في عالمنا اليوم أصبح التلفاز والهاتف من الأدوات التي لا غنى عنها في حياتنا اليومية، ومع استخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط، بدأ الكثيرون في التساؤل عن تأثيراتها الصحية والنفسية على الأفراد، خاصة الأطفال فما هو الأكثر ضررًا؟ التلفاز أم الهاتف؟ في هذا المقال، سنتناول التأثيرات المختلفة لكلا الجهازين ونتناول أيهما يعد أقل ضررًا على صحتنا.
التلفاز
التلفاز كان في البداية الوسيلة الأساسية للترفيه والمعلومات، لكن مع مرور الوقت بدأ يعكس تأثيرات كبيرة على المشاهدين، خاصة عندما يتم مشاهدته لساعات طويلة وفيما يلي بعض التأثيرات التي يمكن أن يسببها التلفاز:
التأثيرات البصرية
الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة قد يسبب إجهادًا للعينين بسبب الإضاءة الساطعة والشاشات الكبيرة، كما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات مثل جفاف العين أو ضعف الرؤية على المدى الطويل.
نمط الحياة الخامل
مشاهدة التلفاز لفترات طويلة ترتبط بنمط حياة خامل، حيث يميل الأفراد إلى الجلوس لفترات طويلة دون حركة، مما يساهم في زيادة الوزن والمشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب.
التأثيرات النفسية والسلوكية
في بعض الدراسات، لوحظ أن مشاهدة البرامج العنيفة أو المليئة بالمحتوى السلبي يمكن أن تؤثر على المزاج وتزيد من مستويات القلق والاكتئاب، كما يمكن أن تؤثر على سلوك الأطفال وتزيد من العدوانية في بعض الحالات.
الهاتف
في العصر الحديث، أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبينما يوفر الهاتف الذكي العديد من الفوائد مثل التواصل السهل والوصول إلى المعلومات، فإنه يحمل أيضًا بعض المخاطر الصحية التي قد تكون أكثر تطورًا من تلك التي يسببها التلفاز وإليك بعض التأثيرات المحتملة:
الإجهاد البصري ومشاكل العين
استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة يؤدي إلى "إجهاد العين الرقمي"، والذي يتسبب في الشعور بالجفاف والتهيج في العينين، بالإضافة إلى حدوث مشاكل مثل ضعف الرؤية عن قرب.
الانعزال الاجتماعي
رغم أن الهواتف تعزز التواصل الرقمي، إلا أنها قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية، حيث يفضل الأفراد التفاعل عبر الرسائل والمكالمات على حساب اللقاءات الحقيقية وجهًا لوجه.
التأثيرات النفسية
الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد يسبب القلق والاكتئاب والإدمان على التفاعل عبر الإنترنت، مما يؤثر على الصحة النفسية.
التأثير على النوم
يؤدي استخدام الهواتف قبل النوم، خاصة إذا كانت تحتوي على إضاءة زرقاء، إلى اضطرابات النوم حيث تؤثر على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.
الضغط على الرقبة والعمود الفقري
استخدام الهواتف لفترات طويلة يؤدي إلى ما يعرف بـ "عنق الهاتف"، وهو حالة من الألم والضغط في الرقبة والظهر نتيجة الانحناء المستمر لرأس الشخص أثناء النظر إلى شاشة الهاتف.
أيهم أقل ضررًا
عند المقارنة بين التلفاز والهاتف، يمكن القول بأن الهاتف يحمل مخاطر صحية ونفسية أكثر تنوعًا وأبعد مدى، ولكن هذه المخاطر تعتمد بشكل كبير على كيفية استخدام هذه الأجهزة، ففي حالة التلفاز يكون التأثير أكثر وضوحًا من الناحية البدنية بسبب الجلوس لفترات طويلة وتأثيره على العيون والمزاج، أما الهاتف فيحمل أضرارًا مرتبطة بالانخراط المستمر في الأنشطة الرقمية و"الإدمان التكنولوجي" الذي قد يؤثر على الأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.
كيف يمكن الحد من الأضرار
يجب الاعتدال في استخدام كلا الجهازين فتحديد وقت معين للجلوس أمام التلفاز أو الهاتف يمكن أن يساعد في تقليل التأثيرات السلبية.
من المهم الحفاظ على نمط حياة نشط والابتعاد عن الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز أو الهاتف.
تحديد وقت لممارسة الأنشطة الاجتماعية الحية مع العائلة والأصدقاء يمكن أن يحد من الانعزال الاجتماعي الذي قد يسببه الهاتف.
الحفاظ على صحة العين خلال أخذ فترات راحة من الشاشات كل 20 دقيقة، والابتعاد عن الأجهزة قبل النوم بفترة كافية.