سماهر سيف اليزل


حقق حلمه.. ومقولة محمود درويش دفعته للتحدي

حقق البحريني عبدالله المدفعي حلمه بصعوده قمة جبل كليمنجارو، التي ترتفع 5985 متراً، في رحلة تسلق استغرقت 7 أيام متواصلة، متحدياً ظروف الطقس القاسية، مواجهاً كافة الأخطار، مؤكداً أن أفضل وسيلة للتغلب على الصعاب هي اختراقها، وأن تحدي النفس ووضعها في مناخ غير معتادة عليه يسهم في تحقيق أمور جديدة تزيد من رضا الفرد عن ذاته وتحسن الصحة العقلية والأهم من ذلك تزيد ثقته بنفسه.

وحول تجربته قال المدفعي لـ«الوطن»: إنه من محبي السفر وخوض المغامرات منذ الصغر، وهذا ما جعله يسعى لخوض هذه التجربة التي ساعدته على اكتشاف نفسه بشكل أكبر، وكانت محفزاً له لتقديم الأفضل في الحياة، وإيماناً منه بمقولة محمد درويش «إن على قدر حلمك تتسع الأرض وكلما وثقت في نفسك وأمنت بها حققت ما تريد».

وأضاف المدفعي أن أسرته كانت منقسمة بين المؤيد والمعارض، وكان الداعم الأول والأكبر له في رحلته والده إبراهيم المدفعي الذي دعمه وشجعه لخوض هذه التجربة، مؤكداً أن هذا الدعم كان يدفعه لوصول القمة وتحقيق الحلم، موضحاً أن الصعود للقمة لم يكن سهلاً وتم على عدة مراحل بحيث يتم صعود ارتفاع معين كل يوم، بالإضافة إلى تقلب الطقس.

وعن التحديات قال المدفعي إن «مرض المرتفعات» الذي أصابه مع أفراد الفريق المكون من 12 شخصاً من دول الخليج، كان أبرز تحدي، حيث إن الأعراض شملت نقص الأكسجين وضيق النفس وسرعة دقات القلب والغثيان والصداع، حيث طالت الأعراض أفراد الفريق بدرجات مختلفة ومتفاوتة.

ومن أجل التغلب على الأعراض كان يتوجب على الفريق الصعود ارتفاعات عالية والنزول مرة أخرى لزيادة تأقلم الجسم، ومن خلال تناول كبسولات مخصصة لتخفيف الأعراض.

وأشار إلى أن سبب صمودهم رغم التحديات كان الإصرار القوي النابع من الإرادة القوية والإيمان بقدراتهم وسعيهم للوصول إلى القمة بعد رحلة استمرت لعدة أيام متواصلة، ووجود مرشدين وطاقم كامل محلي من تنزانيا لمساعدتنا ودعمنا في تحقيق حلمنا.

وأكمل: «يوم القمة كان من أكثر الأيام التي واجهنا فيها تحدياً كبيراً حيث إننا استيقظنا الساعة الواحدة فجراً في جو شديد البرودة والثلج على الأعشاب متمركز والرياح عاتية من أجل بدء الرحلة النهائية للصعود إلى القمة حيث كنا على ارتفاع ٤٧٠٠ م والوجهة إلى ٥٨٩٥م، كانت خطواتنا متواضعة كالسلحفاة من شدة البرد وصعوبة التسلق حيث إن الجبل كان حاداً بشكل أكبر من أي يوم آخر وكنا نعتمد على إضاءة النجوم وإضاءة الرأس لمعرفة الطريق حتى شروق الشمس، إلى أن وصلنا إلى القمة حيث تعالت الضحكات واعترتنا مشاعر مختلطة فيها من الفرح الكبير، بتحقيق الحلم بعد تعب ومشقة وإصرار ومثابرة، خصوصاً وأني في يوم الصعود للقمة شعرت بالتعب الشديد الذي دفعني للحظات بأن أتساءل هل سوف أكمل الرحلة أم لا؟! وسألت المرشد التنزاني فقال لي بكل فخر.. تحدث مع نفسك بإيجابية فهذا هو السبيل لتحقيق ما تريد وأخذ بيدي في وسط الرياح القوية والبرد الشديد وشجعني للمواصلة وهذا أثر فيني كثيراً فهنا عرفت بأن الكلمة الواحدة سلاح قوي إما تدفعك للأعلى أو تذهب بك للأسفل فهي سلاح ذو حدين وجميل من استخدم كلماته لتشجيع الآخرين وتحفيزهم لتحقيق أحلامهم، وكان هذا أكثر موقف مؤثر مررت به في هذه الرحلة.

وبكلمات أخيرة قال المدفعي: «الرحلة غيرت في كثيراً وعززت لدي مفهوم الشكر لله على النعم التي نعيش فيها نعمة الهواء والماء والغذاء نعمة المرونة في التعامل مع المواقف وسهولة العيش، نعمة توفر الموارد وبلاد الأمن والأمان، إن نعمة البحرين ودولنا الخليجية جعلتني إنساناً يرى الأمور ويتعامل معها بحكمة أكثر من السابق».