أميرة البيطار
نعم إنه حرف، ولكنه يعبّر عن حالة وأيقونة لنصف المجتمع بل إن ثلثي المجتمع عندما يكتب قلمي ليعبر عن نون النسوة تتحرك مشاعري لأسمى معاني الحب والدفء والحنان. فهي كل أم وأخت وجدة وزوجة وخالة وعمة، أي هي كل مصادر السعادة على سطح كرتنا الأرضية إلى الشمس التي تضيء حياتنا لتكون مصدر إنارتها، وتبعث السعادة والثقة بالنفس لمن حولها ولمن أحبها حتى يصبح شخصاً إيجابياً، بل وتكون قادراً على أن تكون سعيداً فقط لوجودك معها.
ذكرنا الله عز وجل في كتابه الكريم مرة بنساء ومرة بنسوة ليأخذنا من القلة إلى الكثرة ومن المفرد إلى الجمع فكان عوناً لنا، ووصى علينا الرسول الكريم عندما وصفنا بالقوارير فقال: رفقاً بالقوارير. أي شيء نحتاج بعد ذلك فقد شددنا عضدنا بالله ورسوله. فكانت النون هي التغيير الإيجابي الذي تسعى إليه المجتمعات الراقية. فالآن لا تلتزم المرأة فقط ككونها راعية في بيت زوجها وعلى عاتقها كانت مسؤولية تربية الأجيال، وما تتحمله كزوجة من إدارة للأسرة، ولكن تطور الأمر لتصبح ذات دور رائد واجتماعي على مختلف الأصعدة. فهي نصف المجتمع من حيث التكوين، وكل المجتمع من حيث التأثير، فهي من تضع وتربي وتنشئ النصف الآخر. تمتعت بكل ذلك وبحقها منذ وجود الإسلام فقد كرمها الله عز وجل، وأعطاها حقها رسوله الكريم حيث كان يخصص من وقته جزءاً لتعليم الصحابيات، فإحداهن من قال فيها الرسول الكريم: إني رزقت حبها. وقال في الأخرى: إن العقدة على حالها. ونقول في عصرنا الحالي وراء كل رجل عظيم امرأة، ولكني أضيف عليها، وراء كل امرأة قوية رجل أثنى عليها ومنحها قلبه واسمه، رجل لين القلب يسير العشرة لديه ما يكفيها من المودة والرحمة، فهما شريكان في هذه الحياة التي لا طالما لن ولم تكون حياة بدونهما سوياً.