البلهارسيا هي عدوى طفيلية تسببها ديدان تنتمي إلى جنس Schistosoma، وتنتقل إلى الإنسان عند ملامسة المياه العذبة الملوثة، حيث تخترق يرقات الطفيلي الجلد وتنتقل عبر مجرى الدم لتستقر في الأوعية الدموية المحيطة بالأمعاء أو المثانة.
ويعد هذا المرض شائعًا في بعض المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، خصوصًا في الدول التي تفتقر إلى الصرف الصحي الجيد، وتتفاوت أعراض البلهارسيا حسب مرحلة العدوى، حيث تكون خفيفة في البداية لكنها قد تصبح خطيرة مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها.
الأعراض المبكرة للبلهارسيا
عند اختراق الطفيليات للجلد، قد يشعر المصاب بحكة مصحوبة بطفح جلدي يشبه لدغات الحشرات، وهي علامة أولية تُعرف باسم "حكة السباحين"، وبعد عدة أيام إلى أسابيع تبدأ الديدان بالهجرة عبر الأوعية الدموية، مما يسبب أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا مثل الحمى، القشعريرة، آلام العضلات، التعب الشديد، وفي بعض الحالات قد يعاني المريض من تورم الغدد اللمفاوية، بالإضافة إلى السعال بسبب وجود الطفيليات في الرئتين خلال مرحلة الهجرة.
الأعراض المزمنة للعدوى
بعد أن تستقر الديدان في الأوعية الدموية حول الأمعاء أو المثانة، تبدأ الأعراض الأكثر وضوحًا بالظهور، وإذا استهدفت الطفيليات الجهاز البولي، فقد يعاني المريض من التبول المؤلم، وظهور دم في البول، والشعور بامتلاء المثانة حتى بعد التبول.
أما إذا كانت العدوى في الجهاز الهضمي، فقد يعاني المريض من آلام متكررة في البطن، والإسهال الذي قد يكون ممزوجًا بالدم، وفقدان الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن على المدى الطويل.
المضاعفات المحتملة
إذا لم تعالج العدوى قد تؤدي البلهارسيا إلى مضاعفات خطيرة، وفي الحالات الشديدة تتراكم بيوض الطفيليات في الكبد، مما يؤدي إلى التهابه وتليفه، وقد يتسبب ذلك في تضخم الكبد والطحال مع ارتفاع ضغط الدم في الأوردة البابية للكبد.
إضافة إلى ذلك قد تؤدي العدوى المزمنة إلى مشكلات خطيرة في المثانة والكلى، حيث يزيد تكرار الالتهابات من خطر الإصابة بسرطان المثانة أو الفشل الكلوي، وفي بعض الحالات النادرة، قد تصل بيوض الطفيليات إلى الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تلف في الحبل الشوكي أو الدماغ، مسببًا تشنجات أو حتى شللًا جزئيًا.
