تعد رائحة القدم الكريهة من المشاكل الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وتتسبب في إحراج الشخص في العديد من المواقف الاجتماعية، ولكن هذه الرائحة ليست مجرد مشكلة سطحية، بل تشير في بعض الأحيان إلى وجود بعض التفاعلات البيولوجية أو الصحية التي تحدث في القدمين نتيجة لمجموعة من الأسباب، وسنتناول في هذا التقرير الأسباب التي تؤدي إلى رائحة القدم الكريهة وطرق التعامل معها.
البكتيريا والفطريات في القدمين
تعد البكتيريا والفطريات من أكثر الأسباب شيوعًا لرائحة القدم الكريهة، وعندما يتعرق القدم ويظل محبوسًا في الحذاء لفترة طويلة، ينمو العرق ويصبح بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، وتتغذى هذه الكائنات الحية الدقيقة على العرق وتنتج مركبات كبريتية والتي تكون مسؤولة عن الرائحة الكريهة، ويزداد الوضع سوءًا إذا كانت القدمين مغطاة لفترات طويلة مما يزيد من احتمالية تكاثر الكائنات الحية الدقيقة.
العرق الزائد
تعتبر مشكلة العرق الزائد أحد الأسباب الرئيسية لرائحة القدم الكريهة، وتنشط الغدد العرقية في القدمين بشكل كبير خاصة عندما يكون الشخص في حالة نشاط بدني أو في بيئات حارة، وهذا العرق يحتوي على مواد غذائية يمكن للبكتيريا أن تتغذى عليها، مما يؤدي إلى تكاثرها بشكل أسرع وإنتاج الروائح الكريهة، كما أن ارتداء الجوارب والأحذية المغلقة لفترات طويلة يحبس الرطوبة ويزيد من تأثير هذه المشكلة.
نوع الحذاء والجوارب
اختيار الحذاء والجوارب قد يكون له تأثير كبير على رائحة القدمين. إذا كانت الجوارب مصنوعة من مواد صناعية غير قابلة للتنفس فإنها قد تحتفظ بالعرق داخلها وتزيد من نمو البكتيريا، وكذلك الأحذية المغلقة التي لا تسمح للهواء بالدخول إليها تزيد من تراكم الرطوبة والعرق، مما يوفر بيئة مثالية لتكاثر الكائنات الدقيقة، ومن الأفضل ارتداء الأحذية القابلة للتنفس والجوارب القطنية التي تسمح بامتصاص العرق.
الحالات الصحية والأمراض
قد يكون هناك بعض الحالات الصحية التي تساهم في رائحة القدم الكريهة، فعلى سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من زيادة في نشاط الغدد العرقية (فرط التعرق) قد يعانون من رائحة قدم كريهة أكثر من غيرهم، كما أن بعض الأمراض مثل مرض السكري يمكن أن تؤثر على رائحة القدمين بسبب التغيرات التي تطرأ على الجلد أو التعرق، في بعض الحالات قد تشير رائحة القدم الكريهة إلى وجود عدوى فطرية أو بكتيرية، خاصة إذا كانت الرائحة قوية أو غير معتادة.