زينب زبيل

دراسة توصي ببناء الثقة وتجنّب العقاب الصارم

أشارت أخصائية العلاج النفسي د.شريفة البوعنيين في تصريح لـ«الوطن» إلى أن صفة العناد لا تعبّر عن قوة الشخصية أو أنها سمة من سمات القائد الناجح، لكن متى ما تم توجيه الطفل وتعليمه وإكسابه بقية سمات القيادة، مثل احترام آراء الآخرين، والحزم، والثقة بالنفس وغيرها، يمكن أن تجعله قائداً ناجحاً، مستدركةً: «لكن لا نستطيع الجزم بأنها قاعدة مثبتة على جميع الأطفال، فهم في الأغلب يحتاجون إلى توجيه ومتابعة لصقل الشخصية بشكل عام وتحويل هذه السمة السلبية إلى سمة إيجابية».

وأكدت أن أحد مسببات عناد الطفل هو أسلوب التنشئة الأبوية الذي يعتمد على المبالغة في الحماية، حيث يحاول الطفل لفت الانتباه أو شعوره بعدم الأمان في موقف معيّن، كما يُمكن أن يكون الطفل عنيداً بدون سبب واضح، فقد يكون ذلك جزءاً من سماته الشخصية أو جزءاً طبيعياً يظهر في مراحل النمو والتطور لدى الطفل، وعلى الأهل الملاحظة والمتابعة للوصول إلى التوجيه المناسب.

ونصحت البوعنيين باستخدام أسلوب التحدث بلغة هادئة مع الطفل، ومنح الخيارات للطفل مما يجعله يشعر بالسيطرة وحرية الاختيار، وتعزيز السلوكيات الإيجابية بالمكافآت المناسبة للموقف والعمر، والأهم من ذلك خلق بيئة داعمة مريحة تحتوي الطفل بكل إيجابياته وسلبياته وعدم انتقاده حتى يمكنه التعبير عن نفسه بدون خوف.

وحول مدى خطورة صفة العناد لدى الأطفال، أوضحت أنه في الأغلب لا تعتبر صفة خطيرة، ولكنها قد تؤثر على تحصيله الدراسي، وفي بعض الأحيان على سلامته، وفي حال رافقها سلوكيات عدوانية أخرى تتسبّب في توتر داخل بيئة الأسرة، يجب اللجوء إلى الاستشارة من قبل المختصين.

وقالت إن أبرز الحلول للتعامل مع الطفل العنيد، هو التواصل الفعّال بهدوء وصبر والبحث دائماً عن السبب في ردود أفعاله، وتحديد عواقب سلوكية واضحة حتى يعرف حدود سلوكه، وتقديم الخيارات له.وفي سياق متصل، أشارت دراسة بحثية إلى أن الأطفال العنيدين يستجيبون بشكل أفضل عند استخدام أسلوب الحوار المفتوح، وأوصت بتجنّب العقاب الصارم وبناء علاقة ثقة بين الطفل ووالديه، مما يُساهم في تقليل المقاومة وتحسين التعاون.

وأكدت دراسة بعنوان «استراتيجيات التعامل مع الطفل العنيد وتأثيرها على السلوك»، من إعداد الباحثة د. فاطمة الزهراء العلي، نُشرت في مجلة التربية وعلم النفس، على أهمية التواصل والتفهم نظراً لأن الأطفال العنيدين يستجيبون بشكل أفضل عند استخدام أسلوب الحوار المفتوح والتعبير عن التعاطف، وعندما يشعر الطفل بأن مشاعره معترف بها، تقل مقاومته ويصبح أكثر استعداداً للتعاون، وأثبتت أن منح الطفل خيارات محدودة يعزّز شعوره بالسيطرة، مما يقلّل من عناده، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يُخيّر الطفل بين أنشطة محددة بدلاً من فرض تعليمات صارمة، مشددةً على أهمية مكافأة السلوك الجيد لتعزيز السلوكيات الإيجابية، حيث وُجد أن الأطفال الذين يتلقّون تشجيعاً على تصرفاتهم الصحيحة يكرّرون تلك التصرفات بمعدّل أعلى.

وتناولت الدراسة تأثير استخدام الهدوء في تخفيف نوبات الغضب، بالقول إن ردود الفعل العنيفة من قِبل الأهل تزيد من العناد وتؤدي إلى نتائج عكسية، وأوصت باستخدام أساليب تربوية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، وتجنّب العقاب الصارم، والتركيز على التوجيه السليم والتعزيز الإيجابي، وكذلك العمل على بناء علاقة ثقة بين الطفل ووالديه، مما يساهم في تقليل المقاومة وتحسين التعاون.