يعد النكاف من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الغدد اللعابية وتسبب تورمًا وألمًا في الوجه، خاصة في المنطقة الواقعة بين الفك والأذن، وينتقل الفيروس بسهولة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير من السعال أو العطس، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين غير المطعمين، ورغم أنه قد يكون مرضًا خفيفًا في بعض الحالات، إلا أن النكاف قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مما يجعل التطعيم الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية منه.
أسباب الإصابة بفيروس النكاف
يحدث النكاف نتيجة العدوى بفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطية، والذي ينتقل من شخص مصاب إلى آخر عبر الاتصال المباشر أو استنشاق الرذاذ المنتشر في الهواء، ويمكن أيضًا أن ينتقل الفيروس عن طريق مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والملاعق، مع شخص مصاب، والشخص المصاب يصبح معديًا قبل يومين من ظهور التورم في الغدد اللعابية ويظل قادرًا على نقل المرض لمدة تصل إلى تسعة أيام بعد ذلك.
الأعراض المبكرة للنكاف
تبدأ الأعراض بالظهور بعد فترة حضانة تتراوح بين 16 إلى 18 يومًا من التعرض للفيروس، وفي البداية قد يعاني المريض من حمى خفيفة، وإرهاق عام، وفقدان الشهية، وآلام في العضلات، وبعد يوم أو يومين يظهر التورم المميز في الغدد النكافية، مما يؤدي إلى انتفاخ واضح في جانبي الوجه بالقرب من الأذنين، مع صعوبة في المضغ والبلع وألم عند فتح الفم، وفي بعض الحالات تكون العدوى خفيفة دون تورم ظاهر، مما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا.
مضاعفات النكاف وتأثيره على الصحة
في معظم الحالات يتعافى المريض من النكاف دون مشاكل طويلة الأمد، لكن في بعض الأحيان قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة منها التهاب السحايا الفيروسي، الذي يسبب تورمًا في الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، وكذلك التهاب البنكرياس الذي يؤدي إلى آلام في البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي.
طرق علاج النكاف
نظرًا لأن النكاف مرض فيروسي فلا يوجد علاج محدد للقضاء عليه، لكن يتم التركيز على تخفيف الأعراض والحد من المضاعفات، وينصح المرضى بالراحة التامة، وتناول كميات كافية من السوائل، واستخدام كمادات باردة على المناطق المتورمة لتخفيف الألم، كما يفضل تناول الأطعمة اللينة التي لا تتطلب مضغًا قويًا لتجنب تفاقم الألم، ويمكن استخدام أدوية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى والألم، لكن يجب تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بالمرض لتفادي خطر الإصابة بمتلازمة راي.
أهمية التطعيم في الوقاية من النكاف
يعد التطعيم الوسيلة الأكثر فاعلية في الوقاية من النكاف، حيث يوفر لقاح MMR حماية ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ويوصى بإعطاء اللقاح على جرعتين، الأولى في عمر السنة تقريبًا، والثانية بين 4 و6 سنوات، ويقلل التطعيم من خطر الإصابة بشكل كبير، وإذا حدثت الإصابة لدى شخص مطعَّم، فعادة ما تكون الأعراض أقل حدة مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاح، وبفضل حملات التطعيم انخفضت حالات الإصابة بالنكاف بشكل ملحوظ، لكن لا يزال من المهم التأكد من تلقي التطعيم لمنع تفشي المرض.