يعد الفتق من الحالات الشائعة التي تحدث عندما يندفع أحد الأعضاء الداخلية عبر نقطة ضعيفة في العضلات أو الأنسجة التي تحيط به، ويمكن أن يظهر في مناطق مختلفة من الجسم، ولكن أكثر أنواعه شيوعًا هو الفتق البطني، الذي يحدث عندما تبرز الأمعاء أو الدهون من خلال جدار البطن، وتختلف أعراض الفتق تبعًا لنوعه وموقعه، وقد يحتاج في بعض الحالات إلى تدخل جراحي لتجنّب المضاعفات.
أسباب الفتق
يحدث الفتق نتيجة ضعف في الأنسجة أو العضلات، مما يسمح باندفاع الأعضاء الداخلية للخارج. هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به، مثل الضغط الزائد على البطن بسبب رفع الأوزان الثقيلة أو السعال المزمن أو الإمساك المستمر الذي يؤدي إلى زيادة الجهد أثناء التبرز، كما أن السمنة تعتبر من العوامل المساهمة في ضعف عضلات البطن، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفتق، يمكن أن يكون الفتق أيضًا ناتجًا عن ضعف خلقي في جدار البطن، حيث يولد بعض الأشخاص ولديهم نقاط ضعف في العضلات تزيد من احتمالية حدوث الفتق مع مرور الوقت.
أعراض الفتق
تختلف أعراض الفتق باختلاف نوعه وحجمه، ولكن في معظم الحالات يظهر انتفاخ أو بروز تحت الجلد، يكون واضحًا عند الوقوف أو بذل مجهود، وقد يختفي عند الاستلقاء، وغالبًا ما يصاحب هذا البروز شعور بعدم الراحة أو الألم، خاصة عند رفع الأشياء الثقيلة أو السعال أو الوقوف لفترات طويلة، وفي بعض الحالات قد يؤدي الفتق إلى إحساس بالثقل أو الضغط في المنطقة المصابة، وقد يتطور إلى ألم مستمر في حال حدوث مضاعفات مثل انحباس الفتق، حيث تنحصر الأنسجة داخل الفتق ولا تعود إلى وضعها الطبيعي، مما قد يؤدي إلى انسداد الأمعاء أو نقص تدفق الدم إلى الأنسجة.
أنواع الفتق
هناك عدة أنواع من الفتق وأكثرها شيوعًا هو الفتق الإربي، الذي يحدث في منطقة أعلى الفخذ وهو أكثر انتشارًا بين الرجال، كما يوجد الفتق السري، الذي يظهر حول السرة وقد يكون شائعًا بين الأطفال حديثي الولادة أو النساء بعد الحمل، ومن الأنواع الأخرى الفتق الجراحي، الذي يحدث نتيجة ضعف في جدار البطن بعد عمليات جراحية سابقة، والفتق الحجابي، حيث يندفع جزء من المعدة عبر الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر، مما قد يسبب أعراضًا مثل حرقة المعدة وصعوبة البلع.
علاج الفتق
يعتمد علاج الفتق على حجمه وشدة الأعراض التي يسببها، وفي الحالات البسيطة التي لا تسبب أعراضًا شديدة، قد يُكتفى بالمراقبة الطبية دون الحاجة إلى تدخل جراحي، مع تجنب العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقمه مثل رفع الأوزان الثقيلة، وأما في الحالات التي تسبب ألمًا أو تزداد في الحجم بمرور الوقت، فقد يكون الحل الجراحي ضروريًا، ويتم إجراء الجراحة إما عن طريق الفتق المفتوح، حيث يتم إصلاح الفتق باستخدام الغرز أو الشبكة الطبية، أو من خلال الجراحة بالمنظار التي تعتبر أقل تدخلاً وتؤدي إلى تعافٍ أسرع وألم أقل بعد الجراحة.
الوقاية من الفتق
يمكن تقليل خطر الإصابة بالفتق من خلال اتباع نمط حياة صحي يركز على تقوية عضلات البطن وتجنب السمنة، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية التي تعزز قوة العضلات دون إجهادها، كما أن تجنب الإمساك المزمن عن طريق تناول الألياف وشرب كميات كافية من الماء يقلل من الضغط على جدار البطن، ومن المهم أيضًا تجنب رفع الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة حيث يجب استخدام عضلات الساقين بدلاً من الظهر والبطن عند حمل الأشياء الثقيلة.