يعد تعفن الدم، أو الإنتان، حالة طبية طارئة تحدث عندما يستجيب الجسم لعدوى معينة بطريقة غير طبيعية تؤدي إلى التهاب واسع النطاق يمكن أن يسبب ضررًا شديدًا للأعضاء الحيوية، وإذا لم يعالج بسرعة فقد يؤدي تعفن الدم إلى فشل في الأعضاء أو حتى الوفاة، ويعتبر هذا المرض من أخطر الحالات التي قد يواجهها الجهاز المناعي، إذ يمكن أن يتطور بسرعة ويهدد الحياة في غضون ساعات.
أسباب تعفن الدم
يحدث تعفن الدم عندما تدخل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى استجابة التهابية مفرطة من الجهاز المناعي، يمكن أن تبدأ العدوى في أي جزء من الجسم، مثل الرئتين (الالتهاب الرئوي)، المسالك البولية (التهابات الكلى أو المثانة)، أو الجلد (التهابات الجروح أو القروح)، وفي بعض الحالات قد تنشأ العدوى من العمليات الجراحية أو استخدام القسطرة الطبية لفترات طويلة.
والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتعفن الدم هم كبار السن، حديثو الولادة، مرضى ضعف المناعة مثل المصابين بالسرطان أو السكري غير المنضبط، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تؤثر على وظائف الجسم الطبيعية، كما أن المرضى في وحدات العناية المركزة أو الذين خضعوا لعمليات جراحية حديثة معرضون لخطر أعلى بسبب ضعف الجهاز المناعي واحتمالية التعرض لعدوى المستشفيات.
أعراض تعفن الدم
تختلف أعراض تعفن الدم وفقًا لمرحلة المرض وشدته، لكنها غالبًا ما تبدأ بحمى مرتفعة أو انخفاض غير طبيعي في درجة حرارة الجسم، مع تسارع في معدل ضربات القلب والتنفس، ويمكن أن يشعر المريض بإرهاق شديد، دوخة، وتغيرات في الحالة الذهنية مثل الارتباك أو فقدان التركيز.
ومع تقدم الحالة، قد يؤدي تعفن الدم إلى انخفاض ضغط الدم بشكل خطير مما يسبب برودة الأطراف وشحوب الجلد، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يحدث فشل في وظائف الأعضاء مثل الكلى، القلب، أو الكبد مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة.
مضاعفات تعفن الدم
إذا لم يتم التدخل الطبي السريع يمكن أن يتطور تعفن الدم إلى صدمة إنتانية، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل حاد وعدم كفاية تدفق الدم إلى الأعضاء، وقد تتضرر الأنسجة بشكل دائم، مما قد يستدعي بتر بعض الأطراف بسبب نقص التروية الدموية، والقصور الكلوي أو الفشل المتعدد للأعضاء من أخطر مضاعفات الإنتان، حيث يصبح الجسم غير قادر على تصفية الفضلات والسوائل، مما يزيد من احتمالية الوفاة، كما أن الالتهابات المفرطة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في تخثر الدم، مما يزيد من خطر النزيف الداخلي أو تشكل جلطات دموية.
طرق الوقاية والعلاج
يعد الاكتشاف المبكر لتسمم الدم مفتاحًا للبقاء على قيد الحياة، ويجب التوجه إلى المستشفى فور ظهور أي أعراض غير طبيعية خاصة إذا كان الشخص يعاني من عدوى أو ضعف في المناعة، ويعتمد العلاج على إعطاء المضادات الحيوية القوية لمحاربة العدوى، مع دعم الأعضاء المتضررة بواسطة الأدوية والسوائل الوريدية للحفاظ على استقرار الدورة الدموية.
وللوقاية من تعفن الدم ينصح بالحفاظ على نظافة الجروح وتطهيرها بشكل صحيح، والالتزام بإجراءات النظافة الشخصية خاصة في المستشفيات أو عند التعامل مع الأجهزة الطبية مثل القسطرة، والتطعيم ضد بعض الأمراض البكتيرية والفيروسية مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا قد يقلل من خطر الإصابة بالإنتان خاصة عند الفئات المعرضة للخطر.