه. حيث يشكل التعليم الهجين إحدى الركائز الأساسية التي تدعم جودة واستدامة العملية التعليمية ضمن بيئة تعليمية قادرة على تلبية احتياجات الطلبة التعليمية، ففي التعلم الهجين استخدام وتسخير لبعض الأدوات المختلطة التي تساعد الطلاب على استيعاب المحتوى بشكل أفضل.