كل طفل لديه موهبة تميزه.. تحتاج لرعابة واهتمام لتنمو
سماهر سيف اليزل
أكدت رئيسة برنامج "كن حراً" التابع لجمعية البحرين النسائية- للتنمية الإنسانية د.رنا الصيرفي أن الموهبة من الأمور التي بها العديد من المفاهيم المغلوطة، والتي وأدت العديد من المواهب، وأول مفهوم خاطئ هو حصر الموهبة في جوانب محددة.
فالموهبة كما نعرفها هي قدرة، أو إمكانية تميز الإنسان، و الموهبة ليست متعلقة بالذكاء ولا محدودة بمهارات. وبالتالي فالمواهب لها طيف واسع جداً، وليست محدودة في مجالات معينة.
المفهوم المغلوط الآخر هو أن بعض الأطفال فقط لديهم مواهب، في حين حسب التعريف السابق للموهبة فإن كل طفل لديه موهبة تميزه، أو أكثر من موهبة واحدة، وهي بحاجة للرعاية والاهتمام لتنمو.
وأضافت أن هناك الكثير الكثير من المواهب التي لا يتم الانتباه لها من قبل الوالدين، في حين أنها مهمة جداً، مثل روح الفكاهة، وإضفاء جو المرح، فالبعض لديه هذه الموهبة، فيغير جو المكان الذي يكون فيه، سرد الحكايات بشكل شيق وممتع، الطلاقة في التعبير، والقدرة اللغوية والمفردات المتنوعة، حل المشكلات، فبعض الأطفال لديهم هذه الموهبة في العلاقات مثل حل المشاكل بين أصدقائهم، والبعض لديه القدرة على حل المشكلات المتعلقة بالموارد أو الإمكانيات، الإرادة القوية، وقد تظهر في صور لا يحبها الآباء، فيقولون عنهم "عنودين" في حين أن لديهم إرادة قوية بحيث يستطيعون مقاومة كل الظروف التي تخالف ما يريدون تحقيقه.
بالإضافة إلى، بناء العلاقات، فبعض الأطفال لديهم قدرة على تكوين علاقات مع أغلب الأطفال الذين معهم في المدرسة، والمعارف من الأهل أيضاً، أو التنظيم والإدارة بمختلف أنواعها، فبعض الأطفال لديهم موهبة في تنظيم أوقاتهم، والبعض في تنظيم الفعاليات، والبعض في تنظيم المعلومات، وغيرها.
وبينت أن هناك طرق طرق كثيرة ومتنوعة لاكتشاف الموهبة، لكن الخطوة الأولى هي توسيع نطاق الموهبة وعدم حصرها في الأمور الفنية فقط، أم النواحي المتعلقة بالعلوم. فلا نستطيع أن نكتشف مواهب الأطفال ونحن نركز اهتمامنا على نوع محدد من المواهب فقط. فكلما وسعنا دائرة الموهبة، استطعنا اكتشاف مواهب أطفالنا أو الأطفال الذين نتعامل معهم.
وإحدى أهم طرق اكتشاف مواهب الأطفال هي ملاحظتهم عن قرب، الأمور التي يستمتعون في القيام بها، الأمور التي يؤدونها ببراعة، النواحي التي تجذب انتباههم، وحتى الأمور التي قد لا تعجب المربين، مثل تفاوض الأطفال مع أهلهم فهذه تعكس قدرة لديهم قد تكون بداية موهبة، وهكذا.
فملاحظة الأطفال عن قرب تساعد على التعرف على مواهبهم وشخصياتهم، ويمكننا بذلك مساعدتهم على تنميتها.
وأشارت الصيرفي إلى أن أحد أبرز العراقيل هي مقارنة الطفل بغيره من الأطفال، فنتبنى صورة نمطية محددة عن الموهبة تعيقنا عن اكتشاف مواهب أطفالنا، أو التركيز على نواحي الضعف لدى الطفل، وإغفال نواحي القوة.
ودعت الصيرفي بمناسبة حلول يوم الأسرة الآباء والأخوة في الأسرة إلى ملاحظة نواحي القوة لدى كل طفل، وتنميتها. فكل طفل لديه على الأقل موهبة واحدة.