أكدت الأكاديمية والباحثة في الطب الجزيئي وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. رباب عبدالوهاب أهمية دمج التكنولوجيا مع الرعاية الصحية لمعالجة الحالات المزمنة مثل السكري، موضحة أهمية التكنولوجيا بمعرفة الأنواع الفرعية للنوع الثاني من السكري وتخصيص العلاجات لتحسين النتائج، قبل أن تتحدث عن وجود العديد من الابتكارات التكنولوجية التي تساهم في إدارة مرض السكري كأدوات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء.
وقالت د. رباب عبدالوهاب إنه "لطالما تم تصنيف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين، الأول الذي يظهر غالباً في مرحلة الطفولة، والنوع الثاني الذي يرتبط بالسمنة ويتطور في وقت لاحق من الحياة".
وأتابعت أن "الباحثين بدأوا يدركون أن النوع الثاني من السكري يبدو أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً، وهناك فسيولوجيات مختلفة تؤدي إلى الأصابة بمرض السكري وأكثرتعقيدا من مجرد مستوى الجلوكوز، مع وجود أنواع فرعية تختلف بناءً على العمر، والوزن، والعوامل الفسيولوجية".
ووفقا للـ د. رباب عبدالوهاب فإن "اختبارات تشخيص السكري التقليدية تستخدم لقياس مستويات الجلوكوز في الدم من خلال تحليل بسيط للدم، لكنها تقدم معلومات محدودة عن العمليات الفسيولوجية الأساسية، بينما توفر أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة والمتاحة دون وصفة طبية صورة أكثر تفصيلاً من خلال تتبع مستويات السكر في الدم في الوقت الفعلي".
وأوضحت أنه "في خطوة مبتكرة، طور باحثون من جامعة ستانفورد خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتستخدم بيانات من أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة لتحديد أكثر الأنواع الفرعية شيوعاً للنوع الثاني من السكري".
وأردفت د. رباب عبدالوهاب أن "الباحثين قارنوا باستخدام الخوازمية بيانات صادرة من أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة مع نتائج اختبارات تحمل الجلوكوز التقليدية التي تُجرى في العيادات ونتج عن ذلك تحديد ثلاثة أنواع فرعية رئيسية من النوع الثاني من السكري".
وأوضحت أنه "تم تسمية النوع الأول بمقاومة الأنسولين بسبب عدم استجابة الخلايا بشكل فعال للإنسولين، مما ينتج عنه تراكم الجلوكوزفي الدم. اما النوع الثاني فسمي بنقص خلايا بيتا وذلك لعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين بسبب خلل في خلايا بيتا. اما النوع الثالث فتم تسميته بنقص هرمون الإينكرتين والذى ينجم عنه فشل هرمونات الأمعاء في تحفيز إفراز الإنسولين بشكل كافٍ بعد الوجبات".
وبحسب د. رباب عبدالوهاب "مثل هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة “Nature Biomedical Engineering” خطوة كبيرة نحو الطب الدقيق، وتسلط الضوء على أهمية دمج التكنولوجيا مع الرعاية الصحية لمعالجة الحالات المزمنة مثل السكري. وتكمن أهمية معرفة الأنواع الفرعية للنوع الثاني من السكري في المساعدة لتحديد المخاطر المرتبطة بمضاعفات السكري مثل أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، وتخصيص العلاجات لتحسين النتائج".
وأشارت إلى أن "هناك العديد من الابتكارات التكنولوجية التي تساهم في إدارة مرض السكري كأدوات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء والتي بدورها تحول قطاع الرعاية الصحية من الفحوصات الدورية إلى إدارة الرعاية المستمرة القائمة على البيانات".
وأكدت أن "هذه الأدوات تساعد في تقديم توصيات شخصية لكل مريض حول تعديل العلاج وفقًا لمستويات الجلوكوز في الدم التي تتم مراقبتها من خلال أساليب مختلفة، ويمكن الاستفادة من هذه الأدوات من قبل الأفراد من أجل اتخاذ تدابير وقائية كتغيير نمط حياتهم من خلال تحسين نظامهم الغذائي أو ممارسة الرياضة بناءا على التحذيرات الوقائية المبكرة من مقدمات السكري. كما يعد هذا التطور بإمكانية تخصيص العلاج وتحسين الرعاية الصحية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا الصحية".