تعتمد أجسام الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة على الأدوية لضبط حالتهم الصحية والحد من تطور المرض أو حدوث مضاعفات خطيرة، إذ تلعب الأدوية دورًا أساسيًا في تحسين نوعية الحياة والمساعدة في الحفاظ على الاستقرار الصحي، ولكن بعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، واضطرابات الغدة الدرقية، تؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على الجسم، مما يستدعي الالتزام بالعلاج الطبي بانتظام وبدقة.
إيقاف الأدوية بشكل مفاجئ أو دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى انتكاسات صحية خطيرة، وأحيانًا مضاعفات قد تهدد الحياة، لذلك، من الضروري أن يتم العلاج تحت إشراف طبي متخصص، وأن يتبع المرضى تعليمات الطبيب بدقة لتجنب أي تأثيرات سلبية قد تترتب على عدم الانتظام في العلاج.
أضرار إيقاف الأدوية بشكل مفاجئ
هناك العديد من الأضرار الناتجة عن إيقاف الأدوية بشكل مفاجئ، ومنها ما يلي:
تفاقم الحالة المرضية
عند التوقف عن تناول أدوية الأمراض المزمنة قد تعود الأعراض للظهور بقوة، مما يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية، وعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي إيقاف أدوية ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الضغط بشكل مفاجئ، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات القلبية.
وبالمثل قد يؤدي التوقف عن أدوية السكري إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل خطير، مما قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل اعتلال الأعصاب أو مشاكل الكلى.
زيادة خطر حدوث المضاعفات الخطيرة
الاستمرار في تناول الأدوية يهدف إلى منع المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالأمراض المزمنة، وإيقاف الأدوية دون إشراف طبي قد يؤدي إلى تطور مشكلات صحية أكثر تعقيدًا، وعلى سبيل المثال قد يؤدي التوقف عن أدوية القلب إلى زيادة خطر التعرض للذبحة الصدرية أو قصور القلب، بينما يمكن أن يؤدي إيقاف أدوية الغدة الدرقية إلى اضطراب مستويات الهرمونات في الجسم، مما يسبب تعبًا شديدًا أو خللًا في عملية التمثيل الغذائي.
ظهور أعراض انسحابية
تعتمد بعض الأدوية على تنظيم وظائف الجسم بشكل تدريجي لذا فإن إيقافها فجأة قد يسبب أعراضًا انسحابية خطيرة، وعلى سبيل المثال إيقاف بعض الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق قد يؤدي إلى أعراض مثل التوتر، الاكتئاب الشديد، الدوخة، واضطرابات النوم، وبالمثل قد يسبب التوقف المفاجئ عن أدوية الكورتيزون أعراضًا مثل الإرهاق، انخفاض ضغط الدم، وألم العضلات والمفاصل.
اضطراب وظائف الأعضاء
العديد من الأدوية تعمل على دعم وظائف الأعضاء المختلفة في الجسم، وإيقافها قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات حادة في هذه الوظائف، وعلى سبيل المثال قد يؤدي التوقف عن أدوية الكلى إلى تفاقم الفشل الكلوي، مما يزيد من احتمالية الحاجة إلى الغسيل الكلوي.
أما في حالات اضطرابات تخثر الدم، فقد يؤدي إيقاف الأدوية المميعة للدم إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية، مما قد يؤدي إلى سكتة دماغية أو جلطة رئوية.
متى يجب تعديل أو إيقاف الأدوية؟
في بعض الحالات قد يكون من الممكن تقليل جرعة الدواء أو تغييره تدريجيًا، لكن هذا يجب أن يتم فقط تحت إشراف الطبيب المختص، وبعض المرضى قد يحتاجون إلى تعديل خطة العلاج بناءً على تحسن حالتهم الصحية أو ظهور آثار جانبية، ولكن يجب أن يكون ذلك وفقًا لتقييم طبي دقيق وليس بقرار شخصي.