الدم هو أحد أهم مكونات الجسم ويؤدي وظائف حيوية مثل نقل الأكسجين والمغذيات، وتخثر الجروح، والدفاع ضد العدوى، وهناك العديد من الأدوية التي تؤثر بشكل مباشر على الدم، سواء من حيث اللزوجة، التخثر، إنتاج خلايا الدم، أو قدرتها على حمل الأكسجين.

وبعض هذه الأدوية تستخدم لعلاج أمراض خطيرة مثل الجلطات الدموية وفقر الدم، بينما قد يكون لبعضها آثار جانبية تتطلب مراقبة دقيقة.

مضادات التخثر ومثبطات الصفائح الدموية

تستخدم مضادات التخثر لمنع تكون الجلطات الدموية التي قد تسبب السكتات الدماغية أو النوبات القلبية.

ومن أبرز هذه الأدوية الهيبارين والوارفارين، اللذان يقللان من قدرة الدم على التجلط عن طريق تثبيط بعض البروتينات المسؤولة عن التخثر، كما تستخدم الأدوية المضادة للصفائح الدموية، مثل الأسبرين وكلوبيدوجريل، لمنع التصاق الصفائح الدموية ببعضها مما يقلل من احتمالية تكوين الجلطات داخل الأوعية الدموية.

أدوية تعزز تخثر الدم

على العكس من ذلك، هناك أدوية تُستخدم لتعزيز تخثر الدم في الحالات التي يعاني فيها المريض من اضطرابات نزفية مثل الهيموفيليا، وتشمل هذه الأدوية عوامل التخثر الاصطناعية، مثل عامل التخثر الثامن والتاسع، والتي تعطى للمرضى الذين يعانون من نقص في هذه العوامل، كما أن بعض الأدوية مثل حمض الترانيكساميك تعمل على تقليل تفكك الجلطات، مما يساعد في السيطرة على النزيف.

أدوية تؤثر على إنتاج خلايا الدم

بعض الأدوية تؤثر على نخاع العظم، وهو المسؤول عن إنتاج خلايا الدم، والعلاجات الكيميائية المستخدمة في علاج السرطان، مثل الميثوتريكسات والدوكسوروبيسين، قد تسبب انخفاضًا في عدد خلايا الدم الحمراء، البيضاء، والصفائح الدموية، مما قد يؤدي إلى فقر الدم وزيادة خطر العدوى والنزيف، وفي المقابل هناك أدوية تحفز إنتاج خلايا الدم مثل إريثروبويتين، الذي يستخدم لعلاج فقر الدم لدى مرضى الفشل الكلوي أو أولئك الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.

أدوية تؤثر على لزوجة الدم

بعض الأدوية تؤثر على لزوجة الدم وقدرته على التدفق بسلاسة، والأدوية المخفضة للكوليسترول مثل الستاتينات تساعد في تقليل تراكم الدهون في الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر التجلط ويحسن تدفق الدم، كما أن بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، وتعمل على توسيع الأوعية الدموية مما يسهل تدفق الدم ويقلل من الضغط على القلب.

أدوية تؤثر على قدرة الدم على حمل الأكسجين

بعض الأدوية قد تؤثر على قدرة خلايا الدم الحمراء على حمل الأكسجين، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الأنيميا، وعلى سبيل المثال بعض المضادات الحيوية مثل الكلورامفينيكول قد تسبب فقر الدم اللاتنسجي، وهو حالة نادرة تؤدي إلى انخفاض شديد في إنتاج خلايا الدم، وبعض أدوية العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى بعض المسكنات مثل الفيناسيتين قد تسبب تحلل خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم الانحلالي.

المخاطر والاحتياطات عند استخدام هذه الأدوية

نظرًا للتأثير الكبير لهذه الأدوية على الدم، يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، ومضادات التخثر، على سبيل المثال، قد تزيد من خطر النزيف إذا لم يتم ضبط الجرعة بشكل صحيح، في حين أن أدوية تعزيز التخثر قد تؤدي إلى تكوين جلطات غير مرغوب فيها إذا أُسيء استخدامها، والمرضى الذين يتناولون هذه الأدوية يحتاجون إلى متابعة دورية لاختبارات الدم للتأكد من عدم حدوث مضاعفات.