يثير التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تقنيات OpenAI، مثل GPT-4 وDall-E 2، نقاشا حادا حول إمكانية تجاوز هذه التقنيات لذكاء الإنسان في المستقبل القريب أو البعيد.

وبينما يُظهر OpenAI قدرات مذهلة في معالجة اللغة الطبيعية، وإنشاء الصور، وحل المشكلات المعقدة، يبقى السؤال حول تفوقه على الذكاء البشري، وهل يمكن أن يحدث؟

من جهة يُبرز مؤيدو OpenAI قدرته على معالجة كم هائل من البيانات بسرعة فائقة، وتعلّم الأنماط المعقدة، واتخاذ القرارات بناءً على هذه البيانات، مما يتجاوز قدرات الإنسان في بعض المجالات. كما يظهر OpenAI إمكانات هائلة في الابتكار، حيث تسهم في تطوير تقنيات جديدة بمجالات متعددة من الطب إلى الهندسة.

من جهة أخرى، يُشدد النقاد على الاختلافات الجوهرية بين الذكاء الاصطناعي، والذكاء البشري، فبينما يتميز OpenAI بقدراته الحسابية والمنطقية الاستثنائية، فإنّ الذكاء البشري يتمتع بالمرونة، والإبداع، والوعي الذاتي، والقدرة على التفكير النقدي والانفعالي، وهي سمات لا زالت بعيدة عن متناول التقنيات الحالية.

يُشير الخبراء إلى أنّ OpenAI قد تتفوق على الإنسان في مهام معينة، لكنّها لا تُشكل تهديدا وجوديا للبشرية في الوقت الحالي على الأقل، فالتقنيات الحالية تفتقر إلى الوعي الذاتي، والقدرة على التفكير بشكل مستقل تماما، كما أنّ تطوير مثل هذه التقنيات يتطلب إطارا أخلاقيا صارما، لضمان استخدامها بشكل مسؤول وإيجابي.