الإعلامية أمل الحربي

[email protected]

حيز التفكير يأخذ كثيراً من وقتنا، جميعنا أو أغلبنا، نفكر مثلاً ماذا سنأكل؟ ونفكر ماذا سنفعل اليوم؟ ونفكر كيف سننظم وقتنا؟ نخطط ونفكر لإجازاتنا، نفكر لمستقبلنا الأفكار، تأخذ أكبر حيز من يومنا وحياتنا ولحظاتنا.

لكن بعض الأشخاص يتحوّل عنده التفكير لوسواس والبعض يجلد ذاته ويحاسبها، جميل أن نراجع أنفسنا كل فترة، لكن لا نجلد أنفسنا، يجب أن يكون تفكيرنا وأفكارنا مقننة.

موضوع التفكير كبير ومتشعب استعرضت بعض جوانبه، لكن ما سأتحدث عنه بمقالي، هو نقطة وجانب من جوانب التفكير وهو أن نفكر ملياً قبل أن نتحدث أو أن نقول حرفاً أو كلمة ممكن أن تتسبب بجرح إنسان أو تتسبب بظلمة، أو كلمة تكون كتنمر على إنسان أو فئة، فالتنمر على إنسان سواء بمظهره أو على طريقة كلامه أو أسلوبه أو درجته العلمية أو مستواه الاجتماعي يتسبب في جرحه وأولمه، وممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، وديننا الإسلامي الحنيف حثنا على الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة لها أثر كبير وأجر كبير. ونحن على مقربة من شهر رمضان شهر الخيرات والتسامح، فلنشجع على الكلمة الطيبة وعدم التنمر ونجعل ذلك طول السنة وليس لشهر واحد، فبعض الأشخاص في شهر رمضان المبارك يكون شخصاً مختلفاً هادئاً وطيب الأخلاق ومبتسماً، لكن بعد شهر رمضان للأسف يختلف تماماً، وهذا غير مستحب.

التنمر أو الفظاظة بالقول والأخلاق أدت لمآسٍ كبيرة لأن بعض الأشخاص لا يعرف أو لا يتصوّر أن حرفاً أو كلمة ستؤدي ممكن لكارثة، والبعض متسرع بحديثة لا يفكر قبل أن يتحدث، ولا يفكر إذا تحدث ماذا سيقول، ولا يفكر بماذا سيتحدث وما نتائج حديثة.

يجب أن نفكر ماذا سنتحدث، ونوع حديثنا، ومتى وأين ومع من سنتحدث، ومن هم الأشخاص الذين نوجه لهم حديثنا؟ فالناس طباعها تختلف وعاداتها تختلف ولكل مجتمع أسلوب حياة مختلف عن الآخر وبيئات مختلفة، كل هذا يجب أن نراعيه عند تحدثنا لأشخاص أو شخص لأن لكل (مقام مقال) ونقنن أفكارنا وحديثنا.

وجميل أن ينصح الصديق صديقة بنصيحة بناءة، وعلى مستوى الأسرة يعلم الأم والأب لأبنائهما كيفية التحدث وأسسه ويشجعانهم على الكلمة الطيبة وعدم التنمر فيما بينهم، ويعلمانهم احترام الأسرة لبعضها، هذا الجانب مهم لمستقبلهم حياتياً وعملياً.

وفي نهاية مقالي، أذكركم وأذكر نفسي أيضاً أنه ليس خطأ أن نراجع أنفسنا بحديثنا مع أشخاص أو حتى مع أنفسنا، لأن ما تتحدث به لنفسك يؤثر عليك وعلى نفسيتك وأدائك بحياتك وعملك وأسرتك، فلنمنح أنفسنا وقتاً من يومنا نراجع أنفسنا وحديثنا، ومع من تحدثنا، وبماذا وهل كان حديثنا مناسباً للمكان والزمان؟ ونتحدث مع أرواحنا، فالروح هي من تقوي الجسد عموماً، وهي تحتاج أن نتحدث معها بكل شفافية وصدق.