يعد فيتامين B12 أحد أهم الفيتامينات في الجسم، والتي يلعب نقصها دورًا مهمًا في التأثير على مختلف وظائف الجسم بالتحديد «الدماغ»، ويرتبط نقص هذا الفيتامين بعدة أعراض جسدية مثل الضعف والتعب بالإضافة إلى التأثيرات النفسية التي من الممكن أن تؤثر على الذاكرة والتركيز، في هذا التقرير، نتناول كيفية تأثير نقص فيتامين B12 على ذاكرة الشخص وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.
أعراض نقص فيتامين B12 على الذاكرة
هناك العديد من العلامات التي تؤكد أن هناك نقصًا في فيتامين B12، ومن هذه العلامات الصعوبة في التذكر، حيث يجد الشخص شعور متكرر بنسيان الأحداث اليومية أو التفاصيل الصغيرة التي تواجهه، كذلك ضعف التركيز فالصعوبة في التركيز أثناء المهام اليومية تؤدي إلى عدم القدرة على إتمام الأنشطة بسهولة، وهو ما يدفع إلى العلامة الثالثة وهي تشوش الذهن؛ حيث يصبح العقل مشوشًا أو غير واضح مع الصعوبة في ترتيب الأفكار وتنظيمها.
ومن الأعراض القوية أيضًا هي نسيان الأشياء التي كانت تثير مشاعر قوية لدى الشخص، منها التواريخ المهمة الذي كان مهتمًا بها على طول الخط، أو حتى اللحظات العاطفية التي مثلت له ذكريات رائعة، بجانب البطء في التفكير والتأخر في استرجاع المعلومات المتعلقة بأحداث مهمة، وهو ما يزيد من احتمالية اتخاذ قرارات غير صائبة أو اتخاذها ببطء شديد.
أما بالنسبة للنوم، فيسيطر الشعور بالتعب الشديد على الذهن، والرغبة في النوم باستمرار مما يؤدي إلى تدهور عملية التفكير المتوازن والسليم، كذلك فيختل توازن الجسم بشكل مستمر لأن نقص فيتامين B12 ينتج عنه مشاكل في الحركة، مما يضعف التنسيق العقلي والبدني، هذا بالطبع بجانب التغيرات المزاجية التي تؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب نتيجة لتأثيرات نقص الفيتامين على الدماغ.
كيفية التعامل مع نقص فيتامين B12
في البداية يجب مراجعة الطبيب وإجراء فحص الدم، للتأكد من التشخيص وكذلك التأكد من مستوى فيتامين B12 في الجسم، وبعد ذلك يكتب الطبيب إرشاداته بشأن المكملات الغذائية سواء عن طريق الحقن أو الأقراص، وأيضًا التغذية الضرورية لتعويض نقصان هذا الفيتامين في الجسم.
ومن الأطعمة الغنية التي يجب أن يحافظ عليها الأشخاص بشكل متوازن لتعويض فيتامين B12 هي اللحوم، الأسماك، البيض، منتجات الألبان، وكذلك الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل الرياضة والنوم بصورة طبيعية والبعد عن مسببات التوتر والاكتئاب، مع العلم أن هناك بعض الأمراض التي تؤثر على امتصاص فيتامين B12 مثل أمراض الجهاز الهضمي، وفي هذه الحالة يجب مراقبة الحالة الصحية للفرد.
في النهاية؛ نقص فيتامين B12 قد يكون أحد الأسباب الرئيسية وراء تدهور الذاكرة والتركيز، من المهم ألا نغفل عن أعراضه التي قد تبدو بسيطة في البداية، ولكنها يمكن أن تتطور لتؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية، و باتباع العلاج المناسب، يمكن تحسين الحالة والوقاية من المزيد من المضاعفات.
