أوضح الأستاذ المشارك ودكتور الفيزياء الطبية بجامعة البحرين د.حبيب عاشور بعض الفروق الرئيسة بين الأشعة السينية (X-ray) والرنين المغناطيسي (MRI)، ومن بينها اعتماد الأشعة السينية على الأشعة الكهرومغناطيسية، بينما يعتمد الرنين المغناطيسي على المجالات المغناطيسية وموجات الراديو، كما تُستخدم الأشعة السينية بشكل رئيس لتصوير العظام والهياكل الصلبة، بينما الرنين المغناطيسي لتصوير الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية.

وقال د.عاشور، إنه في مجال الطب التشخيصي، تُعتبر الأشعة السينية (X-ray) والرنين المغناطيسي (MRI) من أكثر التقنيات استخداماً لتشخيص الأمراض والإصابات، مشيراً إلى أن كلتا الطريقتين تهدفان إلى توفير صور داخلية للجسم، إلا أنهما تختلفان بشكل كبير من حيث المبدأ العلمي والتطبيقات والمزايا والعيوب.

وفيما يخص الأشعة السينية (X-ray) أوضح د.عاشور أنها واحدة من أقدم التقنيات المستخدمة في التصوير الطبي، وتعتمد هذه التقنية على استخدام الأشعة الكهرومغناطيسية ذات الطول الموجي القصير، والتي لديها القدرة على اختراق أنسجة الجسم.

وتابع أنه عندما تمر هذه الأشعة عبر الجسم، يتم امتصاصها بدرجات متفاوتة حسب كثافة الأنسجة، وعلى سبيل المثال، العظام تمتص الأشعة بشكل أكبر وتظهر بيضاء في الصورة، بينما الأنسجة الرخوة مثل العضلات تظهر بألوان رمادية.

وأردف أن الأشعة السينية تستخدم بشكل شائع لتشخيص كسور العظام، والكشف عن التهابات الرئة، وفحص الأسنان، وفي بعض الحالات لاكتشاف الأورام، وهي تقنية سريعة وغير مكلفة نسبياً، ولا تتطلب تحضيراً مسبقاً من المريض في معظم الحالات. وأوضح أن الأشعة السينية تعرض المريض لكميات صغيرة من الإشعاع المؤين، مما قد يشكل خطرًا مع التكرار. بالإضافة إلى ذلك، فإنها محدودة في تصوير الأنسجة الرخوة، حيث لا توفر تفاصيل دقيقة مثل الرنين المغناطيسي.

وحول الرنين المغناطيسي (MRI)، قال د.عاشور إنه يعتمد على تقنية مختلفة تماماً، حيث يستخدم هذا النوع من التصوير مجالات مغناطيسية قوية وموجات راديو لتوليد صور مفصلة لأعضاء الجسم وأنسجته، بحيث يتم تحفيز ذرات الهيدروجين في الجسم بواسطة المجال المغناطيسي، ثم تُطلق إشارات يتم التقاطها وتحويلها إلى صور عالية الدقة.

ووفقاً للدكتور عاشور يُعتبر الرنين المغناطيسي الأفضل لتشخيص الحالات المتعلقة بالأعضاء الداخلية، مثل الدماغ، والحبل الشوكي، والمفاصل، والأنسجة الرخوة.

وتابع أنه على سبيل المثال، يُستخدم لتقييم الإصابات الداخلية المعقدة، مثل إصابات الأربطة والأوتار، والأورام الدماغية، وأمراض الجهاز العصبي.

ومن مزايا الرنين المغناطيسي، بحسب د.عاشور أنه لا يستخدم الإشعاع المؤين، مما يجعله آمناً للحوامل والأطفال عند الضرورة، كما أنه يوفر صوراً عالية الدقة للأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية.

وأضاف أن الرنين المغناطيسي مكلف ويستغرق وقتاً أطول مقارنة بالأشعة السينية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه غير مناسب للمرضى الذين يعانون من أجهزة معدنية مزروعة، مثل منظمات القلب، بسبب المجال المغناطيسي القوي. كما أن بعض المرضى قد يشعرون بعدم الراحة أثناء الفحص، خاصة أولئك الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة.

وقدم د.عاشور مجموعة فروق رئيسة بين الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، ومن بينها:

1. المبدأ العلمي: تعتمد الأشعة السينية على الأشعة الكهرومغناطيسية، بينما يعتمد الرنين المغناطيسي على المجالات المغناطيسية وموجات الراديو.

2. التطبيقات: تُستخدم الأشعة السينية بشكل رئيس لتصوير العظام والهياكل الصلبة، بينما يُستخدم الرنين المغناطيسي لتصوير الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية.

3. المزايا: الأشعة السينية سريعة وغير مكلفة، بينما الرنين المغناطيسي يوفر صوراً عالية الدقة ولا يستخدم الإشعاع المؤين.

4. العيوب: الأشعة السينية تعرّض المريض للإشعاع، بينما الرنين المغناطيسي مكلف وقد يكون غير مريح لبعض المرضى.

وخلص د.عاشور إلى القول إن الأشعة السينية والرنين المغناطيسي يُعدّان أدوات تشخيصية قوية، ولكل منهما استخداماته الخاصة، وتُفضل الأشعة السينية في الحالات التي تتطلب تصويراً سريعاً للعظام أو الصدر، بينما يُفضل الرنين المغناطيسي عند الحاجة إلى تفاصيل دقيقة عن الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية. يعتمد اختيار التقنية المناسبة على الحالة الطبية للمريض والهدف التشخيصي، ويتم ذلك بناءً على توصية الطبيب المعالج.